+ A
A -
*الغارديان: اليمين المتطرف أخطر من داعش * فورين بوليسي: أميركا وبريطانيا وهولندا وألمانيا.. أكثر الدول تطرفاً * تريبيون: وسائل التواصل.. بوابة الإرهاب ضد المسلمين * لوس انجلوس تايمز: الاعتداء على المحجبات والمساجد خطر كبير * نيوز رووم: لا تتجاهلوا التطرف أكثر من ذلك ترجمة- نورهان عباس سبب الهجوم الإرهابي على مسجدي النور ولينوود في كرايستشيرش بنيوزيلندا، والذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً، وإصابة 50 آخرين، حالة رعب عالمي وخوفاً كبيراً بين المسلمين وغير المسلمين من توحش التطرف والإرهاب الفكري بشكل غير مسبوق حول العالم، وبصفة خاصة في العواصم الأوروبية. كما تردد مصطلح الإسلاموفوبيا المثير للجدل كثيرًا بقوة على ألسن العديد من المدافعين عن حقوق المسلمين حول العالم، بعد أن بات رهاب الإسلام يهمين على عقول عدد كبير من المواطنين الغربيين، وينهش في أجساد عائلات المسلمين المهاجرة، وخاصة في القارة الأوروبية. ومن هذا المنطلق يرصد الوطن خريطة الإسلاموفوبيا حول العالم وأصول اليمين المتطرف وأحزابه المتشددة، التي ساعدت على انتشار الكراهية ضد المسلمين. ما هي الإسلاموفوبيا؟ الإسلاموفوبيا هي كلمة مستحدثة، تتكون من كلمتي إسلام وفوبيا، ويقصد بها الخوف أو الرهاب غير العقلاني من شيء يتجاوز خطره الفعلي المفترض. وبحسب قاموس أكسفورد الإنجليزي، يعرف الإسلاموفوبيا بـالخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام، والتحامل والتمييز ضد المسلمين. ويعود تاريخ ظهور ظاهرة الإسلاموفوبيا كفكرة مسبقة للعنصرية تجاه الإسلام، إلى عام 1910، لكن استعماله بقي نادرا في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين، ثم انتشر المصطلح انتشارًا سريعًا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. ولاتزال أسباب ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا مثار جدل في الغرب، وقد افترض بعض المحللين أن هجمات 11 سبتمبر، التي وقعت في الولايات المتحدة وتبناها تنظيم القاعدة، نتج عنها زيادة الظاهرة في المجتمعات الغربية، في حين ربطها آخرون بتزايد وجود المسلمين في العالم الغربي إثر هجمات 11 سبتمبر 2001. بلدان تجذر بها التطرف: وحسب صحيفة فورين بوليسي العالمية تعد الولايات المتحدة الأميركية، من أكثر البلدان التي تشهد جرائم كراهية وعنصرية ضد المسلمين. وذكر مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي في إحصائية نشرها في مايو 2017، أن تلك الجرائم شهدت ارتفاعًا بنسبة 67 % عام 2015، مشيرًا إلى أن عدد المجموعات المعادية للمسلمين في تزايد. وأيضًا انتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا بسرعة في البلدان الأوروبية، وباتت أخبار الاعتداء على المسلمين تأتي من معظم العواصم الأوروبية، خاصة بعد الاعتداء على نساء محجبات هناك. ويأتي بعد الولايات المتحدة الأميركية مباشرة بريطانيا يليها هولندا ثم ألمانيا. وفي دليل على تصاعد هذه الظاهرة في الغرب، وطبقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كشف استطلاع أجرته مؤسسة «يوجوف» البريطانية لعام 2019، أن الإسلام هو الدين الأقل تفضيلًا في أوروبا وأميركا؛ إذ أن 47 % من الألمان عبروا