+ A
A -
توّجت الدورة الأولى لمعرض كتارا لمسابيح الكهرمان، نجاحه الكبير، بالتوقيع على مذكرة التفاهم مع الجمعية الدولية للكهرمان والإعلان عن المقر الدائم للكهرمان بكتارا، وقد أسدل الستار على المعرض الذي انطلق الخميس الماضي بمشاركة (80) جناحا ومنصة عرض من سبع دول عربية وأجنبية، ليتبوأ مكانته المميزة كأحد أبرز المعارض الثقافية والاقتصادية التي تفردت بها كتارا عالمياً، وحجزت من خلاله لنفسها موقع الصدارة كمركز للكهرمان في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وفي هذا السياق، أكد خالد عبد الرحيم السيد مدير معرض كتارا لمسابيح الكهرمان: «إن النسخة الأولى للمعرض حققت نجاحا منقطع النظير، من خلال ما قدمه من معروضات ومقتنيات وورش ومحاضرات وفعاليات وتجارب فريدة من نوعها تتلاءم مع احتياجات التجار والهواة والمهتمين بتراث وثقافة الكهرمان، مثلما يلبي تطلعات زوار وجمهور المعرض. مشيرا إلى أن المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة والعالم، شهد إقبالا جيدا على البيع والشراء، سواء من قبل التجار أو الهواة، وهو ما يجسد مناخ الاستثمار المشجع والأجواء التجارية المحفزة في قطر والمنطقة التي شكلها هذا الحدث الفريد من نوعه، والقيمة الكبيرة والمميزة التي أرساها في قلوب عشاق الكهرمان».
وأشار السيد إلى أن معرض كتارا ارتكز على نجاح باهر منذ انطلاقته الأولى وكتب شهادة تفوقه بامتياز لما شهده من إقبال كبير فاق التوقعات، لافتا إلى أن المعرض أكد ديموميته واستمراريته من خلال المشاركين أنفسهم الذين بادروا من الآن لحجز مواقعهم ومشاركتهم في الدورة القادمة، مضيفا أن الأعداد الكبيرة للزوار التي استقطبها المعرض خلال أيامه الثلاثة تسهم بشكل كبير في وضع كتارا والدوحة ضمن الجهات والمدن الأكثر استقطابا للتسوق والسياحة على مستوى المنطقة والعالم.
من جهته، توجه السيد سالم مبخوت المري مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بكتارا بالشكر إلى جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية على التعاون والجهود التي بذلوها في إظهار كافة فعاليات معرض كتارا لمسابيح الكهرمان، مثمنا ما قامت به تلك الوسائل من إبراز الصورة الثقافية والحضارية والاقتصادية التي يجسدها المعرض، مشيرا إلى أن الحضور الاعلامي كان مميزا عبر متابعة وتسليط الضوء على كافة تفاصيل المعرض، سواء من خلال وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية أو عبر وسائل التواصل الالكتروني في مواقع كتارا على تويتر وفيسبوك وانستغرام، وذلك انطلاقا من أن المعرض يعتبر الأول من نوعه على مستوى قطر والعالم.
وكان اليوم الثالث والأخير لمعرض كتارا لمسابيح الكهرمان قد شهد توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» والجمعية الدولية للكهرمان، حيث تهدف المذكرة إلى التعاون والتنسيق في مجال تنظيم وإقامة النسخ القادمة لمعرض كتارا لمسابيح الكهرمان وإنشاء أول مختبر متخصص بتصنيع الكهرمان في الشرق الأوسط يكون مقره في كتارا، قام بتوقيع المذكرة سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العم للمؤسسة العامة للحي الثقافي«كتارا»وماريوس جلوينسكي رئيس الجمعية الدولية للكهرمان في بولندا، وذلك بحضور خالد عبد الرحيم السيد مدير معرض كتارا لمسابيح الكهرمان، وبموجب هذه الاتفاقية ستقوم كتارا بإصدار الشهادات القانونية والمعتمدة دوليا في الكهرمان، بالإضافة إلى اقامة الورش التدريبية والتعليمية بإشراف خبراء دوليين.
كما شهدت فعاليات أمس الاعلان عن اقامة مقر دائم للكهرمان ضمن أحد مباني كتارا الجديدة، حيث يهدف هذا المشروع إلى عقد لقاءات دولية ودورية لهواة وتجار قطاع الكهرمان من قطر ومختلف دول العالم، مما يعزز مكانة قطر لتصبح الوجهة الأولى والأضخم في العالم لتجارة واقتناء الكهرمان على مستوى العالم، سواء بالنسبة للهواة أو التجار أو المصنعين أو الباحثين والمتخصصين في عالم الكهرمان، بالإضافة إلى ترسيخ مكانة المعرض كمنصة عالمية ومثالية للترويج والاطلاع على مستقبل صناعة مسابيح الكهرمان، لاستقطاب كبار الهواة والتجار والمتسوقين من أهم الأسواق على مستوى المنطقة والعالم.
