+ A
A -
ترجمة- أمنية الصناديلي
ينتهي عام 2018 باعتباره أحد أسوأ أعوام حرية الصحافة على الإطلاق، إذ واجهت حرية الصحافة سلسلة من الضربات الموجعة على مدى العام من خلال قتل واعتقال وتقويض مصداقية الصحفيين في العديد من دول العالم.
وفقاً لإحصائية أجراها المعهد الدولي للصحافة «IPI» قتل ما يصل إلى 78 صحفيا حول العالم هذا العام، منهم 28 صحفيا اغتيلوا في هجمات مستهدفة، في حين قتل 11 آخرون أثناء تغطيتهم للنزاعات المسلحة، فضلاً عن احتجاز 348 صحفيا بسبب عملهم، ووجود 3 آخرين في عداد المفقودين.
وبحسب الإحصائية نفسها، جاءت المكسيك وأفغانستان في مرتبة الدول الأكثر خطورة على حياة الصحفيين حيث بلغ عدد القتلى 13 صحفيا. وظل مستوى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والإعلاميين مرتفعا هذا العام بشكل مثير للصدمة في ظل عدم وجود أي إجراءات جدية لمعاقبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم، الذين يسعون لتدمير الصحافة كمؤسسة للديمقراطية، ويهددون حق الجمهور في المعرفة.
سلط مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول من قبل عملاء في الحكومة السعودية، الضوء على القمع الإعلامي العالمي، وأكد الفرضية القائلة بأن الانتقاد الدائم من الرئيس الأميركي ترامب للصحافة والإعلام، أعطى الضوء الأخضر للسعوديين وللأنظمة الاستبدادية الأخرى بأن العنف ضد الصحفيين أصبح مقبولا ومن الممكن تمريره.
وأصدر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين تصريحا قال فيه: «ينتشر العداء تجاه الإعلام من الدكتاتوريات إلى الأنظمة الديمقراطية، بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وغيره من القادة الذين يهاجمون ما يصفونه بـ(الأخبار الملفقة) وذلك وفقا لمؤشر حرية الصحافة لعام 2018».
ومن جهتها لفتت منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي تعد مؤشر حرية الصحافة العالمي، إلى وجود مستوى غير مسبوق من العداء تجاه العاملين في وسائل الإعلام. كما أدرجت الولايات المتحدة كواحدة من أخطر خمس بيئات صحفية لأول مرة، وذلك بعد حادثي إطلاق نار على صحيفة «كابيتال غازيت» الأميركية، ومقتل صحفيين في حادث أثناء تغطية الأعاصير.
ووجدت لجنة حماية الصحفيين «CPG» إن عدد المراسلين المسجونين وصل لمستوى تاريخي هذا العام لأن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يضغطون على الدول السلطوية مثل الصين والسعودية وكوريا الشمالية، لتحسين مناخ حرية الصحافة، كما أشارت اللجنة إلى أن عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم بشكل صريح ردا على كتاباتهم تضاعف تقريبا هذا العام ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات، حتى مع بلوغ عدد الصحفيين المقتولين في مناطق النزاع أدنى مستوى منذ عام 2011.
وتعد جريمة مقتل خاشقجي الأبرز من بين جرائم قتل واعتقال الصحفيين هذا العام نظرا للتفاصيل المروعة التي تكشفت لاحقا من تعذيب وتقطيع للجسد. وهناك أيضا الصحفية المالطية دافني كاروانا غاليزيا، وهي صحفية استقصائية قتلت في انفجار سيارة مفخخة أمام منزلها لكشفها فضائح فساد في بلدها، وكذلك الصحفي الاستقصائي جان كوسياك الذي أطلق عليه النار من قبل مجهولين في سلوفاكيا، وأيضا الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا التي تم ضربها ثم خنقها حتى الموت وإلقاء جثتها في حديقة عامة بعد تحقيق لها حول فضيحة تتعلق باختلاس أموال من الاتحاد الأوروبي في البلاد.
ووفقا لمنظمة «مراسلون بلا حدود» فإن أسوأ خمس دول على مؤشر حرية الصحافة عالميا هي الصين، وسوريا، وتركمانستان، وإريتريا، وكوريا الشمالية، وعربيا كانت أسوأ خمس دول على مؤشر حرية الصحافة هي؛ سوريا والسعودية والسودان وجيبوتي والصومال.
وشهد عام 2018 انخفاضا عاما في حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم وسط تزايد المضايقات والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون والهجمات على وسائل الإعلام المستقلة، حيث تشير التقارير إلى اعتقال 15 صحفيا في السعودية، وسجن صحفيين من رويترز في ميانمار، وأدخلت بنغلاديش وروسيا وكمبوديا تشريعات مثيرة للجدل تهدد حرية الصحافة. أما في إفريقيا فقد تعرض الصحفيون لهجوم من قبل قوات الأمن في أوغندا وزيمبابوي، بينما يخضع الصحفيون والمحررون إلى المراقبة في تنزانيا.
copy short url   نسخ
31/12/2018
1243