+ A
A -
بعيداً عن أضواء مدينة الدوحة الساطعة، تقبع بقايا ميناء الزبارة التي تغطيها الرمال، ولكنها توفر لمحة رائعة عن شكل الحياة في العقود الماضية القديمة في قطر.. تقع مدينة الزبارة في شمال غرب قطر، أي على بعد 100 كيلومتر من العاصمة الدوحة. ولطالما كانت مدينة الزبارة مركزا للتجارة وتجارة اللؤلؤ المزدهرة في الفترة من القرن السابع عشر وحتى القرن الثامن عشر.
وتشير شبكة «سي. إن. إن» CNN الإخبارية إلى أن مدينة الزبارة تم تأسيسها من قبل التجار في منتصف القرن الثامن عشر، وسرعان ما أصبحت مركزا دوليا رئيسيا ذا روابط تجارية عن طريق البحر إلى وجهات شرقية وغربية نائية.
وقال البروفيسور توماس ليستشاين، رئيس قسم الآثار في متاحف قطر: «كانت مدينة الزبارة أكثر من كونها ميناء إقليمي. فخلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر والعقد الأول من القرن التاسع عشر، كانت مدينة الزبارة مركزا دوليا لديه روابط بوجهات مثل إيران والهند والصين وشرق إفريقيا وهولندا وبريطانيا».
وخلال سنوات الذروة تلك، كانت الزبارة موطنا لما يصل إلى حوالي 9 آلاف شخص، وفقا لعلماء الآثار، على مساحة تمتد لأكثر من 1.4 كيلومتر على طول الساحل.
تم تصميم مدينة الزبارة بعناية فائقة، حيث صممت لتكون ذات شبكة مستطيلة من الشوارع. هذا إلى جانب إنشاء قصور فخمة تصل مساحة بعضها إلى 10 آلاف متر مربع، ومنازل ذات جدران حجرية ومساجد، جنبا إلى جنب مع أكواخ الصيادين ومناطق التصنيع.
وبغض النظر عن صيد اللؤلؤ وجمعه والتجارة التي تمتد لمسافات بعيدة، فإن القوة الاقتصادية لمدينة الزبارة كان مدفوعة بالإنتاج الضخم لدبس التمر الذي يستخدم في التحلية وحفظ المنتجات الغذائية. وحتى الآن، اكتشف علماء الآثار ما يصل إلى 40 مكبسة تمر.
وأردفت الشبكة الإخبارية أنه يجرى حاليا أعمال أثرية في مدينة الزبارة. ويوجد بها أيضا بقايا مستوطنة مرير التي تم تحصينها لحماية الآبار الداخلية الحيوية للمدينة وقلعة الزبارة التي تعد مركز الجذب السياحي الأكبر للمدينة.
تم بناء قلعة الزبارة الضخمة في عام 1938، وخلال الوقت الحالي، تعد قلعة الزبارة بمثابة مركز جذب سياحي للزوار، بحيث يمكن للسياح التعرف على ماضي مدينة الزبارة التاريخية وعلى التحف التي تم اكتشافها وبواسطة شاشات لمس تفاعلية ومن خلال مشاهدة فيلم تعليمي.
وقال ميهي فان دن براندت، سائح هولندي يناهز 76 عاما، عن قلعة الزبارة: «إنه مكان رائع حقا، وتم الحفاظ عليه بشكل جيد للغاية. وهناك الكثير من المعلومات عنها».
وفي عام 2009، تم إعلان مدينة الزبارة منطقة محمية. وبعد أربعة أعوام، تمت إضافتها من قبل لجنة التراث العالمي إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وعاد ليستشاين ليقول مجددا: «سوف تصبح مدينة الزبارة مركز جذب سياحي عالمي في المستقبل، نظرا لوجود جهود مبذولة لحماية المدينة من عوامل الصحراء القاسية والبيئة الساحلية المحيطة وفتحها أمام الزوار في المستقبل».
copy short url   نسخ
23/03/2019
2370