+ A
A -
حوار- محمد حربي
وصف سعادة السفير نزار الحراكي، الدعم القطري للشعب السوري، بالسخاء، وأن قطر صاحبة مبادئ ثابتة، وأن المساعدات القطرية المادية والمعنوية استمرت للسوريين، رغم الحصار الذي دخل عامه الثاني، وأن القطريين مع خيارات ثورتنا، موضحا أنهم متمسكون بإزاحة نظام الأسد، مهما كان الثمن، مشيرا إلى أن فتح المعبر الأردني السوري، كان صدمة وأصاب الجميع بخيبة أمل، كما استنكر تبني بعض الدول مبادرات عودة النظام السوري للجامعة العربية، لافتا إلى أن ثورتهم مستمرة، وأنهم يعولون كثيرا على الدور التركي في اتفاق إدلب، رغم محاولات خرقه، لافتا إلى أن الفصائل المسلحة سوف تقاتل حتى النصر من أجل الدفاع عن آخر معقل للمعارضة، مشددا على أن الائتلاف كأي جسد قد يمر ببعض الانتكاسات، لكنه يحتاج إلى عملية ترميم والحفاظ عليه، لأنهم تجاوزا مرحلة التفكير في بناء جسم وكيان جديد، وأنهم لن يقبلوا بتفريط الهيئة العليا للمفاوضات بأي من ثوابت الثورة، كما جددوا ثقتهم في الدور الأميركي الذي بدأ يستعيد حضوره على ساحة الشرق الأوسط، بعد تراجعه خلال فترة إدارة أوباما.. هذه وغيرها بعض الأفكار، التي كانت محاور حوار الوطن، وفيما يلي النص:
دعنا نبدأ باتفاق إدلب.. من الذي اخترقه؟
- قبل كل شيء، علينا أن نسجل موقفنا، بأن اتفاق إدلب، بشأن إقامة منطقة عازلة ووقف الأعمال العسكرية وحماية المدنيين، كان ثمرة، وتتويجا لعمل سياسي، ودبلوماسي، مشترك بين روسيا، وتركيا، والتي نثمن دورها عاليا، لوقوفها المشرف بجانب الشعب السوري، ولثقتنا الكبيرة فيها، وعولنا عليها كثيرا في جعل هذه المناطق المحررة تبقى بيد المعارضة السورية، بشكل آمن، وبالتالي حينما نبحث عمن يريد الاختراق علينا أن نبحث عن صاحب المصلحة في تأجيج الأوضاع، وسوف نجد أنه نظام بشار الأسد، الذي يريد أي ذريعة، لمواصلة مسلسل إجرامه، والدليل على ذلك، هي تصريحات وزير خارجية النظام وليد المعلم، الذي لوح بالتهديد والوعيد، بأن قوات الأسد جاهزة لاجتياح المنطقة، بل وربما للتقدم نحو مناطق شرق الفرات.
محاولات استفزازية
هل يعني حديثكم، أنكم كنتم راضين عن هذا الاتفاق؟
- لا نقول إننا راضون بنسبة مائة بالمائة، إلا أنه لا يمكن لنا أن ننكر بأن هذا الاتفاق كان أفضل ما يمكن الوصول إليه، في ظل الوضع الراهن والمعقد بسوريا، حيث نرى أن هذا الاتفاق أوقف نزيف الدماء السورية، وكان لدينا شك في أن النظام لن يهدأ له بال، وسوف يعمد إلى محاولات لاستفزاز المعارضة، وجرها إلى مواجهات ومصادمات، ومعارك، حتى يتخذها ذريعة، ولذلك وضعنا الجهات الدولية في الصورة، ونقلنا لهم مخاوفنا، بشكل مباشر، أو غير مباشر وأخبرناهم أن ادلب هي عبارة خزان بشري هائل وأنه لم يبق لهم أي مكان يهجرون إليه وهذا عامل أن يجب أن يؤخذ بالحسبان في حال اتخاذ أي قرار عسكري للمنطقة.
هل قطر مازالت معكم؟
- بملء الفاه، قطر كانت ومازالت مع خيار الشعب السوري، حتى في ظل ما تعرضت له من حصار، وحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، أكد على ذلك أمام العالم في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، والذي ركز على ضرورة تقديم من ارتكب جرائم ضد الشعب السوري للمحاسبة، في إشارة للنظام، لم يجرؤ احد من القادة العرب وغيرهم الحديث بهذه الصراحة والشفافية، مما يعني أن استراتيجية قطر كانت ولاتزال ثابتة، وأن قضيتنا لاتزال تتبوأ موقعا متقدما على سلم اهتمامات الدبلوماسية القطرية وهذا ما نلاحظه في خطابات الخارجية القطرية حيث نتابع وباهتمام ما يصرح به سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية.
