+ A
A -
كتب- محمد حربي
أشاد عدد من السياسيين والدبلوماسيين، بدعم دولة قطر الإغاثي والإنساني للسوريين، منذ انطلاق الثورة السورية، في وقت تقلبت فيه مواقف دول أخرى، وتنكرت للمبادئ الإنسانية، واتجهت صوب دمشق لإعادة التطبيع من نظام بشار الأسد، رغم ما ارتكبته قواته من جرائم، بحق الشعب السوري.. الوطن استطلعت عددا من الآراء، فيما يلي نصه:
من جانبه أكد الدكتور جواد أبوحطب، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، بالمواقف القطرية، أن دعم دولة قطر السخي للسوريين ظل مستمرا، وتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية كثيرة للشعب السوري، منذ اللحظة الأولى لثورتهم، ضد الظلم والاستبداد.
كما أعرب الدكتور جواد أبوحطب، عن استنكاره الشديد، من هرولة بعض الدول العربية، نحو إعادة التطبيع مع نظام الأسد، متنكرين لكافة القيم والمبادئ الإنسانية، التي ترفض الجرائم الوحشية التي ارتكبها بشار، حتى وصلت إلى استخدام قواته لأسلحة الكيماوي والدمار الشامل، ضد شعبه، والمدنيين العزل، الذين خرجوا في ثورة سلمية يطالبون بحقهم في الحياة، بحرية وكرامة.
وأكد الدكتور جواد أبوحطب، أن تقلب مواقف بعض الدول، وتبنيها الدعوة إلى عودة المجرم بشار الأسد إلى شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، يعني أن هذه الدول، توافق على التعامل مع مجرم حرب استعمل الكيماوي ضد شعبه، موضحا أنه من المؤسف أن يتجاهل بعض القادة العرب دماء الشعب السوري، وأشلاء الأطفال بسبب الجرائم الوحشية لقوات النظام السوري.
وقال الدكتور جواد أبوحطب، إنه من المؤسف تغير مواقف بعض الدول العربية، بعد مرور ثماني سنوات من انطلاق الثورة السورية والتي قدمت أكثر من مليون شهيد وأكثر من مليوني جريح وتهجير نصف شعبها وتم تدمير 4 ملايين بين منزل ومحل تجاري ومشفى وذلك يوضح مدى همجية النظام وقوة الدمار التي استخدمها، بمساعدة الروس وباقي المليشيات المتطرفة، مشيرا إلى أن 80 % من الضحايا كانوا من المدنيين والأطفال، كما أن النظام المجرم قد دمر 70 % من مشافي الأطفال ومدارسهم، مشددا على أنه لا يمكن بعد كل هذه الجرائم، ويقوم بعض القادة العرب بالإعلان عن تقاربهم مع نظام الأسد، لافتا إلى أن هذه الدول لم تقطع علاقاتها أبدا مع النظام ولكن الآن أصبحت علنية.
وقد استبعد أبوحطب نجاح مشاورات الآستانة طالما لم يكن هناك إجبار حقيقي للنظام على الاستجابة لقرار وقف إطلاق النار، والذي يؤكد أن النظام لا يزال مستمرًا في قصف المدنيين بكل الأسلحة الممكنة، وما فعله فقط هو تغيير التكتيك بحيث نقل مواقع القصف السابق إلى مواقع جديدة.
ومن جانبه أكد سعادة السفير فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن موقف دولة قطر، وتركيا تم بناء على أسس من القيم والمبادئ، في دعم ومساندة الشعب السوري، الذي تعرض للظلم، والقمع الوحشي من نظامه، لأنه خرج يطالب بالحرية والديمقراطية، والعيش بكرامة إنسانية، معربا عن دهشته من تغير وتبدل مواقف بعض الدول الأخرى، التي هرولت نحو إعادة التطبيع مع نظام بشار.
وقال سعادة السفير فكرت أوزر، إن الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، سبق وبررت غلقها في السابق، كرد فعل لجرائم القتل التي أرتكبها نظام الأسد، والآن ما الذي تغير حتى تتبدل المواقف، هل اكتشفوا أن بشار كان رحيما بشعبه، وهو بريء من الدماء؟! لافتا إلى أن الدور التركي مستمر في دعم السوريين، ويحترم إرادة الشعب السوري، وحقه في تحديد مصيره ومستقبله، واختيار قيادته، على أسس ديمقراطية.
