+ A
A -
كتب- محمد حربي
كتب- محمد حربي
أكد سعادة السفير صلاح الصالحي، سفير الجمهورية التونسية لدى الدوحة، أن دولة قطر هي ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة والآلات الفلاحية والصيد البحري «سيماب 2019» الذي سيقام بتونس من 24 إلى 29 سبتمبر القادم، موضحا أن صندوق الصداقة القطري وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة «صلتك» تسهم في تمويل العديد من المشاريع التنموية في تونس وخاصة منها المشغلة لفئة الشباب، مشيرا إلى أن التعاون الفني بين تونس وقطر حقق قفزة نوعية وكمية طيلة السنوات الخمس الأخيرة وذلك من خلال التطور المطرد لاستقطاب وتشغيل الكفاءات التونسية بدولة قطر حيث بلغ اليوم عدد التونسيين المقيمين بقطر حوالي 27 ألف مقيم، لافتا إلى أن السلطات القطرية سوف تقوم بفتح مكتب بتونس لتسهيل عمليات استخراج تأشيرات العمل وغيرها من أنواع التأشيرات، خلال الأسابيع القليلة القادمة، منوها إلى أن تستعد تونس، لتكون عاصمة الثقافة الاسلامية على المنطقة العربية لسنة 2019، وكذلك استضافة الدورة الثلاثين للقمة العربية يوم 31 مارس الجاري، معربين عن تطلعاتهم إلى مشاركة رفيعة من كل الدول العربية في هذه القمة، بما يساعد على تلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر بين كل الدول العربية الشقيقة لخدمة مصالح وأمن واستقرار المنطقة.. جاء ذلك خلال احياء الذكرى الثالثة والستين لاستقلال تونس، بحضور سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة سعادة السيد يوسف بن محمد العثمان فخرو، وزير التنمية الادارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السفير راشد النعيمي، مدير الشؤون العربية، وسعادة السفير ابراهيم فخرو مدير المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة السفير علــــي ابراهيم أحمــــــــــد، سفير دولة إريتريا وعميد السلك الدبلوماسي، وعدد كبير من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، ولفيف من أبناء الجالية التونسية المقيمين بدولة قطر.
وخلال كلمته رحب سعادة السفير صلاح الصالحي، بالضيوف الذين حضروا احتفالية إحياء الذكرى الثالثة والستين لاستقلال تونس يوم 20 مارس 1956، هذه الذكرى المجيدة التي قدم من أجلها شعب تونس الأبي تضحيات جساما وواصل بعدها مسيرة استثنائية حاولت خلالها دولة الاستقلال الفتية أن تكون دولة للرعاية الاقتصادية والاجتماعية لشعب أنهكته سنوات طويلة من الاستعمار، فتركزت جهودها على ميادين الاحاطة الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم لتمكين أبناء تونس من مقومات النهوض وأسباب التقدم.
وقال سعادة السفير صلاح الصالحي، إنه بعد أكثر من نصف قرن، جاءت ثورة الحرية والكرامة سنة 2011، لتشكل منعطفا مفصليا جديدا في تاريخ تونس الحديث. فسارعت قواها الوطنية الحية بإرساء مقومات البناء الديمقراطي وتأمين انتقال سلس إلى الجمهورية الثانية، من خلال اعتماد دستور جديد للبلاد سنة 2014 عمل على حماية الحريات الفردية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ومكن تونس من دخول حقبة جديدة تم في ظلها تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية نهاية سنة 2014 وتنظيم انتخابات بلدية محلية خلال سنة 2018. وأشرفت على كل هذه الانتخابات هيئة دستورية مستقلة للانتخابات. واستجابت كل هذه الاستحقاقات الانتخابية إلى المعايير الوطنية والدولية من حيث الحرية والشفافية والنزاهة. وتحيي تونس اليوم ذكرى الاستقلال المجيدة وهي تستعد بنفس الإرادة والعزيمة لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين متطلعة إلى تحقيق المزيد من النجاحات وآملة في بناء اقتصاد قوي متنوع ومتماسك، وحياة اجتماعية متطورة وآمنة ومستقرة. وهي تعوّل في ذلك أولا على وقوف أبنائها صفا واحدا لرفع التحديات في مختلف المجالات وعلى ما راكمه شعبها من خبرات وتجارب وما يكتنزه من طاقات ومواهب. وتعوّل ثانيا على شبكة صداقاتها الواسعة مع الدول الصديقة والشقيقة والهيئات الدولية لتوثيق وتنويع علاقات التعاون الاقتصادي وتحقيق التقدم والرقي المنشود.
وأشار سعادة السفير صلاح الصالحي، إلى أن تونس قد حرصت منذ استقلالها على نهج سياسة خارجية تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية محاولة في ذات الوقت الاضطلاع بدورها الاقليمي والدولي في حفظ السلم والأمن ومعاضدة جهود المجموعة الدولية في مجابهة الكوارث وتسوية النزاعات. وقد مكنت هذه السياسة تونس من ان تنوع وتعزز علاقاتها مع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وأن تحظى بثقة واحترام المجموعة الدولية، موضحا أنه في هذا الاطار تستعد تونس، عاصمة الثقافة الاسلامية على المنطقة العربية لسنة 2019، لاستضافة مواعيد دولية هامة حيث تحتضن يوم 31 مارس الجاري الدورة الثلاثين لقمة جامعة الدول العربية. وتتطلع تونس إلى مشاركة رفيعة من كل الدول العربية في هذه القمة بما سيساعد على تلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر بين كل الدول العربية الشقيقة خدمة لمصالح وأمن واستقرار المنطقة.
