+ A
A -
أول ما يتراءى في أذهاننا عند التفكير بتراث قطر وحضارتها تمر الزبارة بقلاعها وشاطئها وصخورها الذي يعكس تاريخها الذي مرت به. هذه المدينة التي هجرها أهلها في منتصف القرن العشرين برغم أنها كانت من أكبر مراكز التجارة بالمنطقة وخاصة تجارة اللؤلؤ وكانت من أكبر المناطق ازدهاراً وأكثرها سكاناً آنذاك. عندما تتجول في أرضها مشياً بالأقدام، ستلامس وتشعر بحدود البيوت القديمة وترسم في مخيلتك الطريق المؤدي إلى السوق والإطلالة التي تطل بها على شاطئ الخليج. تألقت هذه المدينة التجارية قديماً بجميع عناصرها بأسواقها وأبراجها وسورها ومساكنها وجوامعها ومدارسها ومازالت تتألق بأصالتها التاريخية بعد تسجيل الموقع على لائحة التراث العالمي في عام 2013 وهذا دلالة على العمق التاريخي الذي تحتويه وعلى الإدارة المتميزة للموقع من قبل أجهزة الدولة وحمايتها من أي مساس خارجي لحفظ هذا الموروث للأجيال القادمة.
ومن ناحية أخرى تراود على مسامعنا مصطلح الحديقة الجيولوجية وهي كما يعرفها اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية، بأنها الوعاء الذي سيحافظ على موروثاتنا الطبيعية التي احتوتها الصخور والمناظر الطبيعية، ويعرفها الباحث الدولي وأستاذ السياحة الجيولوجية الدكتور مأمون حسين علان بأنها واحدة من الأشكال الجديدة للسياحة المستدامة والتي تقوم على استخدام مواقع ذات خصائص جيولوجية وقيم جوهرية دون تعرضها للتلف أو الدمار. ومن الأمثلة على هذه الحدائق الحديقة الجيولوجية في كهتهوكاهاي في الصين وهي كانت عبارة عن منطقة ألغام تم تحويلها إلى منطقة سياحية جيولوجية عالمية، حيث كانت هذه المنطقة ستتحول إلى مدينة أشباح بسبب استنزاف الموارد في التعدين، إلا أن الحكومة قررت تحسين البيئة التحتية وتعزيز السياحة فيها لتزيد نسبة السياحة فيها بنسبة 50 % لعام 2017م. نعود لرئة التراث القطري... مدينة الزبارة، المدينة التي تتميز بإرث إنساني ذات قيمة جيولوجية تعطي فرصة للأجيال القادمة أن يقارنوا حاضرهم بماضي أجدادهم. لماذا لا تكون مدينة الزبارة ضمن الحدائق الجيولوجية العالمية؟ لماذا لا تصبح حدثاً تعليمياً لطلاب الجامعات والمدارس؟
لماذا لا تكون وجهة لعلماء الجيولوجيا الذين يهتمون بفك لغز نشأة الحياة على الأرض وليس بالمنتجات النفطية والغازية فقط؟ .. يقول د. كريستيان سترومنجر (عالم في الجيولوجيا) لا يمكنك تعلم الجيولوجيا من الكتب والمحاضرات، لا يمكنك تعلمها إلا في الميدان من خلال دراسة الصخور.
مدرسة الغويرية المشتركة للبناتبقلم الطالبتين :
نورة حسن النعيمي
سارة حسن النعيمي
copy short url   نسخ
02/02/2019
4117