+ A
A -
طرابلس- وكالات- أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 121 شخصاً وجرح 561 آخرين منذ بدء هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس قبل عشرة أيام، كما اتهمت حكومة الوفاق الوطني قوات حفتر بقصف البنى التحتية وتوعدتها بملاحقة دولية.
ودان مكتب المنظمة في ليبيا عبر تغريدة على تويتر «الهجمات المتكررة على طواقم العلاج» وسيارات الإسعاف في طرابلس.
من جهته، تحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن نزوح 13 ألفاً و500 شخص، بينهم 900 استقبلتهم مراكز إيواء.
وفي طرابلس، التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة ومساعدته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، حيث أبلغ السراج المبعوث الأممي بالانتهاكات التي ارتكبتها قوات حفتر، كقصف المدن والأحياء السكنية والمدارس، وتجنيد الأطفال.
وأكد سلامة رفضه للاعتداءات على المدنيين والمنشآت المدنية، التي تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، كما جدد تأكيده أن الجهود الأممية لوقف الحرب لم تتوقف.
وقال المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني مهند يونس إن قوات حفتر قصفت خلال هجومها على طرابلس المدارس والمطارات والبنى التحتية، مضيفاً في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس أن حكومة الوفاق ستتخذ الإجراءات دوليا لتوثيق تلك الانتهاكات.
من جهته، قال الناطق باسم قوات عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق محمد قنونو إن طائرة تابعة لحفتر حاولت استهداف سجن معيتيقة شرق طرابلس، الذي يؤوي سجناء على ذمة قضايا متعلقة بالإرهاب، مضيفاً أن قوات «بركان الغضب» ضبطت متسللين جنوب مدينة غريان بحوزتهم عتاد عسكري يحاولون إيصاله لقوات حفتر.
في المقابل، أكد أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر أن العملية التي سماها «طوفان الكرامة» للسيطرة على طرابلس تسير وفق المعايير الدولية في محاربة الإرهاب والجريمة، معتبراً أن المعركة موجهة ضد تنظيمي داعش والقاعدة وما وصفها بالمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة.
ولفت المسماري إلى أن المعركة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن «المليشيات المسلحة» تتلقى ضربات قوية من قوات حفتر.
وقالت تقارير إعلامية من طرابلس إن كفة المعارك ترجح منذ يومين لصالح قوات حكومة الوفاق التي تقترب من السيطرة على كافة محاور طرابلس باستثناء محور المطار الدولي، وهي تفرض طوقاً أمنياً حول العاصمة لحمايتها، كما أعلنت قوات الوفاق «إسقاط» طائرة مقاتلة لقوات حفتر قرب طرابلس.
وأكدت مصادر بقوات الوفاق أنها تستعد بعد استعادتها كامل محاور العاصمة لمهاجمة قوات حفتر في مدينتي ترهونة وغريان، وسط أنباء عن وصول تلك القوات إلى معسكر على بعد 20 كيلومتراً من غريان.
وكانت قوات حفتر قد نفذت غارات جوية على مواقع عدة، من بينها مطار معيتيقة، في حين قصف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق قاعدة الوطية (غرب) التي تسيطر عليها قوات حفتر.
وأجبر الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر في الرابع من الشهر الحالي بذريعة «تحرير طرابلس من حكم المليشيات»، ما لا يقل عن ثمانية آلاف مدني على النزوح من الضواحي الجنوبية للعاصمة، وفق حصيلة نشرتها الأمم المتحدة.
كما قتل 17 مدنياً جراء الهجوم الذي تستخدم فيه القوات المهاجمة الأسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ وقنابل يجري إطلاقها عشوائياً. وقبل أيام تلقى السراج اتصالاً هاتفياً من المدعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أكدت فيه أن المحكمة ستلاحق من يرتكبون جرائم حرب ضمن الهجوم الحالي على طرابلس.
وفي العاصمة التشادية أنجامينا، دعا رؤساء الدول والحكومات في تجمع دول الساحل والصحراء أمس في ختام قمة طارئة إلى الوقف الفوري لقصف طرابلس، ووقف المعارك، وطالبوا باستئناف الحوار.
وفي نيويورك، جددت الأمم المتحدة دعوة سابقة إلى هدنة إنسانية في مناطق الاشتباكات جنوب طرابلس لتوفير الإمدادات الطارئة، وتمكين المدنيين العالقين من الخروج.
وفي الأيام القليلة الماضية صدرت دعوات من واشنطن والاتحاد الأوروبي إلى وقف الهجوم على العاصمة الليبية واستئناف الحوار السياسي، بيد أن ذلك لم يمنع أطرافاً داعمة لحكومة الوفاق الليبية من اتهام بعض الدول وفي مقدمتها فرنسا بدعم هجوم حفتر، فضلاً عن انتقادها موقف المبعوث الأممي غسان سلامة.
copy short url   نسخ
15/04/2019
3263