لافتا إلى أنه، بنفس الالتزام تضطلع بدورها في دعم الأمن والسلم في العالم، وتأمل تونس في الفوز للمرة الرابعة في الانتخابات التي ستعقد في جوان 2019 في الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2020-2021، وذلك بفضل ما تحظى به من دعم قوي من المجموعات الإقليمية التي تنتمي إليها خاصة مجموعة الدول العربية ومجموعة الدول الإفريقية ومن بقية الدول الصديقة، لافتا إلى أن تونس تستعد إلى احتضان أشغال القمة الخمسين للفرانكوفونية خلال سنة 2020.
وشدد سعادة السفير صلاح الصالحي، إلى انه في سياق العلاقات الممتازة التي تجمع تونس بباقي الدول ولا سيما العربية منها، تتميز العلاقات التونسية القطرية بالعمق والغزارة والتنوع، وذلك بفضل الإرادة السياسية الصادقة التي تحدو القيادة في البلدين وحرصها على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى أسمى مراتب، موضحا أنه قد تجسد ذلك بالخصوص في تعدد تبادل زيارات المسؤولين في البلدين ومن أهمها زيارة لسيادة رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، إلى الدوحة في شهر مايو من سنة 2016. كما حظيت تونس باستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في نوفمبر من نفس السنة، وكذلك بزيارة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في شهر مارس 2017.
ونوه سعادة السفير صلاح الصالحي، إلى أنهم يسجلون بكل ارتياح ما أثمرته الزيارة الأخيرة لمعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى تونس يوم 2 مارس 2019، وذلك بمناسبة انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسية القطرية التي تم خلالها التوقيع على عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مختلف مجالات التعاون، ستعود بلا شك بالفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين وتفتح آفاقا أرحب لفائدة المؤسسات ورجال الأعمال والمستثمرين في القطرين، لافتا إلى ما تشهده المبادلات التجارية والاقتصادية بين بلدينا من نمو مطرد حيث تضاعف حجم المبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين وتكثفت المشاركات المتبادلة في المعارض الدولية ولاسيما المعارض المتخصصة التي تقام في البلدين. وفي هذا الإطار يسعدني أن أعلن عن مشاركة قطر كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة والآلات الفلاحية والصيد البحري «سيماب 2019» الذي سيقام بتونس من 24 إلى 29 سبتمبر القادم.
وحافظت قطر على مكانتها كأحد أهم المستثمرين في تونس وكأحد أهم شركائها الماليين والاقتصاديين.
لافتا إلى أنه يشكل التشغيل إحدى أهم ركائز التعاون التونسي القطري، فقد واصلت قطر عبر جملة من الآليات ولاسيما منها صندوق الصداقة القطري وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة «صلتك» تمويل العديد من المشاريع التنموية في تونس وخاصة منها المشغلة لفئة الشباب.
ويشهد التعاون الفني بين تونس وقطر قفزة نوعية وكمية طيلة السنوات الخمس الأخيرة وذلك من خلال التطور المطرد لاستقطاب وتشغيل الكفاءات التونسية بدولة قطر حيث بلغ اليوم عدد التونسيين المقيمين بقطر حوالي 27 ألف مقيم. ولمزيد دعم هذا الزخم، تعمل السلطات القطرية على فتح مكتب بتونس لتسهيل عمليات استخراج تأشيرات العمل وغيرها من أنواع التأشيرات، خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث وجه بالشكر الجزيل إلى مختلف الوزارات والمؤسسات القطرية التي ساهمت في اتخاذ وتنفيذ هذا القرار.
وقد أعرب سعادة السفير صلاح الصالحي عن اعتزازهم بما يحظى به أبناء الجالية التونسية من تقدير لدى كل الأوساط القطرية لتفانيهم وانضباطهم ولمساهمتهم القيمة في تنفيذ مختلف المشاريع التي تنجزها دولة قطر في إطار رؤيتها المستقبلية «قطر 2030»، كما نوه بمستوى التعاون والدعم الذي تلقاه السفارة من قبل كل الوزارات والمؤسسات القطرية في ما يتعلق بالمسائل التي تهم أبناء الجالية التونسية والمدرسة التونسية بالدوحة.
وفي ختام كلمته الترحيبية، وجه سعادة السفير صلاح الصالحي، الدعوة للجميع لحضور حفل الموسيقى الأندلسية الذي ستحييه الفرقة الموسيقية للمالوف التونسي يوم 21 أبريل 2019 بكتارا، بدعم من مؤسسة الحي الثقافي كتارا ومديرها العام.{ تصوير- أسامة الروسان
copy short url   نسخ
22/03/2019
2156