+ A
A -
أدانت الصحف والمواقع العالمية الدور الجاسوسي الإماراتي، الذي تم كشف النقاب عنه بالقبض على عميلين تابعين للمخابرات الإماراتية في تركيا، فيما يشتبه بتورطهما في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي تم ذبحه في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من شهر أكتوبر الماضي.
وقالت السلطات السعودية حينها إن الجريمة تمت بأيدي «عناصر مارقة» دون تحديد هوية تلك العناصر، أو الكشف عن ملابسات الجريمة.
من جانبها، قالت شبكة تي آر تي التركية، إن تركيا قبضت على الجاسوسين الإماراتيين سامر سميح شعبان (40 عاماً) وزكي يوسف حسن (55 عاماً) وتمت إحالتهما إلى القضاء، بتهمة ارتكاب جريمة التجسس السياسي والعسكري والتجسس الدولي.
وأكدت الشبكة التركية الرسمية، أنهما على الأرجح ذا صلة بمقتل خاشقجي، وأن هذا يشير إلى أن الإمارات كانت على علم بالجريمة البشعة قبل تنفيذها، خاصة أن أحد الجاسوسين وصل لإسطنبول بعد مقتل خاشقجي بأيام، وكان أحدهما على اتصال دائم بأحد منفذي الجريمة، ممن وجهت له السلطات السعودية نفسها اتهاماً صريحاً بالقتل، ضمن 15 متهماً تم رصد صورهم في القضية الشهيرة، وتم توجيه الاتهام لـ11 شخصاً منهم فقط.
وأضافت تي آر تي: «هناك شبهات قوية بوجود صلة بين المتهمين وقتل خاشقجي، فالاتصالات المتعاقبة مع أحد منفذي الجريمة ووصولهما بعد تنفيذ القتل في القنصلية بأيام يطرح العديد من الأسئلة حول الدور الحقيقي، الذي لعبه جواسيس الإمارات في تلك القضية».
وفي نفس الإطار، قالت مجلة التايم الأميركية، إن الجاسوسين اعترفا بالفعل بالتجسس لصالح أبوظبي، مشيرة إلى أنهما من أصول فلسطينية، وتم تدريبهما ضمن رجال محمد دحلان.
وقالت المجلة: «الجاسوسان قد يكملان الحلقة المفقودة في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ويكشفان المزيد من الملابسات حول الجريمة، والفاعل الحقيقي الذي يقف وراءها، خاصة أن تورطهما في القضية أصبح شبه مؤكد بالفعل».
على الجانب الآخر، أكد موقع ميدل إيست آي البريطانية، أن القبض على الجاسوسين أثبت تربص الإمارات بالمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان في الخارج، ممن تجمع عنهم المعلومات وتقودهم للسجون لمنع أصواتهم من الوصول إلى العالم.
واستنكر الموقع تجسس الجاسوسين على الطلاب المعارين إلى الجامعات التركية، وهو ما كشفت عنه السلطات التركية، مستغرباً الأسباب التي قد تدفع دولة للتجسس على طلاب علم لا علاقة لهم بالسياسة على الأرجح، ولم يتورطوا في أي أعمال معارضة من قبل.
وتساءل الموقع عن حجم الترويع والتخويف الذي قد يشعر به الطلاب المعارون بعد معرفة تلك الحقيقة، خاصة إذا كان قد سبق أن تعامل بعضهم مع الجاسوسين.
ولفت الموقع إلى أن تركيا قبضت عليهما بعد تحريات موسعة، كما تم مراقبة أحدهما على مدار 6 أشهر كاملة قبل القبض عليه في إسطنبول، وكان قد وصل تركيا بعد مقتل خاشقجي.
واختتم الموقع: «الجاسوسان حاولا في أكثر من مناسبة جمع معلومات عن العرب، والمعارضين السياسيين المقيمين في تركيا، عبر التسلل إلى مجموعات الرأي وجلسات النقاش الحوارية ذات الصلة بحقوق الإنسان».
أما صحيفة داكا تريبيون العالمية فركزت على بث وصف تفصيلي لوكر الجاسوسين، أو المنزل الذي كانا يقطنان فيه، مؤكدة أن السلطات التركية عثرت على جهاز كمبيوتر مشفر، ومئات الصور والمعلومات عن نشطاء ومعارضين يعيشون بصفة دائمة أو مؤقتة في تركيا.
وأضافت الصحيفة: «هناك أدلة دامغة على قيام الجاسوسين بأنشطة تجسس على الأراضي التركية، وهما يعملان لصالح المخابرات الإماراتية، ويشتبه في حصولهما على معلومات سرية عسكرية وسياسية مقابل أموال أو من خلال أنشطة التنصت».
وفي نفس السياق، لفتت صحيفة ذا سياست ديلي، إلى أن القبض على المتهمين والربط بين أحدهما وجريمة قتل خاشقجي يشير إلى أن الإمارات، الحليف الرئيس للرياض في جرائم حرب اليمن، قد شاركتها في جريمة أخرى ولوثت يدها بقتل خاشقجي.
وسلطت الصحيفة الضوء على التصريح الذي أدلى به النظام السعودي بعد تقديم 11 شخصاً للمحاكمة في قضية خاشقجي، عندما قيل إن هناك بعض الأشخاص «خارج إطار صلاحيات الرياض»، دون التركيز على مزيد من التفاصيل أو جنسيات هؤلاء الأشخاص من المشتبه بتورطهم في قضية القتل.
وقالت الصحيفة: «الحلقات المفقودة في قضية خاشقجي تنكشف واحدة تلو الأخرى، مع وقوع جاسوس أو قاتل جديد ذي صلة بالجريمة، وسواء كان ذلك الجاسوس أو العميل يعمل لصالح المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة فالنتيجة واحدة».
copy short url   نسخ
22/04/2019
3469