+ A
A -
كتب- محمد الجعبري
شهدت فعاليات اليوم الثاني للبطولة الدولية الخامسة لمناظرات الجامعات باللغة العربية، أمس، منافسات شديدة بين الفرق المشاركة، بمشاركة أكثر من 100 فريق يمثلون 51 دولة ناطقة بالعربية وبغيرها، وهي البطولة التي ينظمها مركز مناظرات قطر من 16 - 20 مارس الجاري، تحت رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني - نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في المركز الإعلامي أكد عدد من الفرق المشاركة من الولايات المتحدة الأميركية على أهمية المشاركة في هذه البطولة الدولية الضخمة
جامعة هارفارد خلال السنوات القليلة الماضية، وسّع المركز أنشطته خارج المنطقة العربية، ليصل إلى العالم، وقام بعقد عدة شراكات مع جامعات وجهات في العديد من الولايات الأميركية، ومنها جامعة «هارفارد» وهي من أعرق مؤسسات التعليم العالي في أميركا، والتي تأسست عام 1636 ويصدر عنها أكثر من 95 مطبوعة بحثية، وقد أوضحت الطالبة جود من جامعة هارفارد أن الجامعة لديها فريق عريق في المناظرات باللغة الإنجليزية وأن مركز مناظرات قطر كان له الدور الأكبر في إنشاء مركز مماثل في الجامعة للتناظر بالعربية كما نظم عدداً من ورش العمل والبرامج التدريبية لتقوية هذا الفن لدى الطلبة مما كان له الأثر الأكبر في الارتقاء بمستوانا والمنافسة القوية في هذه البطولة.
في السياق ذاته أوضحت الطالبة أماندا من جامعة هارفارد أيضا أن المناظرات باللغة الإنجليزية صعبة جداً وبالعربية أصعب بالنسبة لها لكن الهدف هو النهوض بمستوى التحدث والحوار والارتقاء بهذا النوع من المناظرات في الجامعة يدفع الجامعة إلى مواجهة هذا التحدي وإتقان اللغة العربية والتعرف على الثقافات المختلفة من خلال هذه البطولة.
جامعة بريغام يونغ
من جانبه قال الطالب إليا من جامعة بريغام يونغ إنه يأمل أن يمارس العمل الاستشاري لذلك فقد التحق بتخصص يعتمد على البحث، وقد شارك في هذه البطولة لأن فن التناظر يدعم هذا التخصص مثمنا دور مركز مناظرات قطر في تعزيز قدراته ومهاراته في التعبير عن آرائه باللغة العربية بيسر وسهولة.
ومن جهتها قالت الطالبة نور من جامعة «يوتا» إن المناظرات التي مارسوها في الجامعة وفي بطولة قطر الدولية للمناظرات عززت المهارة اللغوية لديها وكونت لديها معلومات قوية حول الشرق الأوسط والتحديات التي يواجهها.
وأشارت إلى أن أساتذتها يعلمونها اللغة العربية عن طريق طرح قضايا معاصرة ويقوم الطلبة بعرض وجهات نظرهم فيها ومناقشتها من جميع جوانبها مما يكون له كبير الأثر في تعلم اللغة بأعلى مستوياتها ويسهم في التدرب على فن المناظرات داخل قاعات الدراسة..
بدوره ثمن الطالب بنجامين من جامعة نيويورك دور مركز مناظرات قطر وهذه البطولة في تطوير اللغة لديه ولدى زملائه والتعرف على ثقافات أخرى عديدة وأشخاص من جنسيات مختلفة لم يكن ليقابلها إلى في الدوحة.
وأضاف أن القضايا المطروحة في هذه البطولة وموقفنا منها «سواء المؤيد أو المعارض» قد تختلف مع قناعاتنا لكنها تجعلنا نرى الجوانب الإيجابية فيمن يختلفون معنا وتدفعنا إلى أن نتقبل الفكر الآخر رغم تعارضه مع قناعاتنا.
في سياق آخر بين الطالب نوح من جامعة ويسترن كنتاكي أن تخصصه في الجامعة يستلزم تعلمه اللغة العربية من الصفوف الأولى في الجامعة لذلك كان حريصا على رفع مستوى لغته من خلال المشاركة في هذه البطولة مؤكدا أن مشاركته هذه عززت لديه القدرة على ترتيب الأفكار وعرض وجهة نظره حول القضايا المختلفة بأسلوب سهل رشيق إضافة إلى الاستماع إلى الآراء المعارضة لتوجهاتي وتقبلها بكل ود وسعة صدر.
من جانبه ثمن الدكتور أحمد الفرهادي – جامعة نيويورك- مدير برنامج اللغة العربية، جهود مركز مناظرات قطر في خدمة اللغة العربية وحرص القائمين عليه في نشر المناظرات بالعربية الفصحى الوسيلة الوحيدة للتخاطب مع الآخرين من كافة أنحاء العالم، مبيناً مدى سعادة الطلبة وهم يتحدثون ويستمعون الفصحى من حولهم وهذا جيد لأن البطولة فرصة للاندماج اللغوي والثقافي.
مشيراً إلى انتخابه في أميركا كرئيس الرابطة الأميركية لأستاذة اللغة العربية– آتا- وهذه خطوة ممتازة لخدمة اللغة العربية في أميركا.
