+ A
A -
تضطلع وزارة التعليم والتعليم العالي بمسؤولياتها في رفع التحصيل الأكاديمي للطلبة، بمشاركة وتضافر جهود أولياء الأمور وجميع المؤسسات المجتمعية.
وانطلاقًا من هذه المسؤولية تقوم وزارة التعليم والتعليم العالي وعبر القيادات الأكاديمية في المدارس بوضع الخطط العلاجية والإثرائية التي من شأنها تحسين أداء الطلبة في الاختبارات المختلفة، حيث يُجرى تحليل دقيق لنتائج الطلبة عقب كل اختبار، ومن ثمّ تضع المدرسة الخطط التعليمية بأنواعها المختلفة سواء العلاجية والإثرائية في ضوء تحليل النتائج، ويترتب على ذلك اتخاذ عدة إجراءات تعليمية داخل المدرسة بهدف إعداد الطلبة للاختبار التالي وردم الفجوة التي أظهرتها نتائج الاختبار السابق.
والوزارة بذلك تحاول أن تعالج جذور المشكلة، وتعدّ الطلاب للاختبارات بصفة مستمرة تجنّبًا للضغط النفسي والبدني الذي يتعرض له الطلبة أيام الاختبارات في حال عدم استعدادهم لها الاستعداد الكافي وقبل وقت مبكر.
كما تعد هذه الإجراءات ضمن جهود الوزارة لمحاربة الدروس الخصوصية من خلال تأكيد أدوار كل من الطالب والمعلم وولي الأمر، إضافة إلى تقديم البرامج الإثرائية والعلاجية التي من شأنها تحسين مستوى التحصيل لدى الطلبة ومن أهم هذه الإجراءات:
صفوف إثراء التعلم
اعتمدت وزارة التعليم والتعليم العالي نظام صفوف إثراء التعلّم لتتيح لأبنائنا الطلبة فرصة التحصيل الأكاديمي من خلال معلميهم وبإشراف مباشر من إدارة المدرسة، وذلك خارج وقت الدوام الرسمي وفي الفترات التي تسبق الاختبارات المختلفة.
والوزارة بذلك توفر بديلًا تربوياً مقنناً عن الدروس الخصوصية التي تتمّ دون رقيب ولا يضمن أحد جودتها.
ومن منطلق حرص الوزارة على مشاركة أكبر عدد من الطلاب في هذه الدروس، فقد اعتمدت نظامًا مرنًا، وذلك بتوفير نوعين لصفوف إثراء التعلّم: عامة، وخاصة، حيث يكون عدد الطلاب في المجموعة العامة من 8 إلى 15 طالباً وهي مجموعة متجانسة من حيث المستوى الأكاديمي، أما المجموعات الخاصة فيتراوح عدد طلابها من طالب واحد إلى 4 طلاب فقط.
أيضا وفرت الوزارة عدة خيارات لتقديم الحصص، لتختار كل مدرسة الموعد الذي يناسب طلابها، وهذه المواعيد هي: بعد انتهاء الدوام مباشرة، أو في الفترة المسائية وهو حل يناسب مدارس البنين أكثر من البنات، أو يوم السبت من كل أسبوع، وهو حل مناسب لكافة المدارس ومعظم المدارس تطبقه وفق عدد المواد والطلاب المسجلين بالحصص.
كما يتيح نظام صفوف إثراء التعلّم للطلبة فرصة اختيار المعلمين وفقًا لرغباتهم، مما يضمن تفاعلًا وتحصيلًا أفضل، وتراعي صفوف إثراء التعلّم المعايير الفنيّة للتعليم من حيث البدء بالتخطيط الجيد للدروس وفقًا لمستويات الطلبة، وتوفير الوسائل والأدوات اللازمة ومن ثمّ تنفيذ الدرس، مع الاهتمام بالاختبارات التشخيصية والتقويم البنائي الذي يرصد تقدّم الطلبة خلال فترة الدروس الإثرائية.
ولا تقتصر صفوف إثراء التعلّم على الطلبة ذوي التحصيل الأكاديمي المتدني، بل تهتم كذلك بالطلبة الفائقين الراغبين في الاستزادة المعرفية والتحصيل الأكاديمي، وبمن لديهم تساؤلات حول المنهج المقرر، وذلك من خلال انضمامهم إلى مجموعات تراعي مستوياتهم الأكاديمية.
وتشرف إدارة المدرسة إشرافًا تامًّا على صفوف إثراء التعلّم من جميع النواحي الفنية والإدارية، وتختار المعلمين ذوي الكفاءة من خلال النائب الأكاديمي ومنسقي الموادّ بعد أخذ اختيارات ورغبات الطلبة بعين الاعتبار مع قيام المدرسة بنهاية كل فترة بإجراء تحليل كمي ونوعي لمدى زيادة التحصيل الأكاديمي لكل طالب انضم لمجموعات صفوف إثراء التعلم والحكم على ضرورة استمراره بها أو الاكتفاء بالفترة التي انضم بها لتلك الصفوف.
