+ A
A -
يفتتح في السابعة من مساء غد الاثنين، معرض فردي للفنان التشكيلي همام السيد، في أنيما جاليري باللؤلؤة. يشتمل المعرض على مجموعة من أعمال الفنان التي يستلهم فيها مأساة مواطنه السوري والإنسان العربي في مهب الجحيم المعاصر، وانعكاس هذه التجربة على وجوده وعلاقته بالحياة.
يقول السيد عن الموقف الشعوري وراء أعماله: «نحن خائفون جداً، فبدلاً من الأخذ بزمام الأمور، نحن الآن نتفاعل مع ما يحدث من حولنا فحسب». ويُضيف: «وقد حدث الكثير في الماضي لدرجة أننا وجدنا أنفسنا الآن في حالة التجمد، غير قادرين على الاستجابة. إذا كان المركب لا يذهب إلى أي مكان، فلماذا نحن باقون على متنه؟»
وتقول زلفة حلبي عن تجربة السيد في كلمة بعنوان «المواطن رقم صفر»... وصمته المطبق: «تهوي رأسه الضخم غير المتناسقة الأبعاد على كتفيه الهزيلين، هذه الرأس التي تستحوذ على ثلث جسده إذا ما قورنت بما تبقى منه. يطوي كفيه المتضائلين في ارتباك في جيب سرواله الأزرق، أما عن قدميه فهما متجهتان إلى الداخل رغم وقوفه على كومة من البيض. تنسدل قلنسوته على وجهه تاركة لعين واحدة مكشوفة. لكنه ما زال قادراً على النظر من خلال الإطار، ويبدو على وجهه نظرة خالية من التعبير وشفتيه مذمومتين وكأنه على وشك الزفير».
وحول أفقه الفني، تقول حلبي: يحضر همام السيد بجسده محتلًا المساحة العظمى من سطح القماش 210 × 160 سم، وتظهر في خلف «المواطن رقم صفر» –كما يدعوه الفنان- سماء زاهية بالألوان تجعله صامتًا بلا حراك مع تمايله، وفي هذه اللوحة تُحيط بالمواطن رقم صفر لونًا من الوحدة الجلية- تلك التي لا تغيب عن غالب أعمال السيد حتى وإن كان الشخص بصحبة آخرين. ويوضح السيد أنه لو قُدر لهذا المواطن وأتى إلى الحياة، لكان عقله تشريحيًا مضغوطًا ليوازي ثُمن الدماغ البشري الحقيقي.
يرجع ذلك إلى ميل الفنانون إلى اللجوء إلى الإيماءة التعبيرية التي تسجل اضطرابات نفسية على الجسد، وذلك في أوقات التأكيد على التناقضات الاجتماعية عندما تواجه وعود التحرر بآليات القمع الاجتماعي.
همام السيد (مواليد 1981، دمشق، سوريا) يعيش ويعمل حالياً في بيروت، لبنان. تخــــــــــرج من قسم النحت في معهد الفنون التطبيقية بدمشق في عام 2003 وانتقل إلى بيروت في عام 2011، حيث استمر في العمل والمعارض على نطاق واسع. ويعرف بلوحاته التصويرية الواسعة النطاق، ويركزعلى التصوير البسيط لشخصيات مجهولة في لوحاته الزيتية ورسومات الحبر والتماثيل البرونزية والطينية. سمح تدريب السيد في الوسائل التقليدية له بالبدء في عرض أعماله الماهرة في سن السابعة عشـــــــــــــرة في جــــــــامعة تشــــــــــــــرين في اللاذقية، ســـــــــــــــــوريا. على مـــــر السنين، أصبح جســــــمه كــائناً ذاتيــًا مليئًا بالنـــــــاس وذكريات من ماضيه، والتي تعتبر بمثابة تعليق اســـــــــــــتعاري على الوضـــــــــع الاجتماعي للعــــــــالم العربي حتى الآن.كتب- محمد الربيع
copy short url   نسخ
13/01/2019
3388