+ A
A -
اليمن-الوطن- محيي الدين الشوتري
لم يكن العام المنصرم لليمنيين سعيدا بل مر كسابقه مليئا بالأحزان والهموم التي ما بر حت البلد العربي الفقير والذي يعيش وطيس الحرب منذ عدة سنوات مخلفا فجائع وفظائع لن تنسى من ذاكرة ثلاثين مليون يمني فتح لهم الصراع أبوابا حمراء لم يكن يتوقعونها بين قتل وإعاقات وتشريد ونزوح وجوع وفقر وبطالة وانتهاكات لكرامة الأرض والإنسان اليمني لن تمحى ببساطة، فكما كان مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح أبرز حدث ختم بها اليمن عامه المنصرم، لاح في الأفق خيط من الأمل بسلام يتوق له اليمنيون حيث ختم لهم هذا العام بهدنة بدأ سريانها في مدينة الحديدة شمال غرب اليمن وتحت إشراف الأمم المتحدة .
(أحداث يناير)
شهدت مدينة عدن جنوب اليمن وعاصمة الحكومة اليمنية المؤقتة في الثامن والعشرين من يناير المنصرم مواجهات عنيفة بين ألوية الحرس الرئاسي التي نجل الرئيس اليمني ناصر هادي وقوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا والتي تسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله حيث جاءت هذه المواجهات في اليوم الذي أعلن فيه المجلس الانتقالي الجنوبي خطته لإسقاط حكومة رئيس الحكومة السابق بن دغر وبعد مواجهات عنيفة شهدتها المدينة على مدى ثلاثة أيام خلفت مئات بين قتيل وجريح سيطر المجلس على معظم مدينة عدن ، لكنه بعد أسبوعين على اندلاع المواجهات عادت حكومة بن دغر لممارسة مهامها دون تحقيق مطالب المجلس في إسقاطها.
(تصاعد الأزمة)
عقب أحداث يناير الدامية في عدن تصاعدت الأزمة بين الحكومة الشرعية والإمارات حيث منعت قوات النخبة الشبوانية وزير النقل في الحكومة الشرعية صالح الجبواني من زيارة ميناء بلحاف وأوقفت موكبه الذي كان متجها لزيارة الميناء ليعقد بعدها الجبواني مؤتمرا صحفيا يحمل فيها الإماراتيون مسؤولية منعه ثم غادر بعدها شبوه إلى حضرموت ومن ثم إلى خارج اليمن، ومثله قدم نائب رئيس الوزراء اليمني عبد العزيز جباري استقالته من منصبه داعيا لتصحيح العلاقة مع التحالف العربي على أساس الشراكة وليس على أساس أن اليمن تابع ، كما قدم وزير الدولة اليمني صلاح الصيادي استقالته لذات الغرض احتجاجا على تدخلات التحالف العربي في الشؤون اليمنية.
(معركة السيادة)
جزيرة سقطرى ذات الموقع الاستراتيجي كانت المنطقة الأبرز سخونة خلال العام المنصرم عقب إنزال الإمارات التي تسيطر على الجزيرة لقوات كبيرة وآليات ثقيلة في الجزيرة تبعها احتجاجات شعبية في الجزيرة لإخراج تلك القوات ورفض حينها رئيس الحكومة السابق بن دغر من مغادرة الجزيرة حتى ترحل القوات الإماراتية كونها منطقة بعيدة عن الصراع وبعد احتجاجات شعبية كبيرة في الجزيرة غادرت القوات مطلع مايو الماضي الجزيرة وعاد الهدوء للمنطقة السياحية التي تحوي العديد من الأشجار والنباتات النادرة في العالم ناهيك عن موقعها الاستراتيجي الهام.
(المهرة صفيح ساخن)
وبالقرب منها وفي شرق البلاد كانت محافظة المهرة ثاني المحافظات اليمنية مساحة والمتاخمة لسلطنة عمان تعيش على وقع احتجاجات ملتهبة بعد وصول قوات سعودية في يوليو الماضي تمركزت في المدينة بحجة مكافحة التهريب وهو الأمر الذي دعا عشائر وقبائل المحافظة لإطلاق احتجاجات للمطالبة برحيل القوات السعودية .
copy short url   نسخ
31/12/2018
446