+ A
A -
الدوحة - الوطن
توفر خدمة الصحة النفسيّة لمرضى إصابات الحوادث التي أطلقها مركز إصابات الحوادث بمؤسسة حمد الطبية عام 2018 الدعم المعنوي لما يزيد على 25 مريضا متضررا من إصابات الحوادث أسبوعياً. وتعدّ إصابات الحوادث في دولة قطر بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام سبباً رئيسياً للوفيات والإصابات بين الفئات العمرية الشابة، إذ يستقبل مركز حمد لإصابات الحوادث سنوياً ما بين 2000 و2500 مريض، يتعين عليهم التكيُّف مع العواقب المترتبة عن إصاباتهم.
وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة توليكا أغاروال أخصائية الطب النفسي السريري في قسم جراحة الحوادث إلى أن الأشخاص يتجاوبون مع إصابات الحوادث بطرق مختلفة بحيث يواجهون مجموعة واسعة من التفاعلات الجسدية والانفعالية.
وأوضحت الدكتورة أغاروال قائلةً: «يعاني عدد كبير من المرضى الذين يخضعون للمعاينة في مركز إصابات الحوادث من إصابات تغير مسار حياتهم نتيجة حوادث اصطدام المركبات، حوادث الاصطدام بالمشاة أو الوقوع من أماكن مرتفعة. يتمثل مصدر القلق المباشر للفرق الطبية بتوفير العلاج الذي يحتاج إليه مرضى إصابات الحوادث من أجل ضمان استقرار حالتهم الجسدية، غير أن معظم هؤلاء المرضى يحتاجون أيضاً إلى الدعم المعنوي لتمكينهم من تقبل ما حصل لهم والمضي قدماً».
وتابعت الدكتورة أغاروال كلامها قائلةً: «وللأسف، نستقبل في بعض الأحيان، مرضى تغيرت حياتهم بشكل جذري بسبب حدة الإصابات التي تعرضوا لها. ما يعني مثلاً أنهم فقدوا القدرة على استخدام أحد الذراعين أو الرجلين، أو أن حالتهم استدعت بتر أحد أطرافهم. كما يعاني العديد من المرضى من الألم الحاد بسبب كسور في الأضلاع ما يتطلب منهم تغيير نمط حياتهم بسبب تلك الإصابة. فالتكيّف مع هذا التغير المفاجئ قد يكون صعباً للغاية، ولهذا يعتبر دور خدمة الصحة النفسيّة لإصابات الحوادث على درجة عالية من الأهمية». وأوضحت أن إصابات الحوادث قد تسبب الاكتئاب أو اضطراب الكرب التالي للصدمات النفسيّة الذي يمكن أن يترافق مع تسلّط الأفكار، وتجنب الآخرين، والكوابيس، والذكريات المؤلمة، والتقلبات المزاجية، فضلاً عن التعبير عن الغضب بطريقة غير عقلانية ما قد يؤدي إلى فرط اليقظة. ومن خلال تقييمها للمرضى المراجعين لمركز إصابات الحوادث بصورة يومية وطلبات التحويل من أطباء قسم الحوادث، أصبحت الدكتورة أغاروال قادرة على التعرّف على المرضى الذين من المرجح أن يحتاجوا إلى الدعم المعنوي.
وأشارت الدكتورة أغاروال قائلةً:«كلما سارعت إلى معاينة المريض وتوفير الدعم المعنوي له، زادت فرص الحد من التأثيرات السلبية على المستوى النفسي والعقلي. لهذا السبب، أبذل قصارى جهدي لمعاينتهم في أقرب موعد ممكن لمناقشة تجربتهم وتقييم حالتهم العقلية. في حين لا يحتاج البعض منهم سوى لعدد قليل من الجلسات ليتمكنوا من تقبل حالتهم، قد تتطلب حالة بعضهم الآخر المزيد من الدعم على المدى الطويل، في العيادة الخارجية لخدمة الصحة النفسيّة الخاصة بمرضى إصابات الحوادث». وفي سياق حديثها عن الجانب المعنوي لمسار تعافي المريض والذي يمكن أن يؤثر أيضاً على تعافيه الجسدي، علقت قائلةً: «إذا كان المريض يُعاني من الاكتئاب أو اضطراب الكرب التالي للصدمات النفسيّة، قد يواجه صعوبة كبرى في إيجاد الحافز للالتزام الكلي بالعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، ما يعني أن رحلة تعافيه ستكون أكثر بطأً. ولكن إذا تمكّنا من حث المريض على التفكير بطريقة إيجابية، فمن المرجح أن يستعيد كامل طاقاته بسرعة أكبر. لقد عاينت العديد من الحالات الصعبة حيث تضررت حياة الأشخاص ضرراً بليغاً. ولكن سنحت لي الفرصة أيضاً بأن أكون شاهدة على مدى قوة العقل البشري وإرادة الإنسان وإلى أي حد يمكن أن يكون الفرد ملهماً. فالعديد من المرضى أظهروا قوة عقلية مذهلة وإيجابية فائقة في مواجهة المحن، مما عاد بفائدة عظيمة على مسار تعافيهم».
copy short url   نسخ
22/04/2019
856