+ A
A -
قال الدكتور محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، إن طلبة الدراسات العليا في برنامج دراسات الخليج قاموا خلال العام الماضي بالتركيز في أبحاثهم على تقديم تحليل للأبعاد المختلفة للأزمة الخليجية والحصار وتناولت الدراسات كافة الجوانب المتعلق بالأزمة، مضيفاً أن المركز لديه من الخبرات التي يمكن أن تخدم المجتمع المحلي في قطاعات مختلفة سواء عبر الخبراء داخل المركز أو عبر شبكة علاقات المركز.
وأضاف خلال حواره لـ الوطن أنه يتم التركيز على موضوع أمن الممرات المائية مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب، متوقعاً أن تصل عدد الدراسات التي ستخرج من المركز الخاصة بأزمة الحصار على دولة قطر إلى 5 دراسات تتناول مواضيع حول الأزمة من كافة الجوانب، وكذلك سيصدر عن المؤتمر السنوي كتابان سيحتويان على أوراق بحثية حول الأزمة الخليجية.
«30 %» نسبة القطريين
وأكد وصول عدد الطلبة الدارسين في برنامج دراسات الخليج إلى 65 طالباً من 32 جنسية حول العالم وهو ما يعتبر نقطة امتياز أخرى للجامعة، لأن هؤلاء الطلبة بعد تخرجهم سيكونون سفراء لدولة قطر في بلدانهم وسيعرفون بلدانهم بثقافة دولة قطر والثقافة الخليجية بشكل عام، لافتاً إلى أن نسبة المواطنين القطريين في ازدياد مطرد وتصل حالياً ما يقرب من 30 %.
وتابع الزويري: يتم دراسة الأجانب حالياً باللغة الإنجليزية ولكن لدينا خطة إلى تقديم مسار باللغة العربية إضافة إلى المسار الحالي باللغة الانجليزية وهو ما سيؤدي إلى مضاعفة الأعداد بكل تأكيد.
وأوضح أن مركز دراسات الخليج في جامعة قطر تأسس في العام 2013 وفي حين تم تأسيس برنامج دراسات الخليج في العام 2011 بتقديم برنامج للماجستير، ثم تطور ليطرح رسالة الدكتوراه خلال عام 2015، مشيراً إلى أن البرنامج يقدم تخصصاً نادراً ونحن الجامعة الوحيدة في العالم التي تقدم برنامج دراسات أكاديمي متكاملاً خاصاً يركز على منطقة الخليج في الجوانب السياسية والثقافية والأمنية والاجتماعية وهو ما يشكل علامة مميزة في الجامعة.
وتابع الزويري: دراسات الخليج في جامعة قطر لها ذراعان أولهما الذراع البحثية وهو مركز دراسات الخليج والذراع الأكاديمية وهو برنامجي الماجستير والدكتوراه، لافتاً إلى أن البرنامج يسير ضمن الخطة الاستراتيجية لجامعة قطر لتقديم تعلم نوعي راقٍ وتوفير فرص تعليمية متميزة تنافس أرقى الجامعات العالمية في حين يسعى المركز إلى تقديم أبحاث نوعية متعلقة في منطقة الخليج.
وأكد أن المركز يقدم نشاطاً بحثياً في عدد من المجالات الرئيسية بدول الخليج، وأبرز هذه المجالات هي: الاقتصاد والطاقة والسياسة والأمن والموضوعات الثقافية والاجتماعية في دول الخليج، لافتاً إلى أن المركز يحتضن جميع الطاقات البشرية التي تهتم بهذا النوع من الدراسات، مشيراً إلى أن المركز يغطي هذه المجالات البحثية في أكثر من مسار مثل الأوراق البحثية التي نقوم بها أو مقالات قصيرة أو تحليل أو مشاريع كتب معينة، كما ننظم عدداً من الفعاليات تركز على هذه الموضوعات.
المؤتمر السنوي للمركز
وبين أن المركز يقوم حالياً بالتجهيز للمؤتمر السنوي الثالث في ديسمبر المقبل ويركز على أزمة الخليج وكيفية التعامل مع الأزمة من أبعاد أكاديمية، مثل التأثيرات الاجتماعية للأزمة، وكذلك بحث الأمن المعلوماتي، مضيفا أنه وصل للمركز أكثر من 180 ملخصاً لورقة بحثية ونحن الآن بصدد اختيار أهم الأوراق ليتم عرضها في المؤتمر، موضحاً أنه بعد المؤتمر سيتم إصدار كتب يتم نشر أهم الأوراق البحثية بها.
وأشار إلى أن المركز سيقيم ندوة خلال شهر أكتوبر بالتعاون مع مركز دراسات الجزيرة ضمن مجالات الشراكة التي يقوم بها المركز مع المؤسسات في قطر لبحث الآثار المتوقعة نتيجة العقوبات على إيران التي سيتم فرضها في نوفمبر المقبل، والتي ستؤثر على أسواق الطاقة، مؤكداً أن المركز سيستضيف أيضاً أستاذاً زائراً من كندا خلال ندوة والذي سيتحدث لأول مرة عن العلاقات الكندية الخليجية، وهي ندوة يتم تقديمها لأول مرة للمتخصصين، كما نستضيف كل شهر خبيراً من الخليج ليقدم محاضرة لطلبة الدراسات العليا ليلقي الضوء عن ظواهر في المنطقة لا يتم التركيز عليها، حيث سنتحدث الشهر المقبل عن ظاهرة السينما في الخليج، موضحاً أن كل تلك الفعاليات تهدف لزيادة المعرفة حول منطقة الخليج بشكل علمي.
