+ A
A -
إسطنبول- الأناضول- الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والتي شملت إسرائيل شهدت تطورات مقلقة بالمنطقة العربية، خصوصا عقب زيارة الوزير الأميركي لإسرائيل التي اجتمع فيها بمسؤولين من قبرص واليونان وإسرائيل لتعزيز التعاون الرباعي في قضايا الأمن والطاقة، وكذلك السلام في المنطقة والحرب في سوريا.
وتؤكد الولايات المتحدة بشكل مستمر دعمها لإسرائيل وحمايتها وضمان أمنها باعتبارها أقرب الحلفاء لها والشريك الإقليمي الأكثر أهمية للمصالح والسياسات الأميركية في المنطقة.
وفي بادرة تحاشى الكثير من المسؤولين الأميركيين الإقدام عليها، زار الوزير الأميركي حائط «البراق» الذي تسميه دولة الاحتلال الإسرائيلي حائط «المبكى» في تأكيد منه على التزام بلاده بتعزيز التسامح الديني ومحاربة معاداة السامية، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
وتأتي زيارة الحائط بعد أن «كسر» اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل «حاجز» التردد لدى المسؤولين الأميركيين بعد تدني مستوى رد الفعل العربي تجاهه والذي يعزى إليه أيضا، نية ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967 واتخذت قرارا بضمها عام 1981 دون اعتراف أي دولة بالقرار حتى الآن.
وتتشارك الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل خاص التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.
وأثناء وجود مايك بومبيو في إسرائيل أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي».
ووصف مايك بومبيو قرار دونالد ترامب بأنه قرار «جريء» لهذا المكان المهم الذي من المناسب «أن يكون جزءا ذا سيادة من دولة إسرائيل».
وفي الوقت الذي رحب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإعلان ترامب الذي قال إنه يأتي في «وقت تحاول فيه إيران استخدام سوريا منصة للهجوم على إسرائيل وتدميرها»، أعلنت الأمم المتحدة التزامها بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو «عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي».
قبيل مغادرته إسرائيل إلى لبنان محطته الأخيرة، صرح وزير الخارجية الأميركي بأنه ذاهب إلى هناك للحديث عن التهديد الذي يمثله حزب الله اللبناني للعالم ولإسرائيل، وللشعب اللبناني، واصفاً الحزب «المدجج بالسلاح» بأنه يشكل «خطراً» على اللبنانيين.
واستبق الرئيس اللبناني ميشال عون وصول وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت قادما من تل أبيب، بتصريحات انتقد فيها العقوبات الأميركية على حزب الله واعتبرها «تضر لبنان ككل».
وأدرجت الولايات المتحدة حزب الله اللبناني على قائمة العقوبات الأميركية في سياق الجهود الرامية لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات بلغت 2.1 مليار دولار منذ بداية الحرب السورية للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين السوريين في لبنان.
وتعد لبنان الشريك الأمني الأبرز للولايات المتحدة التي قدمت ما يزيد على 2.2 مليار دولار للجيش اللبناني منذ عام 2005 لتعزيز المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
ركزت الولايات المتحدة جهودها منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2017 على «مكافحة تأثير إيران»، ويعد حزب الله اللبناني صاحب النفوذ الأوسع في مؤسسات الدولة اللبنانية الأمنية والعسكرية والسياسية أحد أبرز وأخطر أذرع إيران الخارجية.
وفي لقاء جمعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ناقش وزير الخارجية الأميركي قضايا تتعلق بالاقتصاد اللبناني وضرورة المحافظة على الهدوء على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل مع التأكيد على دعم الولايات المتحدة انضمام لبنان إلى الدول الأخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط لتطوير الموارد البحرية.
كما أكد على مخاوف الولايات المتحدة من «أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة والمخاطر التي تمثلها على أمن لبنان واستقراره».
ويعتقد بومبيو أن إيران تلعب دور الفاعل الإقليمي «الخطير» الذي يستدعي مواجهته من أجل السلام الشرق أوسطي، وهي «المحرك الأساسي للتأثير الخبيث في الشرق الأوسط، سواء من خلال حملة الاغتيالات في أوروبا أو تمويل الحوثيين في اليمن أو تقديم الأموال إلى حماس وحزب الله أو دعم المجموعات المسلحة في العراق وسوريا».
ولم يفصح الوزير الأميركي عن أي تفاصيل تتعلق بمبادرة السلام الشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو ما يعرف إعلاميا بـ«صفقة القرن»، مكتفياً بالتصريح بأن بلاده ستقدم الخطة في الوقت المناسب لتحقيق النتيجة الصحيحة، وهو ما يتطلب بعض الوقت، وسيحظى العالم بفرصة الاطلاع على الرؤية الأميركية لكيفية إحلال السلام وحل هذه المشكلة «المستعصية».
copy short url   نسخ
25/03/2019
1572