+ A
A -
كتب- جليل العبودي
يختتم منتخبنا الوطني لكرة القدم اليوم آخر مبارياته التحريبية قبل المغادرة إلى الإمارات للمشاركة في نهائيات آسيا عندما يلتقي نظيره الإيراني في استاد خليفة الدولي في مواجهة مغلقة، حيث سيقف المدربان سانشيز وكيروش على آخر جاهزية اللاعبين ورسم ملامح التشكيل النهائي الذي يدخل به كل فريق غمار المنافسات الآسيوية، ومع أن المباراة تجريبية إلا أن أهميتها تأتي من كون الفريقين يبحثان عن الدخول القوي في المواجهات الرسمية وهذه المحطة الإعدادية الأخيرة التي تؤشر لما وصل إليه الفريقان مع احتفاظ كل مدرب بما لديه من أوراق يمكن أن تسعفه في المواجهات القادمة في البطولة القارية، ونعتقد أن الادعم ومن خلال ما خاضه من لقاءات ودية قدم فيها مستويات جيدة وأمام فرق معروفة.
ومع أن هذه النتائج الإيجابية تكون عاملا محفزا وترفع من معنويات اللاعبين إلا أنها في المقام الأول تكشف عن حقيقة مستويات اللاعبين كأفراد ومجموعة وتوضح التكتيك المتبع من قبل المدرب ومدى استيعابهم له، كما أن الجميع يعي أن المباريات التجريبية لا يمكن أن تكون مقياسا ثابتا بقدر ما يمكن أن نستثمر كل ما توافر فيها من أجل المباريات الرسمية، وهو ما يعيه المدرب واللاعبون.
إن مباراة اليوم تعد واحدة من المواجهات القوية التي يخوضها الادعم وهي بروفة مهمة جدا له لاسيما أن الفريق الإيراني من المنتخبات القوية وأحد الأرقام الصعبة في القارة، فضلا عن طموح فريقنا الوطني المتجدد في المحفل القاري القادم، وهذا ما سيسهم في رفع وتيرة المواجهة، بالإضافة إلى أن الفريقين يعرفان كلاهما الآخر جيدا وأن الكثير من المباريات الرسمية والودية قد جرت بينهما، لذا فإن أسلوب كل فريق سيكون واضحا والتعامل الميداني في المنافسة هو ما سيتعامل مع مجريات اللقاء، ونحن ندرك أن المنتخب ليست سهلة وهو يدافع عن هويته الجديدة، ومع أن الثقة كبيرة والهمة عالية والطموح ليس له حدود فإن خيارات المنتخب متعددة في البروفة الأخيرة.
الوقوف على مكامن القوة والضعف
الغاية من اللقاء أيضا الوقوف على مكامن القوة ونقاط الضعف لاسيما أن المنتخبين سبق أن تواجها، ومهما كان الفريق قويا فلابد أن هناك بعض الثغرات الموجودة في صفوفه، وهو ما سيحاول الفريقان أن يعزفا على أوتارها، فضلا عن السعي من أجل تعطيل مصادر الخطورة فيه من خلال المهام التي ستوكل إلى الخطوط الثلاثة، سواء بالهجوم أو الدفاع الوسط، وعلى سانشيز وكيروش أن يتمسكا بالواقعية التي عرفا بها من خلال التقدير الحقيقي لقدرات اللاعبين وأيضا لقدرات الفريق المنافس وأن يجيدا التعامل مع المباراة وقراءتها، بدءاً من التنظيم الدفاعي ومرورا بالوسط والهجوم، وما هو مطلوب من الادعم عدم المبالغة في الاندفاع بالهجوم على حساب الدفاع ويجب أن يكون حاضرا والانتباه إلى مميزات الفريق الإيراني التي تكون دائما من خلال الكرات الجانبية صوب المنطقة الخطرة.، وذلك لا يعني التراجع أبدا بل سيكون هناك دفاع منظم ومنضبط يجيد التعامل مع الهجوم الإيراني الذي سيقوده مهدي طارمي لاعب الغرافة وكريم أنصار وعلي رضا، وهناك أوراق رابحة للمدرب كيروش حيث عناصر الهجوم تجيد التوغل من العمق والأطراف وهو ما يفرض على الظهيرين أن يكونا حريصين جدا على الحد من خطورتهما فيما سيتكفل قلبا الدفاع بالتصدي من العمق، وبلا شك أن للوسط أهمية في المساهمة في تعطيل أي مد هجومي.
الهجوم والدور الفاعل !
الادعم سيلجأ إلى الانضباط التكتيكي بالخطوط والمدرب يحتاج إلى هجوم يطبق ما يطلب منه حيث إن ذلك سيسهم بتعطيل الهجوم المضاد، وهو ما سيعطيه فسحة من الحرية في التحرك، ومن المتوقع أن يكون هجومنا قادراعلى التعامل مع الدفاعات وبإسناد من من الوسط وهذا المثلث الهجومي يمكن أن يعزف على بطأ الدفاع الإيراني الذي سيقوده مرتضى كنجي وسيد جلال حسيني وميلاد محمد ومع أنه يتسم بالبطء إلا أن له ميزة، تتمثل في طول القامة التي يتمتع بها لكن ذلك لا يمنع من القول إنه قابل للاختراق أمام المهارة القطرية والسرعة التي تسعى للدخول من ثغراته ويمكن أن يوجدها الهجوم والتوغل من الأطراف، وأن الهجوم إذا ما كان مدروسا ومنظما ومدعوما من الأطراف، سيتيح الفرصة للتسجل في شباك المرمى الإيراني، وهو أمر وارد وأن ميزة هجومنا إذا ما كان بوضعه الطبيعي وإذا ما استغل الفرص التي ستتاح له أمام المرمى سيمثل مشكلة للدفاعات الايرانية.
رهان الوسط..
والقول الفصل !
إن الرهان الأكبر سيكون من قبل المدربين على منطقة العمليات التي سيكون لها دور كبير في ترجيح الكفة لهذا الطرف أو ذاك. وأن المنتخبين يملكان وسطا جيدا وفيه لاعبون جيدون وقد تكون الخبرة في الوسط أكبر من غيرها بالخطوط الأخرى وأن الكثير من الخيارات يمكن أن تكون متاحة لدى المدرب سانشيز في التعامل مع الوسط الإيراني حيث وسط فريقنا يتمتع بقدرته الجيدة على الدفاع وامتلاكه إمكانية تعطيل الهجوم المقابل وهو ما يعني أن الوسط سيساهم على تخفيف العبء عن الدفاع المتيقظ للانقضاض على الهجوم الإيراني وأيضا المساهمة في البناء الهجومي لتهديد المرمى الإيراني وتعزيز الربط بين الهجوم والدفاع.
copy short url   نسخ
31/12/2018
1303