+ A
A -
كتب– سمير البرغوثي
السفير خالد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الحمر مدير إدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية يؤمن أن قارة آسيا هي بيت الأمة الآسيوية من البحر الأبيض المتوسط حتى المحيط الهادئ ومن البوسفور حتى بحر العرب وأنها هي القوة الكبرى بما لديها من إمكانيات بشرية واقتصادية، ولذلك نتوجه إليها لبناء علاقات قطرية مع دولها الكبرى والمؤثرة دوليا وإقليميا ومؤسساتها وهيئاتها الإقليمية والدولية. وقد تحققت شراكات استراتيجية مع الصين وتركيا والشراكة مع دول آسيان وشنغهاي وإقامة جمعيات الصداقة وتنويع الاستثمار، وحققت قطر نجاحات تتحدث عن نفسها. السفير الحمر أكد في حوار تنشره الوطن بالتزامن مع مجلة الدبلوماسي أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الصين، في العام 2014، نقلت العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في كافة المجالات، وهيَّأت للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق وبنك آسيا للاستثمار في البنى التحتية، وتعزيز الاستثمارات والتبادلات التجارية بين البلدين، وتوطيد التعاون في إطار الطاقة، والتوقيع على اتفاقية بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لكافة مواطني البلدين. وقال سعادته إنه، وتأكيدا لتطور العلاقات بين البلدين، وقَّعت دولة قطر مع جمهورية الصين الشعبية اتفاقية إنشاء جمعية الصداقة القطرية- الصينية، ويجرى حاليا استكمال الإجراءات للإعلان عن إنشائها واختيار أعضائها، وستشكّل الجمعية رافداً هاماً لتعزيز العلاقات الرسمية، ومن أهم أهداف الجمعية العمل على تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين شعبي البلدين، وزيادة التبادلات الشعبية. وبيَّن سعادة مدير الإدارة الآسيوية أن دولة قطر تعتبر شريكا محوريا، وتربطها علاقات طيبة مع كافة دول (شنغهاي)، ونسعى جاهدين لإقامة علاقات تكامل معها في شتى الميادين. ونعتبر أن الشراكة المتمثلة في المنظمة تعتبر وسيلة هامة لتحقيق آمال وتطلعات الدول والشعوب الآسيوية. وأكد سعادته أن الحصار لم يؤثر على حجم التبادلات التجارية بين دولة قطر ودول «شنغهاي»، مبينا أن الحصار ساعد دولة قطر على ترسيخ علاقاتها التجارية، وأن دول المجموعة شركاء تجاريون أساسيون لدولة قطر، وصادراتنا لم تتأثر مطلقا بسب فرض الحصار، بل سعت قطر جاهدة للالتزام بكافة تعهداتها التجارية وتسليمها في المواعيد المحددة. وأوضح سعادة السفير أن التعاون مع شنغهاي لا يقتصر على مجالات التنسيق والتشاور السياسي وتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، بل امتد ليشمل التعاون في المجال الرياضي. وأكد أن إدارة شؤون آسيا عملت ليكون الجواز السفر القطري من أقوى الجوازات في آسيا ولذلك تم توقيع اتفاقيات مع معظم دول آسيا تسمح بدخول القطريين إليها بلا تأشيرة ونعمل لتحقيق ذلك في الدول المتبقية لتحقيق ذلك وفيما يلي تفاصيل الحوار: { بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الصين عام 2014 صدر بيان بإعلان تأسيس علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين، ما تقييمكم لأهم ما تم إنجازه منذ الزيارة؟ - بداية، تربط حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، علاقة صداقة وثيقة مع فخامة الرئيس شين جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، تعود إلى عام 2008، عندما تبادلا الزيارات الرسمية، ومنذ ذلك الوقت تطورت علاقات الصداقة بشكل أعمق، الأمر الذي أثَّر إيجاباً على مباحثاتهما الأخيرة التي عقدت في بكين، والتي شهدت أجواء إيجابية ورغبة متبادلة في تطوير كافة أوجه التعاون، واتفقا خلالها على إنشاء آلية للحوار الاستراتيجي لتأمين استمرارية التشاور رفيع المستوى لضمان التواصل المستمر ومتابعة العلاقات الثنائية، والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية، خاصة أن علاقات البلدين مبنية على الاحترام المتبادل، وترتكز على أسس صلبة ومتينة، وفي حينها أكدت دولة قطر على التزامها بسياسة الصين الواحدة، وفي المقابل دعمت جمهورية الصين الشعبية سيادة دولة قطر على أراضيها، واتفق الطرفان على ضرورة الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. ويمكننا تلخيص أهم نتائج الزيارة بالقول إنها نقلت العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في كافة المجالات، والاتفاق على آلية لترتيب الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، ومن بينها قرب عقد آلية الحوار الاستراتيجي بين حكومتي البلدين، الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، بنك آسيا للاستثمار في البنى التحتية، وإقامة العام الثقافي القطري- الصيني 2016، التركيز على أهمية التبادلات الرسمية والشعبية المباشرة، افتتاح مركز لتسوية المعاملات بالعملة الصينية (اليوان)، تعزيز الاستثمارات والتبادلات التجارية بين البلدين، توطيد التعاون في إطار الطاقة، والتوقيع مؤخراً على اتفاقية بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لكافة مواطني البلدين. جمعية الصداقة { تم التوقيع مؤخرا على اتفاقية تشكيل جمعية الصداقة القطرية- الصينية، فما هي أهداف هذه الجمعية؟ - تولي حكومتا البلدين أهمية بالغة فيما يتعلق بالتبادلات الشعبية والثقافية، لاسيما بعد نجاح العام الثقافي القطري- الصيني 2016 ووصول العلاقات الثقافية إلى أزهى مراحلها، والازدياد الملحوظ في عدد السياح من الجانبين، والتوقيع مؤخراً على اتفاقية الإعفاء المتبادل لتأشيرات الدخول لمواطني البلدين، ومن هذا المنطلق، ورغبة في تعميق وتقوية هذا التعاون المثمر، وقَّعت دولة قطر مع جمهورية الصين الشعبية اتفاقية إنشاء جمعية الصداقة القطرية- الصينية، ويجري حاليا استكمال الإجراءات للإعلان عن إنشائها واختيار أعضائها، وستشكّل الجمعية رافداً هاماً لتعزيز العلاقات الرسمية، ومن أهم أهداف الجمعية؛ العمل على تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين شعبي البلدين وزيادة التبادلات الشعبية، وإتاحة الفرصة لتبادل الآراء، وخلق المناخ المناسب لكافة مجالات التعاون ذات المنفعة المتبادلة، كما تضطلع جمعية الصداقة بدور هام في الحوار العربي- الصيني على المستوى الحضاري، وترتيب ندوات ولقاءات لرجال الأعمال، وغير ذلك من الأنشطة المتعددة والمتنوعة، وتأتي أهمية جمعيات الصداقة باعتبارها دبلوماسية شعبية مكملة لدور الدبلوماسية الرسمية. مجموعة شنغهاي { ظهرت مجموعة شنغهاي كقوة اقتصادية كبرى، كيف تقيّمون علاقات دولة قطر مع المنظمة؟ - دولة قطر تعتبر شريكا محوريا، وتربطها علاقات طيبة مع كافة دول المنظمة، وقد أجرى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى زيارات إلى غالبية دولها، واستقبلت الدوحة أيضا عددا من قادة دولها، والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين في انتظام وتزايد، وننظر إلى المنظمة بأهمية بالغة، ونسعى جاهدين لإقامة علاقات تكامل معها في شتى الميادين، وهذا الأمر جزء من سياسة دولة قطر الانفتاحية على الشرق، كما يقيم في دولة قطر عدد كبير من مواطني دول المنظمة، وهم محل ترحيب وتقدير بالغين من قبل حكومة دولة قطر. ونعتبر الشراكة المتمثلة في المنظمة وسيلة هامة