حلفاء النظام
إلى أي مدى يمكن أن تشارك قوات روسية مع النظام في عمليات ضد المعارضة في إدلب؟
- أنا شخصيا لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث لأنه سيكون تصرفا لامسؤولا من قبل الروس تجاه الاتفاق المبرم مع تركيا وإذا حدث ذلك!، وشارك حلفاء النظام سواء روسيا أو إيران، في معارك ضد المعارضة بهذه المنطقة، فسوف يحدث ما لا تحمد عقباه، وربما مزيد من الدمار، على غرار ما حدث في كثير من المدن السورية وهذا ما يريده النظام حقيقة ويسعى إليه، ولكن هذا سوف يجعل تركيا في موقف حرج وقد تنفض يدها من اتفاق ادلب، وربما لن يكون بإمكان الروس تحمل تبعات ذلك.
هل تكشير وليد المعلم عن أنيابه، وتهديده باجتياح آخر معاقل المعارضة أثار بداخلكم الرعب؟
- نحن نعلم والجميع يعلم أن نظام بشار لا أمان له، وهو غدار بطبعه، إلا أن هذه التهديدات لن ترعبنا، لأن تنفيذها صعب، وأعتقد أن أي اعتداءات علينا من قبل النظام وعصاباته، سوف تواجه برفض دولي، وبرد عسكري حقيقي من جانب فصائل المعارضة، التي تنضوي تحت مظلة عسكرية واحدة، وهؤلاء المقاتلون لم يعد لهم خيار آخر سوى القتال حتى النهاية، ونعول كثيرا على المساندة والدعم التركي، ونحن نحذر الطرف الروسي من الانجرار خلف هذا النظام المجرم، الذي يريد بطبيعة الحال توريط روسيا في حرب غير معروفة النتائج، وسيتسبب في شرخ بالاتفاق.
طالما تحدثنا عن دور الفصائل المسلحة، فما هو موقف هيئة تحرير الشام؟
- هناك رأي يقول إن هيئة تحرير الشام، أو جبهة النصرة، دورها مهم في مقاتلة النظام السوري، وهي تضم عددا كبيرا من المقاتلين الذين لديهم قدرات قتالية عالية، وهم خليط من السوريين، وبعض المقاتلين، الذين جاؤوا من خارج سوريا، وقد تكون المسألة باتت معقدة جدا، لأنها في نفس الوقت لا يمكن الاعتماد عليهم فتجارب الفصائل والسكان المدنيين في تلك المناطق ليست جيدة لذلك لابد من تفكيك هذه القوة واستخدام الصالح منها ضمن تركيبة الجيش الوطني الذي يعاد تنظيم بنائه.
قوة لا أفكار
تتحدثون عن عملية تفكيك، بينما جبهة النصرة، أعلنت مبايعتها لتنظيم القاعدة.. فما هو الحل؟
- المسألة تحتاج، إلى الحكمة عند التعامل مع هذا الملف، ونحن على يقين بأن المقاتلين السوريين الذين انضموا لهذه الهيئة، لم يكونوا من باب الإيمان بأفكار القاعدة، بقدر ثقتهم على قدرة الهيئة في قوتها لمقاتلة ومواجهة نظام الأسد، وهؤلاء يمكن بطريقة أو بأخرى فصلهم تماما عن القاعدة، أما المقاتلين الأجانب، الذين جاؤوا من خارج سوريا، فهؤلاء لابد من وضع سيناريو خاص بهم على المجتمع الدولي، أن يقوموا بتأمين حل يضمن الخروج الآمن للمقاتلين الأجانب، وعودتهم إلى بلدانهم.
ونحن من طرفنا لابد أن تقوم الجهات الشرعية والمجلس الإسلام السوري وجميع العلماء والدعاة إلى عمل مراجعات لمنتسبي هذه التنظيمات حتى يعودوا عن غيهم وأفكارهم المتطرفة.
كيف استقبلتم نبأ إعادة فتح المعبر السوري الأردني؟ وإلى أي مدى يضفي الشرعية على بشار الأسد؟
- بالتأكيد الموقف الأردني أصابنا بخيبة أمل كبيرة، لأنه بعد أن كان نظام الأسد تحت الحصار من كل الجهات عدا الجهة اللبنانية والتي لازال يسيطر مليشيات من حزب الله، والفرقة الرابعة، أصبح له شريان جديد عبر الأردن لتزيل بهذا العمل ثورة شعب دفع ثمنا باهظا خلال سبع سنوات.
