+ A
A -
شاركت دولة قطر في فعاليات معرض ومؤتمر «سي تريد كروز جلوبال» الخاص بسياحة الرحلات البحرية وذلك بوفد مكون من خمس جهات حكومية وخاصة تتقدمها وزارة المواصلات والاتصالات والمجلس الوطني للسياحة والشركة القطرية لإدارة الموانئ «موانئ قطر».
ويعتبر معرض ومؤتمر «سي تريد كروز جلوبال»، والذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي في مدينة ميامي الأميركية، من أهم وأكبر الفعاليات المتخصصة في سياحة الرحلات البحرية حول العالم، ويعتبر منصة مهمة للترويج المباشر للوجهات البحرية، ولقاء الشركاء من مختلف دول العالم وعقد الصفقات والاتفاقيات المهمة التي تقوم بموجبها شركات إدارة البواخر بإضافة الوجهات إلى قائمة محطاتها.. وقد شهدت نسخة هذا العام مشاركة أكثر من 130 دولة، وحضور أكثر من 11 ألف متخصص في صناعة سياحة الرحلات البحرية، ووجود أكثر من 700 عارض منهم أكثر من 70 شركة ملاحية.
كما قام ممثلون من الوفد القطري المشارك بزيارة إلى محطة استقبال زوار السياحة البحرية (أ) بميناء ميامي والتي تعد مثالاً نموذجياً لمحطات الرحلات البحرية الدولية، حيث أطلع الوفد القطري على المرافق والخدمات التي توفرها محطة الاستقبال للركاب والبواخر السياحية، وذلك للوصول إلى أفضل المعايير التي ستطبقها قطر في بناء محطات استقبال الزوار المؤقتة الجديدة بميناء الدوحة.. وسوف تعمل تلك المحطات المؤقتة على خدمة زوار الرحلات السياحية البحرية لبضعة مواسم حتى الانتهاء من المحطة الدائمة المقرر إنشاؤها من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وقال الكابتن عبدالله الخنجي، الرئيس التنفيذي لموانئ قطر: «نحن سعداء بما تحقق من نجاحات مهمة في سبيل وضع قطر على خريطة السفن السياحية العالمية في المنطقة ونتطلع قدماً لتحقيق المزيد من النجاحات في هذا المضمار في المواسم السياحية المقبلة من خلال التزامنا بتسخير كافة الإمكانيات اللوجستية والفنية وضمان تقديم أفضل الخدمات لزوارنا بالتعاون مع الجهات أصحاب المصلحة.. وأضاف: تأتي التطورات المهمة في الوقت الذي يتم فيه تحسين البنية التحتية وتوفير المرافق الضرورية في ميناء الدوحة الذي سيصبح بوابة قطر للسياحة البحرية، وذلك في إطار الخطة الإستراتيجية لوزارة المواصلات والاتصالات الهادفة لدعم قطاع السياحة البحرية والذي يعد أحد روافد التنويع الاقتصادي الذي تسعى رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيقه. لافتاً إلى أن مشاركة موانئ قطر في معرض ومؤتمر «سي تريد كروز جلوبال» إلى جانب كل من وزارة المواصلات والاتصالات والمجلس الوطني للسياحة شكلت فرصة سانحة للتعرف عن قرب على أحدث التجارب والممارسات، كما كانت فرصة لعقد لقاءات مثمرة مع عدد من مشغلي البواخر السياحية والموانئ من مختلف أنحاء العالم».
وفي هذا الإطار قال راشد القريصي، رئيس قطاع التسويق، بالمجلس الوطني للسياحة: «نعمل بالتعاون مع شركائنا في وزارة المواصلات والاتصالات، وشركة موانئ قطر، والخطوط الجوية القطرية، وشركات إدارة الوجهة السياحية، للانتقال إلى المرحلة التالية من مراحل تطوير سياحة الرحلات البحرية من خلال تحويل قطر إلى نقطة انطلاق وعودة خلال الموسم الشتوي القادم 2019-2020، وبالفعل فقد استطعنا إنجاز الكثير في هذه المرحلة من حيث حجز الرحلات أو تطوير الميناء وتنسيق العمليات اللوجستية الخاصة».
وأضاف: «بالإضافة إلى لقاء شركائنا وعقد الاتفاقيات على مختلف المستويات فإن المشاركة في مؤتمر سي تريد تعد فرصة مهمة للتعرف على احتياجات شراكات إدارة البواخر السياحية والتأكد من تلبيتها سواء من خلال الميناء أو البرامج السياحية المقدمة للركاب».