عن وجود صراع أصولي بين تعاليم الدين الإسلامي وقيمهم المجتمعية، في حين تصل النسبة في فرنسا إلى 46 %، مقابل 38 % في بريطانيا، و36 % في الولايات المتحدة. وحول الخوف من انتشار الإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام في الغرب، أعرب 72 % ممَّن شملهم البحث في الدول الأربع، عن قلق بالغ أو متوسط تجاه الأمر، في حين أبدى 48 % من الألمان، و47 %من الفرنسيين، مقابل 33 % من الأميركيين، و27 %من البريطانيين، أنهم سيفكرون كثيرًا في حالة إقدام أحد أقاربهم أو أصدقائهم على الزواج من شخص مسلم. اليمين المتطرف.. دواعش أوروبا وبالرغم من كل الجرائم والفظاعات، التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن اليمين المتطرف بأحزابه وأفكاره المسمومة يعد أشد عنفاً وأكثر تطرفاً. وتقول صحيفة الجارديان البريطانية عن ذلك، إنه بسبب اليمين المتطرف شهدت ظاهرة الإسلاموفوبيا، والحوادث المعادية للمسلمين المرتبطة بها، انتشارًا واسعًا في سائر أنحاء العالم تقريبًا، بسبب ممارسات أحزاب ذلك الفكر، وبالرغم من التفسيرات المضللة لأصحاب هذا الفكر لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة. تنامي اليمين المتطرف في دول مثل فرنسا وألمانيا وانجلترا والمجر خلال العشر سنوات الأخيرة يشكل مؤشرًا خطيرًا على النتائج الوخيمة، التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا. ويحمل أعضاء أحزاب اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، وبصفة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، 1.3 مليار مسلم بشكل جماعي اللوم عن أي عمل إرهابي يقوم به قلة من الأفراد المتطرفين وحتى قبل انتهاء التحقيقات في أي قضية. وحسب الغارديان أيضاً، تعد كندا من أكثر الدول التي شنت حرباً ضارية على اليمين المتطرف وأفكاره المتشددة، كما طالب رئيس الوزراء الكندي غاستن ترود، بضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا، مشددا على الحاجة إلى الاعتراف بالتنوع كمصدر للقوة وليس كتهديد، ومتعهدًا بالعمل لاتخاذ إجراءات ضد التطرف العنيف. وتقول الصحيفة البريطانية: الدراسات العلمية الإحصائية تؤكد وجود علاقة ارتباطية مباشرة وثيقة بين جرائم الإسلاموفوبيا واليمين العنصري، إضافة إلى وجود ارتباط وثيق ومباشر بين اليمين العنصري في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة وجرائم الإسلاموفوبيا. أحزاب معادية للمسلمين وتوجد مجموعة من الأحزاب المعروفة بتوجهاتها المعادية صراحة للإسلام والمسلمين، ومن تلك الأحزاب الجبهة الوطنية في فرنسا، والتي تقودها مرشحة الرئاسة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ماريان لوبان. وهناك أيضاً منظمة النازيين الجدد في فرنسا، المعروفة بعدائها للمهاجرين وكل من يعيش في فرنسا من غير الفرنسيين، وبصفة خاصة المسلمون منهم. وفي هولندا يعتبر حزب الحرية اليميني، الذي يرأسه خيرت فيلدرز أكثر الأحزاب تطرفاً، كما يتركز عدد كبير من جماعات اليمين المتطرف ذات النفوذ العالمي في إسرائيل. وفي ألمانيا يعتبر «النازيون» من جماعات الضغط اليميني، وفي إيطاليا يعتبر «الفاشيون» من الأقطاب اليمينية، كما تعتبر كذلك الأحزاب الدينية في أميركا وبريطانيا