ورقة التوت
هل حقاً هناك فتح معبر بين النظام وإسرائيل عبر القنيطرة؟ وماذا يعني ذلك؟
- بالفعل هناك أخبار عن ذلك ولأول مرة، وهو شيء خطير لاعتراف النظام بالاحتلال، لأن نظام الأسد، ظل يدعي أنه من حلف الممانعة ضد إسرائيل، وهذا يشير لحجم التنازلات التي قدمها نظام الأسد لإسرائيل مقابل البقاء بالحكم.
هل فتح معبر مع إسرائيل، اسقط ورقة التوت عن النظام الأسدي؟
- نحن أبناء الشعب السوري الأحرار، نعلم تماما، بأن هذا النظام المجرم، وطيلة فترة الحكم منذ عهد المقبور حافظ الأسد وصولا لحكم ابنه بشار، لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل منذ 40 عاما، وكان على علاقة وطيدة مع الإسرائيليين، إن لم تكن بشكل معلن، فهي بشكل غير معلن من خلال تأمين وحراسة الحدود، ولم يستخدموا أي شيء تجاه العدو الإسرائيلي، سوى العبارات والشعارات الفارغة.
حضن الجامعة
كيف تقرؤون تبني بعض الدول العربية مبادرة عودة النظام السوري إلى شغل مقعد الجامعة العربية؟ ماذا سيعني لكم ذلك؟
- هذا الموقف تتبناه وللأسف الجمهورية العراقية، وهو ليس بجديد، لأننا نعرف الموقف العراقي، ومعه الجزائر أيضا، بوقوفهما إلى جانب نظام الأسد، وبشكل علني، وربما لبنان، حتى وإن لم تصرح بذلك علانية، ورفعت شعار «النأي بالنفس» إلا أنها ظلت واقفة بجانب النظام، ولا نستبعد صعود بعض أنظمة الدول على السطح، لدعم هذه المبادرة لعودة المجرم الأسد، إلى حضن الجامعة العربية، مثل دول الإمارات، مصر، الأردن وحتى البحرين، الذي التقى وزير خارجيتها مع وليد المعلم، مؤخرا، وكان لقاء حميميا، وكأن المملكة البحرينية نسيت أن نظام بشار، كان أحد الذين دعموا الحراك الثوري البحريني.
إلى أي مدى تعتقدون أن عودة الأسد لشغل المقعد السوري بالجامعة العربية، سوف تعيد الحياة إليه؟
- عودة النظام السوري للجامعة العربية، لن تعيد إحياء الأسد، أو منحه الشرعية من جديد، وإن كانت هذه المحاولة ذات معنى سياسي خطير إلا أنها سوف تبوء بالفشل، لأن هذا النظام أصبح في نظر الجميع وخاصة الشعب السوري هو نظام لا يملك شرعية لأن الشرعية تستمد من الشعب وليس من الجامعة العربية، والثورة مستمرة، والشعب السوري لازال متمسكا بإزاحته، مهما كلفه الأمر، وبشار هو مجرم حرب، ويجب محاكمته أمام محكمة الجنائية الدولية.
أين الائتلاف من كل هذا؟
- الائتلاف موجود، وإن لم يكن صوته مسموعا، وهو يحاول أن يعمل وفقا للإمكانيات والظروف الدولية المتاحة.
الدور الأميركي
ما هي الرسالة التي يمكن أن نفهمها من لقاء المبعوث الأميركي مع رئيس الائتلاف السوري
- يعني أن أميركا مازالت حاضرة، وهي دولة عظمى بطبيعة الحال، وإمكانياتها أقوى بكثير من روسيا، وحتى إذا كان دورها السياسي قد أصابه الضعف في منطقة الشرق الأوسط وذلك بسبب تراجع استراتيجية إدارة أوباما السابقة، ثم حدثت التفاهمات الروسية الأميركية بوساطة إسرائيلية والذي سمي فيما بعد باتفاق لافروف كاري.
ما هو تأثير أزمة الخليج على دعم الائتلاف؟
- لا شك أن الائتلاف كان يتلقى دعما ماديا ومعنويا من العديد من الدول، ومنها الخليجية، إلا أن بعضها توقف، ماعدا دولة قطر، التي ظلت متمسكة بثوابتها ومبادئها في دعم ومساندة الشعب السوري، ولم تألو جهدا في مساعدة الائتلاف منذ البداية، وقدمت والجمهورية التركية كل أشكال الدعم المادي والمعنوي، وآخرها ما قامت به سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم مذكرة باسم الخارجية القطرية حول ملاحقة النظام السوري، ومحاسبة المنتهكين كمجرمي حرب.
