+ A
A -
الدوحة- الوطن
وقالت ريم السعدي: «يمثل اتباع نظام غذائي يعتمد على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية من جميع المجموعات الغذائية وممارسة الرياضة بانتظام محددين رئيسيين للحالة الصحية للفرد ولقدرته على المحافظة على صحته. توجد العديد من الدراسات التي تثبت فوائد ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي في علاج الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية الشائعة».
من جانبها أوضحت الدكتورة سكاروليس أن ممارسة التمارين الرياضية تمثل وسيلة هامة للوقاية من الأمراض المزمنة وجزءاً هاماً من الخطة العلاجية لهذه الأمراض لدى المصابين بها، كما أنها تمثل أداة هامة للحدّ من أضرار الإصابة بالسمنة وتقليل معدلات الوفيات. وأضافت أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة يعتمد على الخمول والجلوس لفترات طويلة هم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
وأردفت الدكتورة سكاروليس بقولها: «هناك أربعة عوامل أساسية تساهم في تحديد الحالة الصحية العامة للفرد، وهي العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، ومستوى الوصول لخدمات الرعاية الصحية، والنمط السلوكي للفرد (نمط الحياة). ومن بين هذه العوامل يساهم النمط السلوكي للفرد بنحو 50 % في تحديد حالته الصحية العامة. وبمجرد إدراك الفرد للعوامل التي تسهم في زيادة الوزن والتأثيرات المترتبة على نمط الحياة الذي يعتمد على الخمول والجلوس لفترات طويلة يصبح بمقدور اختصاصيي الرعاية الصحية مساعدته على وضع أهداف صحية مناسبة وواقعية».
يستقبل المركز الوطني لعلاج السمنة – الذي يقع في المبنى رقم ( 311 ) بمدينة حمد بن خليفة الطبية- ما بين 800 إلى 900 مريض شهرياً، ويقدم المركز لمرضى السمنة خدمات رعاية شاملة متعددة التخصصات بما في ذلك الاستشارات الطبية والمساعدة في إجراء تغييرات على نمط حياتهم اليومي وعمليات المناظير وجراحات السمنة. وتنصح الدكتورة سكاروليس مرضى السمنة باستشارة الطبيب قبل البدء في اتباع برنامج لإنقاص الوزن، إلا أنها تشير في الوقت ذاته إلى أن معظم الأفراد لن يكونوا بحاجة إلى الخدمات التخصصية التي يقدمها المركز لإنقاص وزنهم. ونوّهت الدكتورة سكاروليس بأهمية الدور الذي تلعبه كوادر الرعاية الصحية المتخصصة في تسليط الضوء على أهمية ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ورفع الوعي بمخاطر نمط الحياة الذي يعتمد على الخمول وقلة النشاط البدني واصفة إياه بأنه يمثل تهديداً للصحة العامة.
وأضافت سكاروليس: «إن إدخال تغييرات على نمط الحياة اليومي لا يُعد بالضرورة أمرًا يسيراً في جميع الحالات، إلا أنه يمثل العامل الرئيسي لإنقاص الوزن والمحافظة على الصحة على المدى الطويل. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية لعب دور هام في تشجيع مرضاهم على ممارسة الرياضة، حيث أثبتت الأبحاث أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بانتظام تساهم في تحسين جودة الحياة والحالة الصحية للفرد بشكل كبير، كما يمكن للأشخاص النشيطين بدنياً المحافظة على قدراتهم الوظيفية (البدنية) لفترات أطول من حياتهم بالمقارنة مع غيرهم ممن يعتمدون على نمط حياة خامل. يمكن للتمارين الرياضية بالفعل أن تكون علاجاً للكثير من المشاكل الصحية، كما أنها تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة وإطالة العمر».
وأوضحت ريم السعدي أن الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 درجة –وهو ما يعادل بالنسبة للشخص متوسط الحجم نحو 30 رطلاً من الوزن الزائد- هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، مشيرةً إلى أهمية دور اختصاصيي التغذية ضمن فريق الرعاية الصحية ودورهم في مساعدة المرضى على اعتماد الخيارات الصحية في حياتهم اليومية.
وأضافت السعدي: «يمكن لاختصاصيي التغذية العلاجية مساعدة المرضى على فهم أهمية الخيارات الصحية فيما يتعلق بالأطعمة والمشروبات. إن الحصول على التثقيف حول التغذية الصحية وتعلم كيفية قراءة وفهم تفاصيل بطاقات المعلومات الغذائية (البطاقات الملصقة على المنتجات الغذائية والتي توضح المحتويات التغذوية لكل منتج غذائي)، وكيفية تحديد الحصص المناسبة من الأطعمة المختلفة، هي كلها عوامل أساسية تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة عند اختيار الوجبات الغذائية».
وعند تفقد بطاقات المعلومات الغذائية، تنصح السعدي بالبدء بقراءة حجم الوجبة (الحصة) المناسب للفرد، وعدد الحصص بكل عبوة. كما أنه من المهم الانتباه لكمية السعرات الحرارية في كل حصة والحرص على عدم تجاوز الحد المناسب من بعض العناصر الغذائية كالسكريات المضافة والدهون المشبعة والصوديوم. وأشارت السعدي إلى أن قراءة بطاقات المعلومات الغذائية هي ممارسة هامة للغاية ولكنها قد تستغرق بعض الوقت حتى يعتاد المرء عليها ويتقنها.
وأضافت السعدي: «يظهر ملصق المعلومات الغذائية حجم وعدد الحصص الغذائية التي تحتويها عبوة المنتج وذلك من خلال ذكر عدد القطع أو الأكواب بالعبوة. إن أهم عناصر ملصق المعلومات الغذائية التي يتوجب ملاحظتها هو حجم الحصة الواحدة، وعدد الحصص التي تحتويها العبوة، وإجمالي نسبة الدهون، ونسبة الدهون المتحولة والدهون المشبعة، ونسبة السكريات والصوديوم والألياف. تتم كتابة المعلومات المذكورة في الملصق على أساس اتباع الفرد لنظام غذائي يعتمد على استهلاك 2000 سعر حراري في اليوم، إلا أن كل فرد قد يحتاج أكثر أو أقل من 2000 سعر حراري في اليوم بناءً على عوامل مختلفة كالعمر والجنس ومستوى النشاط البدني والنتيجة المستهدفة من النظام الغذائي للفرد، سواءً كانت إنقاص الوزن أو زيادة الوزن أو المحافظة على ثبات الوزن. وفي حال لم يكن المرء متأكداً من عدد السعرات الحرارية المناسب له، فيمكن استشارة الطبيب لتحديد عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه يومياً».في إطار الاحتفال باليوم الرياضي للدولة اليوم، أكدت السيدة ريم السعدي مدير إدارة التغذية العلاجية بمؤسسة حمد الطبية- والدكتورة مونيكا سكاروليس يونج- مدير المركز الوطني لعلاج السمنة- على أهمية التوعية بالارتباط القائم بين اتباع نمط حياة صحي والمحافظة على الصحة.
copy short url   نسخ
12/02/2019
479