وسويسرا، من أجنحة اليمين. وفي المجمل يمكن وصف الكتل السياسية الأوروبية والغربية المحافظة على أنها يمينية باقتدار، ومن ذلك رابطة الدفاع البريطانية. وسائل التواصل.. بوابة التطرف وعن الوسائل التي تنتشر من خلالها سموم التطرف والإرهاب، تقول صحيفة تريبيون على موقعها الإلكتروني إن وسائل التواصل الاجتماعي هي البوابة الكبيرة للتطرف والإرهاب، حيث يستغلها أصحاب الأفكار المتشددة للوصول للمزيد من الأتباع والمؤيدين، والدعاية لأنفسهم، ومن ذلك ما قام به الإرهابي الأسترالي قاتل المصلين في نيوزيلندا، والذي قام بتصوير فعلته النكراء في بث مباشر على موقع الفيس بوك. وتشير الصحيفة إلى أنه من خلال جمع بيانات عن الآلاف من مستخدمي تويتر من أتباع اليمين المتطرف والمرتبطين به وتحديد أماكن إقامتهم في فرنسا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة، أشارت الأرقام إلى أن احتمال تطرف أصحاب الحسابات على تلك المواقع، التي صوتت لصالح ما يسمى «اليمين المتطرف» في العديد من الانتخابات وممارستهم التطرف العنيف والإرهاب، أكبر منه لدى من لا يمتلك حسابات مماثلة على تلك المواقع. كما أن المناطق التي تشهد تصويتًا كثيفًا لما يسمى اليمين المتطرف تزداد فيها الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، ويرتفع فيها استخدام تلك المواقع. أيضاً، هناك علاقة طردية بين التغريدات المؤيدة لداعش والمناطق التي تشهد تأييدًا انتخابياً لليمين المتطرف وأضافت الصحيفة: «الإرهاب والإسلاموفوبيا وجهان لعملة واحدة يغذي أحدهما الآخر، وكلاهما يستخدم وسائل التواصل لتحقيق أهدافه». اعتداءات متكررة ولم يكن اعتداء نيوزيلندا هو الأول من نوعه على المساجد،حيث أصبحت ظاهرة الاعتداء على المحجبات والمساجد وأصحاب اللحى الطويلة والجلباب في الشوارع الأوروبية مظهرا يوميا شبه ثابت في العديد من الدول. وتحذر صحيفة لوس انجلوس تايمز من تفاقم ظاهرة الاعتداء على المساجد والمحجبات بشكل غير مسبوق خلال العقد الأخير، منبهة إلى أن المظهر الإسلامي وأماكن العبادة الإسلامية غالباً من تكون أهدافا مرصودة من أتباع اليمين المتطرف ومتبني الإسلاموفوبيا. وتابعت الصحيفة: «هناك شكاوى متكررة من بعض المسلمين من أصول باكستانية وبنغالية بسبب التمييز في الوظائف والمطارات، والنساء المسلمات، وبصفة خاصة المحجبات منهن، كما تتعرض المساجد والمراكز الإسلامية لهجمات متنوعة متفرقة، مثل تمزيق القرآن أو ضربها بالطوب والحجارة والاعتداء على المصلين ووصولا إلى جرائم القتل الجماعي، على غرار حادثة نيوزيلندا». ختاماً، طالبت صحيفة نيوز رووم الأسترالية بعدم تجاهل التطرف والإسلاموفوبيا أكثر من ذلك، متسائلة عن السبب الذي يجعل العالم يركز على جرائم الإرهاب، التي يقوم بها أي مسلم حول العالم ويتجاهلون في الوقت ذاته الجرائم التي يقوم بها متطرفون ضد المسلمين. ووصفت الصحيفة التغطية الإعلامية للحوادث الإرهابية للمتطرفين بالمعايير المزدوجة، لافتة إلى تجاهل الشعوب الأوروبية لظاهرة الإسلاموفوبيا وعدم تركيز وسائل إعلام تلك الدول عمداً على أخبار الاعتداءات على المسلمين، بنفس القدر الذي يتم به تغطية أي حادثة لتنظيم داعش، أو أي تنظيم إرهابي آخر.
copy short url   نسخ
19/03/2019
1567