فرص التسوية
إلى أي مدى توجد هناك فرص للتسوية النهائية في ظل الأوضاع الحالية؟
- المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، يعولون على استمرار المفاوضات، وإحراز تقدم فيما يسمى بالمرحلة الانتقالية وهذا يتطلب إحراز تقدم في عمل اللجنة الدستورية بعد إقرارها، والتحضير للانتخابات، من خلال بيئة آمنة، وعودة المهجرين، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق، في ظل عودة النظام المجرم إلى طبيعته الإجرامية.
ولكن هناك من يدعو إلى تهيئة المرحلة الانتقالية لانتخابات عام 2021، عبر صناديق الاقتراع؟
- صناديق الاقتراع تحتاج إلى أمان واطمئنان، وإزالة كافة المظاهر المسلحة، وتحتاج إعادة هيكلة الجيش والأمن، وبوجود جهة محايدة، ومراقبة من قبل الأمم المتحدة، على هذه الانتخابات، وكل ذلك غير ممكن في ظل وجود بشار الأسد مجرم الحرب، الذي يجب تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية فكيف يمكن له أن يرشح نفسه للانتخابات القادمة لذلك هناك قناعة بأنه لا يمكن إجراء هذه الانتخابات وإلا فإنه سيفوز كما كان يفوز سابقا بنتيجة 999 % أي عبر تزوير الانتخابات، وما يجري الآن هو التفكير بتأمين الخروج الآمن له.
في ظل عدم التكافؤ بين الائتلاف، والنظام، سياسيا، وعسكريا، هل الحل النهائي قريب أو بعيد؟
- لا أريد أن أكون متشائما، ولكنني لا أرى أي حل في الأفق، ولا توجد رغبة لدى المجتمع الدولي في الضغط على النظام، وهناك دول عربية للأسف الشديد، تريد أن تعيد النظام من جديد.
هل مرحلة بشار الأسد سوف تطول؟
- في اعتقادي قد تطول الأزمة، ولكن بشار الأسد لن يبقى أكثر من الوقت الذي صمت عنه المجتمع الدولي.
الحل السياسي
إلى أي مدى أنتم تؤمنون بالحل السياسي؟
- نحن نؤمن بالحل السياسي، لأنه هو الحل الأمثل للحالة السورية، ولكننا في نفس الوقت لا نقبل ببقاء بشار الأسد، فكيف نتشارك معه في السلطة، ولذلك مطلوب منا جهد كبير في مؤسسات المعارضة السورية، وعلينا واجب إقناع المجتمع الدولي بأن المسار التفاوضي مهم، ولكن ليس بالطريقة التي تحاول فرضها علينا روسيا وحلفاء النظام.
هل تمسككم بالحل السلمي، يعني تخليكم عن الخيار العسكري؟
- هذا النظام المجرم لا يمكن إزاحته بالمفاوضات فقط، وإشكاليتنا تكمن في خذلان المجتمع الدولي لنا، وحلفاؤنا الذين قدموا لنا الكثير من الوعود والقليل من الأفعال،.
على أي شيء تعولون الآن؟
- نعول على بناء جيش وطني حر قادر على أن يكون نواة لأي عمل عسكري في الشمال، بالتنسيق مع تركيا، وهذا سوف يكون فرصة لتحرير المناطق مجددا، إذا لم يؤت العمل السياسي والمفاوضات السياسة ثمارها.
في كل مرحلة مفاوضات، يتبعها سلسلة من الجولات، ويقوم بشار بإفراغها من مضمونها.. إلى أي مدى سوف تستمرون في هذه المسيرة؟
- أنا شخصيا لا أثق بالنظام مطلقا، ونحن منذ سبع سنوات، في مفاوضات، ونتحدث عن مسلسل جنيف ومسلسل الآستانة ويلاحظ الجميع أن النظام يجيد فن إضاعة الوقت، ولم نحقق أي تقدم منذ جنيف 2، سوى تسليم المناطق المحررة للنظام، عبر آليات تخفيض التصعيد، التي أجبرنا عليها في الآستانة، هذه المفاوضات لم تجر علينا سوى الويل من خلال منصات موسكو والتي تعتبر مخترقة للمعارضة الوطنية والتي جعلت السقف منخفض عند البعض.
الائتلاف بعد تصدعه والاستقالات، هل تعيدون ترميمه أم أن هناك بناء جديد؟
- مؤسسات المعارضة كباقي المؤسسات يمكن أن تتعرض لانتكاسات وهذه حالة صحية وليست مرضية، والمطلوب عملية ترميم بشكل سريع، وإضافة عناصر وطنية لإعادة ضخ الدماء وإعادة الحياة لمؤسسات المعارضة ومنها الائتلاف، الذي يحظى باعتراف 120 دولة.
copy short url   نسخ
18/10/2018
2155