+ A
A -
تحظى نزيلة المؤسسات العقابية والإصلاحية برعاية شاملة من الجهات المعنية، حيث نرصد حالة من الخصوصية والمعاملة النموذجية، التي تراعي طبيعة المرأة.. فتحظى بالمساعدة لتنمية قدراتها والوصول إلى تحقيق علاقة مرضية ومستويات ملائمة من الحياة.. فتعامل باعتبارها إنسانة لها سماتها وظروفها ومشكلاتها الخاصة، ومن ثم يقدم لها العلاج وتحل مشكلاتها التي تعاني منها.
ونظرا لاحتياج النزيلة في أغلب الأحيان إلى رعاية صحية أكثر من النزيل، وخاصة في فترة الحمل، فإن إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية في قطر توليها رعاية مميزة، من حيث الكشف الدوري عليها في مكان إقامتها، علاوة على السماح لها بزيارة العيادة الخاصة بالنزيلات داخل المؤسسات، والتي تعمل بشكل دائم وفي كافة التخصصات، وقد تم توفير طبيبة خاصة بالنساء، علاوة على فريق تمريض بالكامل من النساء.
وتعامل النزيلة الحامل ابتداء من ظهور أعراض الحمل، وحتى أربعين يوما من تاريخ الوضع معاملة طبية خاصة، من حيث نوع الغذاء والنوم والأعمال التي تسند إليها، وتنص المادة 40 من القانون رقم «3» لسنة 2009 على نقل النزيلة الحامل إلى المستشفى عند اقتراب موعد الوضع، وبقائها بها إلى أن يصرح لها الطبيب بالخروج.
ويراعي القانون الخاص بالمؤسسات الإصلاحية مصلحة المولود، فيوجب في المادة 41 من القانون رقم «3» لسنة 2009 عدم ذكر ما يشير إلى مولده في المؤسسة، أو ذكر واقعة الحكم على أمه.. كما تمكن المادة رقم 42 من نفس القانون الأم من الاحتفاظ بوليدها حتى يبلغ من العمر سنتين، كما تحدد اللائحة التنفيذية للقانون قواعد تيسر رؤية الأم للطفل فيما بعد في أوقات متقاربة، بعد انتهاء فترة وجوده معها..
حقوق متساوية
وبعيدا عن العلاج والمرض فإن المرأة تساوي الرجل في كافة الحقوق داخل المؤسسة الإصلاحية، كما تحظى النزيلة داخل المؤسسات بالرعاية الدينية والوعظ والإرشاد، وهي من الأمور التي تسهم في استئصال الدوافع السلبية لدى النزلاء بشكل عام وتوفر المؤسسات الإصلاحية المعلمات والمدربات على فنون الإبرة والحياكة والتطريز، حتى يقمن بتأهيل النزيلات، فيستطعن تلبية احتياجاتهن من كسب أيديهن بعد الإفراج، إذ تتعرض كثير منهن إلى الرفض من مجتمعهن.. ولكن في حال تمكنت من إحدى الحرف، فإنها تستطيع أن تبدأ حياة جديدة بقدر أقل من المشكلات.
ويعد الطعام المتوازن المتنوع المشبع من حقوق كافة النزلاء في المؤسسات الإصلاحية، وتمتاز النزيلة الحامل أوالمريضة بمرض مزمن بنظام غذائي خاص، يخضع لإشراف طبي دقيق من الطبيبة المتابعة لحالتها، وفي الفترات الموصى بها.
كما تهتم المؤسسات الإصلاحية بتوفير إخصائية نفسية، تقوم بتقييم الحالة النفسية للنزيلة فور وصولها إلى المؤسسات العقابية الإصلاحية، وتقوم بتوفير الوسائل الاجتماعية والزيارات العائلية التي تضمن للنزيلة استقرار حالتها ووضعها النفسي والاجتماعي.
توفر أيضا المؤسسات الإصلاحية للنزيلات صالات الألعاب الرياضية، وقاعات الاطلاع واستعارة الكتب، كما توفر لهن دورات التأهيل في استخدام الكمبيوتر من خلال متخصصين وبرامج تدريبية، تعمل على رفع كفاءة النزيلات في استخدام الحاسب وبرامجه، بحيث يستطعن التواصل والاطلاع على الكتب الإلكترونية وغيرها.
ولا يتوقف الاهتمام بالمرأة نزيلة المؤسسات الإصلاحية عند التأهيل المهني فقط بل يمتد الاهتمام إلى الجانب العلمي، حيث يتم السماح للنزيلة بمواصلة دراستها بكافة المراحل كما توفر المؤسسة الكتب اللازمة للعملية التعليمية، وتهيئ لهن أجواء التحصيل العلمي ودخول الامتحانات.
إن الاهتمام بالمرأة النزيلة يعكس حالة من التحضر، والوعي الاجتماعي بعوائد الدور التأهيلي والإصلاحي للمؤسسات العقابية، في ظل مجال من أهم مجالات منظومة العدالة الجنائية، وهو المؤسسات العقابية والإصلاحية..
وتشير المادة «14» من القانون رقم 3 لسنة 2009 إلى وجوب أن يكون للمؤسسة الخاصة بالنساء مشرفة من قوة الشرطة، تكون مسؤولة أمام الضابط، ويراعى أن يكون موظفو هذه المؤسسة من النساء.. وأن يتولى حراستهن وأعمال الخدمة المتعلقة بهن نساء أيضا.
copy short url   نسخ
31/12/2018
2163