كما تحرص كل مدرسة على رفع مستوى تحصيل طلابها، وتحث الطلاب على المشاركة في الحصص الإثرائية، كما أنه ينبغي على المدرسة أن تسعى إلى تحسين تعلم الطلّبة بكافة البرامج الأخرى إلى جانب الدروس الإثرائية ويمكن للطلبة الذين لم يكتمل عدد المجموعات في مدارسهم الالتحاق بمدارس أخرى وفق رغبتهم.
الدروس المصوّرة
ومواكبة للعصر الرقمي، وفي إطار اهتمام الوزارة بتنويع مصادر التعلم للطلبة، تم إعداد مجموعة من الدروس التعليمية المصوّرة التي يقوم بإعدادها معلمو المواد المختلفة، وإتاحتها للطلبة في أي وقت وذلك من خلال موقع YouTube يوتيوب.
ويهدف مشروع الدروس المصورة إلى تزويد الطلبة بمجموعة من الدروس التعليمية المصورة الرقمية المرتبطة بمعايير المناهج القطرية لجميع طلبة المدارس من الثالث الابتدائي وحتى الثاني عشر، وذلك من أجل رفع مستوى تحصيلهم الأكاديمي، وضمان تحقيقهم لأهداف المواد الدراسية، كما تسهم الدروس المصورة في تشجيع الطلبة على استذكار دروسهم واسترجاعها بطرق مرنة تراعي ظروفهم المختلفة، كما تتيح هذه الدروس فرصة مشاركة ولي الأمر واطلاعه المباشر على مدى استيعاب الطالب للتدريبات الواردة في تلك الدروس.
اختبارات تجريبية
وعلاوة على ذلك، تتيح إدارة تقييم الطلبة بوزارة التعليم والتعليم العالي وعبر الموقع الإلكتروني للوزارة جملة من الاختبارات التجريبية وحلولها النموذجية، وهي نماذج تُحاكي الاختبارات الوطنية وتهدف إلى تدريب الطلبة على التعامل مع نوعيّات الأسئلة المختلفة، كما أنها تُجرى في المدارس كاختبارات تجريبية تُعطي مؤشرات عن تقدّم الطلبة. وتساعد هذه الاختبارات الطلبة وأولياء أمورهم في مراجعة الدروس قبل الاختبارات خاصة وأنّ الإجابات النموذجية متاحة مما يسهل عمليات التعلم الذاتي للطلبة.
مشاركة أولياء الأمور
تؤمن وزارة التعليم والتعليم العالي بضرورة مشاركة ولي الأمر في العملية التعليمية، إذ تشير الدراسات التربوية إلى أنّ مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم تعد من أسس تحسين مخرجات التعليم، خاصة المشاركة الفاعلة والمستمرة، لذا تتواصل المدارس مع أولياء الأمور في الشأن التعليمي المتعلق بأبنائهم، وتطلعهم باستمرار على مستويات أبنائهم الأكاديمية والسلوكية، كما تعقد المدارس اجتماعات دورية عقب كل اختبار وذلك لمناقشة النتائج والاتفاق مع أولياء الأمور على آليات المتابعة من أجل تحسين نتائج الأبناء، مما يضمن التعاون بين المدرسة والبيت لأجل إعداد الطلبة للاختبارات التالية واستثمار الفرص المتاحة قبل تكدّس المهام التعليمية واضطرار الطلبة وأولياء أمورهم لإنجازها بأساليب ترهق الجميع كالسهر أيام الاختبارات، واللجوء إلى الدروس الخصوصية، وإلغاء فترات الترفيه وغيرها من الأمور التي تجعل الأسرة في حالة من الإرباك وعدم الاستقرار.
وتدعو وزارة التعليم والتعليم العالي أبناءنا الطلبة لاستثمار هذه الخيارات المتعددة التي توفرها الوزارة لهم، مما يسهم في الحدّ من ظاهرة الدروس الخصوصية، ويبقى النجاح مرهونًا بتعاون الجميع وقيام كل جهة بالدور المنوط بها بمسؤولية تامّة، وتأتي توعية المجتمع وتبصيره من أهم الأولويات تجاه هذه الظاهرة، وهو الدور الذي نطمح أن يشاركنا فيه كافة المعنيين بالعملية التعليمية، وذلك بدعم توجّهات وزارة التعليم والتعليم العالي وبرامجها المختلفة التي تهدف إلى تحقيق الجودة في التعليم.
copy short url   نسخ
25/03/2019
3770