وعن مشاركة وزارة المواصلات والاتصالات في المعرض، قال محمد المطوع، مدير إدارة جودة أداء خدمات النقل البحري: «إن فعاليات معرض ومؤتمر سي تريد كروز جلوبال يشكل منصة مثالية لتسليط الضوء أمام أقطاب هذا القطاع وشركات تشغيل السفن السياحية العالمية على إمكانات قطر ومواردها الكفيلة بإدراجها ضمن برامج جولاتهم البحرية، موضحاً أن ميناء الدوحة يقوم بجهود كبيرة في تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية جاذبة في المنطقة من خلال تأمين واستقبال السفن السياحية العالمية وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لنمو أحد القطاعات المهمة بما يحقق التنوع الاقتصادي الذي يعد من أهم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وأضاف: «يأتي هذا الدور المتنامي لميناء الدوحة وسط عملية تطوير شاملة يشهدها حالياً ستجعل منه محطة سياحية متكاملة فريدة من نوعها في المنطقة، حيث تم مؤخراً إنهاء أعمال التجريف والحفر لتعميق القناة البحرية فيه، بما يعزز قدرته على استقبال أكبر السفن السياحية في العالم».
كما نوه المطوع بالدور الذي تقوم به موانئ قطر والمجلس الوطني للسياحة والجهات أصحاب المصلحة، مؤكداً سعي جميع الجهات ذات العلاقة لضمان تقديم خدمات من الدرجة الأولى للسفن السياحية التي تزور الميناء مع التسهيلات اللازمة لضمان انسيابية العبور والمغادرة في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن ذلك سيساهم في جعل ميناء الدوحة مركز انطلاق وعودة للسفن السياحية العالمية في المنطقة.
ويعتبر قطاع سياحة الرحلات البحرية أحد ستة قطاعات سياحية تركز عليها الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة لتحقيق أهداف المرحلة القادمة من الإستراتيجية، كما يعتبر القطاع أحد أسرع القطاعات السياحية نمواً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث شهدت قطر نمواً في عدد الزوار القادمين على متن البواخر السياحية قدره 39 % في موسم 2017-2018 ويتوقع أن يتخطى النمو نسبة 100 % خلال الموسم الحالي.
وكان المجلس الوطني للسياحة قد عقد عدداً من الاتفاقيات سبقت انطلاق موسم 2018-2019، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون مع كلٍ من شركة «عايدة كروزس» الألمانية وشركة «كوستا كروزس» الإيطالية، قامت بموجبها الباخرتان السياحيتان «عايدة بريما» و«كوستا ميديترينيا» بزيارة ميناء الدوحة خلال الموسم الحالي.
وقد أظهرت مؤشرات وبيانات الشهور الثلاثة الأولى لموسم السياحة البحرية 2018-2019، نمواً ملحوظاً في عدد الرحلات البحرية وعدد الزوار خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2018، حيث سجَّل عدد الرحلات البحرية خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2018 نمواً نسبته 129 % مقارنة بنفس الفترة من العام 2017.. أما عدد الزوار فقد وصل إلى 43.649 زائراً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018 مقارنة بـ18.513 زائراً في نفس الفترة من عام 2017، وهو ما يمثل نمواً نسبته 136 %.
يذكر أن مهمة المجلس الوطني للسياحة تتمثل في ترسيخ مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي وروعة الحاضر، وتقصدها شعوب العالم لاستكشاف معالمها ومزاراتها السياحية في مجالات الثقافة والرياضة والأعمال والترفيه العائلي ويستند المجلس الوطني للسياحة في عمله إلى الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، والتي تستهدف تنويع المنتجات السياحية القطرية وتعزيز مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني بحلول 2030.. وفي 2017، تم إطلاق مرحلة جديدة من هذه الإستراتيجية، والتي تحدد آفاق النمو التي من المرتقب أن يشهدها القطاع السياحي خلال السنوات الخمس المقبلة (2018-2023).
وفي العام 2018 أطلق المجلس الوطني للسياحة حملة عالمية لترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية جذابة ورائدة في تقديم تجارب سياحية تتميز بالأصالة في جوهرها، والخصوصية في التصميم مع الاحتفاء بالموروث الحضاري للبلاد. وتسلط الحملة التي دُشنت تحت عنوان: «قطر: أصالة التجربة» الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها قطر لمنح زوارها تجارب فريدة وأصيلة.
ومنذ إطلاق المرحلة الأولى من الإستراتيجية، استقبلت قطر أكثر من 12 ملايين زائر، وتعزز دور السياحة في الاقتصاد الوطني باعتبارها أحد روافده الداعمة، حيث تقدر المساهمة الكلية للسياحة (المباشرة وغير المباشرة) في إجمالي الناتج المحلي القطري في عام 2017 بنسبة 6.6 %.
copy short url   نسخ
15/04/2019
1607