وأضاف سعادة السفير فكرت أوزر، أن دولة قطر، قدمت كثيرا من الدعم الإغاثي والإنساني للشعب السوري، خلال محنته ضد نظام الأسد، وقسوته، موضحا أن التاريخ لن ينسى المواقف القطرية المشرفة، ولا سيما أن الدوحة احتضنت أول سفارة للمعارضة السورية في أعقاب القمة العربية التي استضافتها قطر من قبل
من جانبه أشاد عبد الإله فهد، عضو هيئة التفاوض السورية، الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السابق، بمواقف دولة قطر الثابتة على مبادئ دعم حق السوريين، في العيش بحرية وكرامة، منذ لانطلاق ثورتهم في وجه نظام ديكتاتوري مستبد، كما اعتبر الموقف التركي بأنه مشرفا، ووقف داعما للشعب السوري في محنته، وفتحت تركيا قلوبها وأبوابها لأبناء سوريا الذين لجأوا للأراضي تركيا فرارا من قصف قوات الأسد لمنازلهم، وتهجيرهم خارج مدنهم.
واستنكر عبد الإله فهد، الخطوات التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، من إعادة فتح سفارتها في دمشق من جديد، وإعلان عواصم عربية أخرى عدم معارضتها لعودة نظام الأسد لشغل مقعد سوريا داخل جامعة الدول العربية، وقال إنه من المفارقات الغريبة، أن يتم الإعلان عن عدم الممانعة في عودة نظام دمشق إلى الجامعة العربية، على الرغم من أنه سبق لبشار الأسد ورفض قراراتها، أو التجاوب مع مطالب المبادرة ذات النقاط الست، زمن المبعوث الأممي كوفي عنان.
وقال إنه بعد نحو سبع سنوات، ونصف مليون شهيد، ونصف مليون معتقل، وأربعة عشر مليون سوري، ما بين لاجئ ومهجر، مع تدمير للدولة السورية، ثم يتم الحديث عن تطبيع مع نظام الأسد، بحجج غير مقبولة، من قبيل أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضرورة في مواجهة المد الإيراني.
وأوضح، أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قام بتوجيه عدد من الرسائل إلى، الجامعة العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، نرفض فيه هذه المواقف، مشيرا إلى أن الهيئة السياسية للائتلاف، في حالة انعقاد دائم بمدينة غازي عنتاب التركية، وسوف تعلن موقفها الرسمي خلال مؤتمر صحفي، من أجل المطالبة بإعادة الدول النظر في توجهاتها نحو دمشق، التي سوف تجعلها شريكا في جرائم النظام السوري، بقتل السوريين.
وأشار عبد الإله فهد، إلى أن ثورتهم السورية مستمرة رغم هرولة بعض الدول نحو التطبيع مع نظام بشار الأسد، موضحا أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، الذين لن يعرقلوا مسيرة الثوار، مشيدا بدور دولة قطر، الثابت على المبادئ والقيم، في دعم حق السوريين في الحرية والكرامة، منذ انطلاق الثورة، دون أي تغيير.
وأضاف عبد الإله فهد، أنهم مازالوا متمسكين بموقفهم بشأن أنه لابد من الحل السياسي للأزمة السورية، ولكن بدون بشار الأسد، وفقا للقرارات الدولية، القائمة على أساس هيئة حكم انتقالي، موضحا أنه لا يمكن اختزال القضية في مسألة اللجنة الدستورية، لأنها مجرد سلة من السلال الأربعة المتفق عليها أمميا، وهي: سلة هيئة الحكم الانتقالي، والسلة الدستورية، والسلة الانتخابية، وسلة الأمن، وقد سبق للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وأن أعلن أمام مجلس الأمن، التأكيد أكثر من مرة، على ضرورة تنفيذ كافة السلال بتتابع، دون تأجيل مرحلة دون الأخرى.
لافتا إلى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يقدر خطورة المرحلة الراهنة، والجميع على قلب رجل واحد، أمام المستجدات الراهنة التي تهدد مستقبل الثورة السورية، مشددا على أنهم مستمرون في طريقهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة في العيش بحرية وكرامة إنسانية.
copy short url   نسخ
31/12/2018
426