+ A
A -
كان الأسبوع الماضي أسبوعاً عاصفاً مليئاً بالأحداث بالنسبة للحزب الديمقراطي ومرشحته للرئاسة هيلاري كلينتون. إذ بدأ الأسبوع الماضي باختيارها لتيم كاني السيناتور السابق لولاية فرجينيا ليكون نائبها وشريكها في السباق إلى البيت الأبيض، أما نهاية الأسبوع فقد عصفت بفضيحة تسريب إيميلات خاصة باللجنة القومية للحزب الديمقراطي من قبل قراصنة رقميين من روسيا.
وقد أشارت الأصابع إلى المخابرات الروسية كون بوتين على عداء مع هيلاري كلينتون وأكثر ميلاً إلى ترامب في السباق الرئاسي. ومن المفيد ذكره في هذا السياق، أن العداء البوتيني لكلينتون يعود لعام 2011 ذلك أن فلاديمير بوتين كان رئيساً لمجلس الوزراء آنذاك وقد اتهم هيلاري كلينتون بدعم الاحتجاجات التي ضربت العاصمة موسكو في ديسمبر من العام نفسه. هذا غير ما تمثله كلينتون ضمن صفوف الحزب الديمقراطي كونها جزءا من التيار التدخلي في الحزب الذي يدعو إلى دور أكبر لأميركا في السياسة الخارجية. أما اختيار تيم كايني كنائب للمرشحة هيلاري كلينتون فيحمل في طياته معاني كثيرة تؤكد أن هيلاري ستبقى مؤيدة للتغيير والحركات الشعبية في الدول التي تفتقر الحياة السياسية فيها إلى الحريات. إذ عرف عن تيم كايني أنه صوت بنعم للضربات الجوية ضد الأسد في أغسطس 2013 كما صوت بالإيجاب لبرنامج دعم وتدريب المعارضة السورية لمقاتلة داعش، والذي عرضه الرئيس أوباما للتصويت في الـ2014. كذلك كان تيم كايني من أشد المؤيدين لإقامة منطقة إنسانية آمنة ، كما أكد أكثر من مرة ضرورة إيجاد صيغة للتدخل وفرض وقف البراميل المتفجرة التي يستخدمها الأسد ضد المدنيين.
كما أن كايني يمثل الصوت العقلاني في حزبه، فحتى أوباما لم يسلم من انتقاداته، سيما ذلك التصريح الذي قال فيه أوباما إنه على الأسد أن يرحل، حيث يرى كايني في هذا التصريح تأميلا للسوريين وأصدقائهم دون وجود دعائم تلزم أوباما بكلامه، على الرغم من مواقف كايني الجريئة فيما يتعلق بسوريا، إلا أنه وقف مع هيلاري كلينتون في تمرير اتفاق النووي مع إيران والذي در على إيران ملايين الدولارات.
على الجانب الآخر من السباق الرئاسي، اختار المرشح الجمهوري دونالد نائبه وهو مايك بينس المحافظ السابق لولاية انديانا والذي صرح مع 29 آخرين من محافظي الولايات الأميركية عن رفضهم دخول اللاجئين السوريين إلى ولاياتهم. أما في ما يتعلق بمواقف بينس من الأزمة السورية، فقد رعى عريضة تطالب بزيادة العقوبات على الحكومة السورية، كما كان من المؤيدين لتطبيق عزلة دبلوماسية على نظام الأسد كوسيلة للضغط عليه ودفعه للقبول بالانتقال السلمي للسلطة لانتخاب حكومة جديدة منتخبة ديمقراطياً. قد يرى البعض أن منصب نائب الرئيس ليس بذات الأهمية على صعيد السلطة التنفيذية وأن أهميته التشريعية أكبر، فنائب الرئيس يشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ، ولديه قدرة تشريعية خاصة عند التصويت على تشريعات تقف على صوت واحد نتيجة تعادل أصوات المعترضين مع أصوات الموافقين.
بالنهاية إن اختيار النائب يلعب دوراً هاماً كمؤشر لسياسات الرئيس القادم والمواقف التي سيتبناها، وخياري هيلاري كلينتون ودونالد ترامب يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية مقبلة على مرحلة جديدة من الحزم في سوريا، خاصة في ما يتعلق بتطبيق الانتقال السياسي الذي يرى أن سوريا لن تستقر في ظل وجود الأسد.
copy short url   نسخ
01/08/2016
824