+ A
A -
إطراءات أوباما لهيلاري كلينتون لتعزيز فرصها في الفوز بالرئاسة كانت ضافية بالمعاني، خاصة وصفه لها أنها المؤهلة لأن تحكم أميركا بخبراتها وأدوارها وحكمتها، التي تتفوق بها على زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي صفق بشدة حينما سمع ذلك.
تأييد أوباما المطلق والقوي لكلينتون لا يعني أن شقيق أوباما «مالك أوباما» سينضم ميكانيكيا لأخيه في هذا التأييد، بل كانت المفاجأة المدوية أن مالك أوباما، الأخ غير الشقيق لأوباما عن طريق والده الكيني، وهو مسلم يحمل الجنسيتين الكينية والأميركية، «سيصوت لترامب» في انتخابات الرئاسة الأميركية لأنه «رجل مستقيم»، على حد قوله.
الغريب في الأمر أيضا أن مالك أوباما وصف اقتراح ترامب بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة بأنه «منطقي»، فالرجل باع القضية، وأسقط من حسابة انتماءه لحزب أخيه، ويريد القفز من «الديمقراطي» إلى «الجمهوري».
على شاكلة هذا التناقض بين شقيقين علينا ألا نضع دائما الأمور في نصابها المنطقي، بل يفترض أن تكون هناك دائما مساحة تؤخذ في الاعتبار لـ «اللامنطق»، مثل أن تذهب أصوات مؤيدي ساندرز منافس كلينتون على الترشح عن الحزب الديمقراطي إلى «ترامب» ثأرا من كلينتون، رغم خطاب ساندرز الذي أراد به أن يحفظ لحزبه وحدته وراء كلينتون، على العكس من الانشقاقات الحاصلة في الحزب الجمهوري حول ترامب، ومثل أن تسبق «داعش» موعد التصويت الانتخابي للرئاسة الأميركية، وتقترف عملية إرهابية مدوية، تجعل الأميركيين يملأون صناديق الاقتراع بالتأييد لترامب، ومثل أن يخرج «ويكيليكس» عن صمته ويفاجئ الأميركيين قبيل الانتخابات، بوثائق تقلب الموازين وتكون لصالح ترامب، ومثل أن تتدخل قوى خفية تتحكم في أميركا، تتحرك في «منطقة عمياء» وتؤيد ترامب.
copy short url   نسخ
01/08/2016
612