لتحقيق آمال وتطلعات الدول والشعوب الآسيوية، وتحظى قممها التي تنظم سنويا باهتمام واسع النطاق من دول العالم، لما تشكّله المنظمة من ثقل وأهمية، كون عدد سكانها يشكلون نصف سكان دول العالم، وناتجها القومي يبلغ حوالي ربع الإجمالي العالمي. وأشير إلى أن القمة الأخيرة التي نظمت في مدينة تشغندو الصينية حققت نجاحاً بارزاً، يُضاف إلى نجاحات القمم السبع عشرة الماضية، وكان مستوى التمثيل لافتا، وعلى أعلى المستويات من الدول المشاركة، وخرجت القمة بنتائج إيجابية، وأثبتت أنها تكتل جغرافي هام في المنطقة. استثمارات قطر { هل توجد استثمارات قطرية في دول منظمة شنغهاي؟ - توجد استثمارات قطرية مباشرة هامة في عدد من دول المنظمة، وتتركز على قطاعات عديدة، أهمها الطاقة والسياحة والبنى التحتية والبنوك، وجرى التوقيع في السنوات الأخيرة على عدد من الاتفاقيات التجارية والعقود الضخمة، ولدولة قطر فروع لبنوكها تعمل في عدد منها، ويوجد لديها استثمارات مشتركة مع بعض دول المنظمة في بلدان أخرى. ويجري بالوقت الحالي دراسة بعض الفرص الاستثمارية الهامة والتي من شأنها أن تعزّز الروابط التجارية والاقتصادية. { في المقابل، ما أهم الاستثمارات التي تجذب المستثمر القطري هناك؟ وهل هناك استثمارات لمجموعة شنغهاي في دولة قطر؟ وما أهم المشروعات التي تجذب المستثمر الآسيوي في قطر؟ - توفر دول المنظمة أرضية مناسبة للاستثمارات الأجنبية، والفرص الاستثمارية المتاحة عديدة ومتنوعة، في قطاعات البنى التحتية والطاقة والسياحة والتعدين والتكنولوجيا وغيرها من المجالات المختلفة، وتختلف فرص الاستثمار باختلاف الدول، حيث إن لكل دولة ما يميزها من خصائص وتنوع. وتوجد لبلدان المنظمة استثمارات في دولة قطر تغطّي قطاعات البنى التحتية والإنشاءات والطاقة والتكنولوجيا، وتساهم شركاتها في المشاريع الحيوية في دولة قطر، في إطار رؤيتها الوطنية 2030 وتنظيمها لبطولة كأس العالم 2022. وتعد دولة قطر اليوم إحدى أهم الدول المحفزة للاستثمار في المنطقة بفضل توازن سياساتها وموقعها الاستراتيجي، وقيامها بسنِّ عدد من القرارات الاقتصادية الهامة، والتسهيلات المقدّمة للمستثمر الأجنبي في غالبية قطاعات الاقتصاد والتجارة، وهو ما يدعم تدفق رؤوس الأموال الأجنبية. شنغهاي والحصار {هل تأثر حجم التبادلات التجارية بين دولة قطر ومجموعة شنغهاي بالحصار؟ - بالعكس تماما، الحصار ساعد دولة قطر على ترسيخ علاقاتها التجارية وإيجاد محطات تعاون جديدة، وكان الاتجاه إلى دول منظمة شنغهاي واضحا، حيث شهدنا نموا بشكل مطرد في التبادلات التجارية، وتعتبر دول المجموعة شركاء تجاريين أساسيين لدولة قطر، وصادراتنا لم تتأثر مطلقا بسبب فرض الحصار، بل سعت قطر جاهدة للالتزام بكافة تعهداتها التجارية وتسليمها في المواعيد المحددة. ومن عوامل زيادة التبادلات وجود رحلات الركاب والنقل الجوية والخطوط الملاحية التي يتم تسييرها بشكل مباشر، وتشارك دولة قطر معها في مبادرة الحزام والطريق، إضافة إلى أن لدولة قطر لجانا مشتركة مع غالبية دول المنظمة تعقد بشكل منتظم، تهدف إلى تعميق الروابط التجارية، وتوفير أنسب فرص الشراكات، وتساعد على الإسهام في تدفق التجارة البينية بين الجانبين. { ما المجالات التي يمكن أن تستفيد منها دولة قطر من خلال التعاون مع هذه المنظمة؟ - توجد العديد من المجالات التي تستطيع دولة قطر أن تستفيد منها، من خلال التعاون مع دول المنظمة، والاجتماعات بين دولة قطر ودول المنظمة تعقد بشكل دائم على مختلف المستويات. والتعاون لا يقتصر على مجالات التنسيق والتشاور السياسي، وتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، بل امتد ليشمل التعاون في المجال الرياضي، ومؤخراً كان لافتا التعاون الإيجابي بين دولة قطر وروسيا الاتحادية في بطولة كأس العالم الماضية، وإتاحة الفرصة لأعضاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث للاستفادة، بشكل مباشر، من تنظيم روسيا الناجح للبطولة، وتعريف الجمهور بالبطولة التي ستنظم في دولة قطر عام 2022، فضلا عن تواجد عدد من رجال الأمن القطريين في البطولة، وذلك بهدف تعريفهم على أحدث أساليب التعامل مع البطولة القادمة. { هل يمكن الاستفادة من تجربة منظمة شنغهاي إقليميا؟ وهل هناك إمكانية لقبول دول أخرى من القارة الآسيوية؟ - منظمة شنغهاي منصة فعالة للتعاون، وتطورت لتشمل عدة أوجه للتعاون، وباتت ينظر لها باعتبارها عنصرا مهما لضمان السلام والاستقرار في المنطقة، ومنح دول مثل الهند وباكستان العضوية الكاملة من شأنه أن يعزز تأثير الكتلة، ومما لا شك فيه أن التوسع في الإطار الجغرافي عبر قبول الأعضاء الجدد، سيجعل تأثير المجموعة وفعاليتها أكبر، خاصة أنها ستغدو نموذجا تحتذيه التكتلات الجديدة مستقبلا. { مع التطرق إلى العلاقات المتميزة لدولة قطر مع دول القارة الآسيوية لوحظ مؤخرا إعفاء المواطنين القطريين من متطلبات تأشيرة الدخول للعديد من الدول.. ما أبرز هذه الدول؟ - المواطن القطري أصبح يسافر إلى الدول الآسيوية من غير قيود، ومن دون الحاجة لمراجعة السفارات المعنية، ومؤخرا أعفت حكومة جمهورية الهند مواطني دولة قطر من متطلبات التأشيرة، وبات بمقدورهم الحصول عليها إلكترونيا، ويضاف إلى ذلك.. يستطيع المواطن القطري التنقل بسهولة في دول الآسيان؛ مثل سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وتايلاند وبروناي، بكل سهولة، وكذلك تم توقيع اتفاقية مع الصين لإعفاء رعايا البلدين من التأشيرات، وهي بصدد استكمال الإجراءات القانونية، في حين أعفت كوريا الجنوبية وهونغ كونغ رعايا قطر من التأشيرات، وتمنح اليابان تأشيرة دخول متعددة للمواطنين القطريين لمدة 3 سنوات، وعلى الجانب الغربي من القارة، فإن المواطن القطري معفى كذلك من تأشيرة الدخول لكل من تركيا وأذربيجان وقيرغيزستان وأرمينيا، وبهذا أصبح جواز السفر القطري من أقوى جوازات السفر في القارة الآسيوية.ماجستير إدارة عامة بكالوريوس إعلام دولي الخبرات المهنية: عمل بمكتب سعادة وزير الخارجية خلال الفترة من 2001م إلى 2005 ممثل دولة قطر في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لعام 2003. عمل بالمندوبية العامة لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية من 2005 إلى 2007. عمل بسفارة دولة قطر في القاهرة خلال الفترة من 2007 إلى 2011 شارك في اجتماعات الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة 2013. قام بأعمال مدير إدارة الشؤون العربية بالإنابة لعدة مرات. ممثل دولة قطر في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى كبار المسؤولين. شارك في اجتماعات القمة لجامعة الدول العربية واجتماعات المجلس الوزاري واللجان التحضيرية لتلك الاجتماعات. عين مساعدا لمدير إدارة الشؤون العربية في 2 يوليو 2014. شارك في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية وورشات العمل واجتماعات أخرى متفرقة. ترأس عدة لجان داخلية وخارجية. عين مديرًا لإدارة الشؤون الآسيوية في 9 يونيو 2015. عين قائما بأعمال مدير إدارة الشؤون الإفريقية بالإنابة لعدة مرات ممثل دولة قطر في حوار التعاون الآسيوي (ACD). ممثل دولة قطر في مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا «سيكا CICA
copy short url   نسخ
26/11/2018
2835