+ A
A -
اعتبرت مجلة «ذا أميركان كونسيرفايتف» الأميركية المعنية بالشؤون الدولية، أن الخلافات بين دول التحالف في حربٍ ضروس على اليمن تزداد بينها يوماً بعد يوم، وفق ما رصدت من آراء خبراء في مكافحة الإرهاب سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية السي آي إيه. وقال ضابط متقاعد من الاستخبارات الأميركية رفيع المستوى (لم يكشف عن اسمه)، إن التوترات المتزايدة بين الإمارات والسعودية، هي نتيجة لما وصفه الضابط السابق «حساء الدم والخيانة والفساد».
وذكر أن تقييمات الاستخبارات الأميركية الأخيرة تؤكد أن تحالف الحرب التي تشنها الإمارات والسعودية في اليمن بدأ يتفكك، ولا يقتصر الأمر على الإماراتيين والسعوديين الغارقين في صراع لا نهاية له على ما يبدو، وإنما في مشكلات أخرى مع المرتزقة.
وأضاف ضابط المخابرات الأميركي، إن هذا نتيجة واقعية للتدخل السعودي بالمرتزقة لقتال الحوثيين، وهو ما أوجد مشكلات بتأخر السعودية في الدفع لحوالي 8 آلاف مرتزق شهرياً.
وما يقوم به الإماراتيون والسعوديون هو توجيه أوامر للمرتزقة بشكل منتظم للقيام بعمليات انتحارية ضد المتمردين الحوثيين. ويقول مايكل هورتون، وهو خبير في الشؤون اليمنية وزميل في مؤسسة جيمستاون: «هؤلاء المرتزقة عبارة عن أداة للسعوديين، وهم يعرفون ذلك».
لكن نتيجة لعدم وجود تفاهم مع المرتزقة أوجد هذا عدداً من الحوادث التي قتل فيها جنود مرتزقة قادة إماراتيين أو سعوديين. وقالت المجلة إن التدخل السعودي الإماراتي في اليمن في عام 2015 لم يؤد إلى مفاجأة الولايات المتحدة فحسب، بل أغضب كبار ضباط الجيش في القيادة المركزية الأميركية، التي كانت تدعم الحوثي بهدوء في قتالها ضد القاعدة. وعلى الرغم من هذا، وتحت ضغط من حلفاء السعودية في واشنطن، استجابت إدارة أوباما وقدمت الدعم العسكري للعمليات التي تقودها الإمارات والسعودية، على أمل أن يكون التدخل قصيرًا وحاسمًا.
لكن هذا لم يحدث، فالمفترض بالمعركة التي اندلعت أن تكون كما الصدمة سريعة، ويقول أحد كبار الضباط إن «ما حدث كان صادماً فلم يستطع السعوديون فعل أي شيء على الأرض، وقام الحوثيون بحصارهم في أكثر من موقع، وبحلول مايو من عام 2015، كانت القوات الإماراتية والقوات السعودية غارقة في مأزق».
وذكرت المجلة أن السعوديين يستخدمون مرتزقة من الدول الإفريقية في قتال الحوثيين في اليمن مقابل المساعدات الاقتصادية الإماراتية والسعودية، وفي البداية تخوف السعوديون من أن المجتمع الدولي سيدينهم لأن هؤلاء المرتزقة سيقومون بالقتل دون رقيب، لكن في نهاية الأمر وافقت السعودية، وقرر السعوديون أن عقد صفقة مع الشيطان كان أفضل من الخسارة في اليمن.
copy short url   نسخ
31/12/2018
1162