الخطة المستقبلية للمركز
وعن الخطة المستقبلية للمركز أضاف الزويري أن المركز يمثل مقصداً وقبلةً لجميع المتخصصين في دراسات الخليج، خاصة أنه الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، فهنالك جامعات تقدم بعض الدراسات المتعلقة بالخليج، لأن منطقة الخليج لها خصوصيتها وأهميتها، لكن لا توجد أي جامعة على مستوى العالم تقدم الدراسة بعمق مثلما نقدمها هنا، مشيراً إلى أن المركز يعتزم التوسع في إقامة الفعاليات الفترة القادمة، والعمل على تكوين شبكة خبراء جديدة متخصصين في العلاقات الخليجية مع العديد من الدول مثل العلاقات الخليجية الآسيوية والأميركية، مؤكداً عزم المركز استحداث برنامج «ما بعد الدكتوراه» حيث نأمل أن يكون البرنامج خطوة مهمة لجذب جميع الطلبة الحاصلين على الدكتوراه من جامعات أخرى للحضور لجامعة قطر وإعداد بحوث ودراسات عن المنطقة، أي أن يكون المركز معبراً لهم للتعرف أكثر عن المنطقة، كما نعتزم التوسع في النشر العلمي للدراسات والبحوث في المجلات العلمية والموقع الخاص بالمركز، وقمنا مؤخراً بنشر دراسة عن علاقة قطر بدول أميركا اللاتينية ونشرنا دراسة أخرى عن العلاقات اليابانية القطرية، لافتاً إلى أن مثل تلك الدراسات لها أهمية كبيرة لصناع القرار.
بيت الخبراء
وأكد أن المركز يسعى، لأن يكون بمثابة «بيت الخبراء»، حيث يشكل نواة أساسية لكل الخبراء العاملين على منطقة الخليج، ويتم من خلاله إطلاق مبادرات علمية وأكاديمية متخصصة في دراسات الخليج في العالم، موضحاً أن البرنامج عالمي ويستقطب طلاباً من جميع أنحاء العالم، وتواجدهم معاً يعني أن لدينا ملتقى للأفكار والثقافات وتبادل الخبرات التي يحملها كل منهم، إلى جانب خصوصيات مناطقهم وخلفياتهم، وإمكانية الاستفادة منها، فطلابنا لا يستفيدون فقط من أساتذتهم لكن أيضاً من زملائهم الآخرين وخلفياتهم العلمية والثقافية.
وأكد أن البرنامج كان به عدد محدود من طلبة دول الحصار يدرسون به قبل الحصار ولم يستكملوا دراستهم، لافتاً إلى أن البرنامج يستقطب طلبة من خارج المنطقة، نظراً لأن المنطقة أصبحت ذات أهمية كبيرة ويدور حولها نقاشات كبيرة من العالم أجمع وأيضاً لمكانة دولة قطر والجامعة وما تمتلكه من سمعة عالمية.
وأكد على الطابع البيني العابر للتخصصات سواء في أبحاث المركز أو في الرسائل التي يعدها طلبة برنامج دراسات الخليج، حيث إن العديد من طلبة المركز يقومون بعمل أبحاث ذات طابع بيني مع تخصصات متعددة وفي كليات مختلفة في الجامعة مثل «دراسات عن الخليج والقانون»، ولذلك نستضيف زملاء من كليات أخرى للمشاركة في الإشراف على طلبة البرنامج، كما أن مجال الشراكات البحثية متاح.
العلاقات القطرية – الأميركية الجنوبية
وفي حديثه حول الزيارة الأخيرة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدي لدول أميركا الجنوبية تحدث الزويري أن الجولة تعكس رغبة قطر في تنويع شراكتها السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن الزيارة تأتي استكمالاً للجولات التي قامت بها القيادة الرشيدة بعد الحصار في دول إفريقيا وآسيا لفتح آفاق تعاون كبيرة مع دول العالم، لأن العالم أصبح متغيراً والإبقاء على تحالفات ضيقة أصبح خياراً غير مربح، لذلك من المهم لدولة قطر أن يكون لديها شبكة علاقات قوية وكبيرة مع دول مختلفة.
وأكد أن تعامل دولة قطر مع الأزمة الخليجية كان متميزاً في بعدين، الأول هو الخطاب السياسي والإعلامي ومحاولة تجاوز الأزمة في أسرع وقت والتصدي للاتهامات التي قامت بها دول الحصار ضد قطر وفضح أكاذيبهم وهي ما قامت به أمام العالم أجمع، أما البعد الثاني فهو اختبار رصيد العلاقات، فقبل الحصار قطر بنت شراكات واسعة مع دول كثيرة وكان الحصار فرصة لاختبار جدية هذه الشراكات وهو ما نجحت به.
copy short url   نسخ
18/10/2018
2784