وتميز المعرض بحضور جماهيري حاشد وزيارة شخصيات رسمية ودبلوماسية رفيعة المستوى من داخل قطر وخارجها، حيث استقبل سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام كتارا كلا من سعادة السيد خالد بن شاهين الغانم رئيس الديوان الأميري الخاص، وسعادة اللواء هزاع بن خليل الشهواني قائد الحرس الأميري، كما استقبل سعادة السيدة جيوفانا ميلاندري وزير الثقافة الإيطالية السابقة التي أبدت اعجابها الشديد بمعرض كتارا لمسابيح الكهرمان قائلة: «لم أشاهد مثل هذا المعرض من قبل».
من جهتهم، عبر زوار معرض كتارا لمسابيح الكهرمان عن سعادتهم الكبيرة بزيارة المعرض، مشيرين إلى أن إحتضان كتارا لهذا المعرض لأول مرة في قطر والعالم، يعكس احتفالها بالتراث والثقافة والذوق الرفيع الذي يمثله الكهرمان الذي يحمل بعدا حضاريا وارثا عريقا تتناقله الأجيال، وعبروا عن اعجابهم بمعرض كتارا وما يتضمنه من فعاليات وِأنشطة وورش ومحاضرات، ووصفوه بأنه أفضل وأقوى المعارض المتخصصة العالمية التي شاهدوها والأكثر تفردا وتميزا، لما يمثله من أهمية خاصة لعشاق الكهرمان ولما يحتويه من مسابيح وأحجار وخامات نادرة وثمينة، معربين عن أملهم بأن يقام هذا المعرض سنويا، ويستمر في تألقه واستقطابه لدول عربية وأجنبية يجمعها تراث الكهرمان وتقاليده الأصيلة.
وقدم هؤلاء الشكر لكتارا على اهتمامها بالتراث بكافة ملامحه وعناصره ومكوناته، مشيدين بالتنظيم الرائع والاعداد الجيد والخدمات المميزة التي يقدمها القائمين على المعرض للزوار والضيوف والجمهور.
وتميز المعرض باحتوائه على ورش فنية وحرفية متخصصة في تصنيع المسابيح من أحجار الكهرمان بإشراف نخبة من الحرفيين المهرة، حيث يحتوي جناح فريق اكسبو 965 على ورشة خاصة في صناعة مسابيح الكهرمان يشارك فيها الحرفي يوسف القلاف الذي يقوم بقص الخيوط (الرباعية أو السداسية أو الثمانية) وحياكتها وتزييتها بأشكال مستوحاة من التراث الخليجي، كدلة القهوة والخنجر العماني واليمني، ثم يتم شك حبات الكهرمان مع الفواصل والشاهد الكبير الذي يحمل حبات المسبحة (39 حبة يفصل بينها فاصلتان)، بينما يقوم الحرفي يوسف الفليكاوي (خراط مسابيح) بتشريح حجر الكهرمان وقص حبات الكهرمان دون حدوث أي هدر في الحجر الثمين، ويقول القلاف أن قيمة المسبحة تتناسب طردا مع شهرة الحرفي أو الخراط الذي قام بتصنيعها، فكلما كان الأخير معروفا في ميدان صناعة المسابيح كلما ارتفعت قيمة المسابيح التي يصنعها، مشيرا إلى أن مسابيح الكهرمان ترتبط بالتراث الإسلامي الأصيل وتتميز بجماليتها وقيمتها العالية.
ويشار إلى أن معرض كتارا لمسابيح الكهرمان قد شهد أيضا العديد من الفعاليات والمحاضرات والورش، حيث أقيمت محاضرة للباحث حمد صالح السليطي تحدث فيها عن أنواع الكهرمان وألوانه وأماكن تواجده وعمره، كما ضم المعرض مجموعات متنوعة وقيمة ونادرة من أجود المسابيح وأحجار الكهرمان بمختلف أنواعه وأحجامه وألوانه، بالإضافة إلى احتوائه على مختبرات لفحص نوعيتها وجودتها، وأجنحة تعرض اللوحات الفنية الخاصة المشغولة من أحجار الكهرمان النادرة
يذكر أن معرض كتارا لمسابيح الكهرمان يعتبر أول وأكبر معرض متخصص في مسابيح الكهرمان على مستوى قطر والعالم، وثاني أكبر معرض عالمي يختص بخامة الكهرمان بعد المعرض الدولي الذي يقام في بولندا، وشارك فيه (80) جناحا ومنصة عرض من 7 دول عربية وأجنبية هي: قطر، الكويت، تركيا، لبنان، روسيا، بولندا، ليتوانيا، إضافة إلى مشاركة الجمعية الدولية للكهرمان.
copy short url   نسخ
13/01/2019
1309