حيث يدرب أساتذة اللغة العربية على الفصحى وكيفية استخدامها مع الطلبة للناطقين بغيرها وقد لاحظ الجميع انخفاض عدد المتحدثين بالعامية بعد فترة وجيزة.
مضيفاً: «في الحقيقة كانت هناك فصول تدرس العامية وأخرى الفصحى وبعض المدرسين دمجوا العامية بالفصحى، لكننا ارتأينا أن نواصل تدريس الفصحى بمعزل عن العامية ليعرف الطالب الفرق بين العامية والفصحى والاختلاف من حيث قوة اللغة الفصحى التي تمكنه من قراءة أمهات الكتب وفهمها بسهولة دون الاستعانة بأحد.
وعبر عن سعادته بحضوره إلى دولة قطر واهتمام الحكومة بالفصحى التي بدأت تتغيب في حياتنا بصورة عامة والمناظرات باللغة العربية مهارة ستعيدها إلى صفوة اللغات العالمية الأخرى.
وعن الفرق بين الناطقين بالعربية وغيرها ممن يدرسون اللغة قال الدكتور فرهادي: «الطلبة العرب في المدارس الأجنبية وأميركا تجدهم يدرسون العربية لكن قواعدهم تظل غير سليمة لأن هدفهم التحدث فقط، أما الطلبة الناطقون بغيرها يتفوقون على العرب بالقواعد فهم يبدؤون بتعلم اللغة من الصفر ويتمكنون من التحدث بلغة سليمة، لذا يكون نطقهم صحيحا دون أي خطأ نحوي، وهذا ما لمسناه خلال سنوات من تدريس العربية في أمريكا، مؤكداً أن هذه البطولة الدولية مساحة للتجمع الشبابي يخرجون منها بمهارات وتجارب قلما نجدها في أي مكان.
معرض مصاحب
أقيم على هامش البطولة، معرض تراثي، بمشاركة عدة جهات، منها وزارة الثقافة والرياضة ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة أمام الطلبة المشاركين في البطولة من بلدان شتى من التعرف على التراث القطري والعادات والتقاليد، وقد تضمن المعرض التراثي عدة أجنحة، منها جناح الزي التراثي الشعبي، والذي يبرز البشت القطري المميز بألوانه، وجناح نقوش الحناء، والذي يقدم رسومات مميزة، وقد استقطب عددا كبيرا من الفتيات، المشاركات في البطولة، حيث حرصن على عمل رسومات مختلفة لتزيين أيديهن، وأيضا جناح السعف، الذي يُعدُّ جزءاً من التراث القطري، حيث يقدم أدوات مصنوعة من سعف النخيل، مثل الحصير والجفير والمصلى والسفرة، كل هذا بالإضافة إلى جناح السدو، وجناح الصقور، والذي كان عنصراً يجذب المشاركين الذين حرصوا على التقاط الصور.
من جانبها قالت وضحة سالم، والمشاركة بجناح للبخور والعطور، إنها حرصت على عرض العطور القطرية والعربية، فضلاً عن عطور المفارش، خاصة وأنها تقوم بعمل هذه الخلطات في المنزل، مشيرة إلى أنها تقدم دورات للفتيات القطريات عن كيفية عمل خلطات ودمج أنواع مميزة من العطور، مؤكدة على الإقبال الكبير من المشاركين على شراء أنواع مختلفة من الخلطات الخاصة بها.
وقالت وضحى الجبر، مديرة مركز الدانة للفتيات، إن مشاركتهم جاءت لتفعيل ركن الألعاب الشعبية، لإحياء الموروث الشعبي القطري، وذلك من خلال تقديم الفتيات الصغار، فقرات توضح الألعاب الشعبية مثل طقطقية والقيس والدورج والمجود، مشيرة إلى أهمية إظهار وتقديم صورة مشرفة لموروث والتقاليد القطرية للمشاركين في البطولة، واعتبرت أن المشاركة فرصة للاطلاع على العادات والتقاليد، والتي تتضمن قيما قطرية أصلية، لذلك حرصنا على تقديمها بشكل بسيط وممتع للزوار.
وبدوره قال بدر الشطي سفير المركز من الكويت- والذي يقدم جناحا تعريفياً عن رواد المناظرة، إن الجناح بهدف تعريف القادمين من المؤسسات المختلفة، سواء كانوا متناظرين أو حكاما أو مدربين، بالجائزة وتحفيزهم على المشاركة، مشيراً إلى أنها جائزة تعقد مرة كل عام، بهدف تكريم جهود النشطاء في نشر رؤية مركز مناظرات، ونشر فن المناظرة والحوار المفتوح، وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة هذا العام خلال الحفل الختامي للبطولة.
وأشار إلى أن الجائزة تهدف لتعزيز مكانة قطر عالميا كدولة رائدة في مجال الحوار والمناظرة، وللارتقاء باللغة العربية وتنمية روح الاعتزاز للناطقين بها، موضحاً إلى أن الجائزة تأتي إيماناً بوجود طاقات كاملة لدى الشباب لتوجيههم وتغير البيئة الداعمة لهم، من أجل تحقيق أعلى مستويات الإبداع والابتكار لتحقيق طموحاتهم، منوهاً إلى أن الجائزة تساهم في زيادة فاعلية مشاركة أندية المؤسسات التعليمية، في مختلف الدول وتعزيز استدامتها في أنشطتها المختلفة.
copy short url   نسخ
18/03/2019
1040