+ A
A -
عواصم- الجزيرة نت- يُعاب على الشركات التقنية جشعها وحُبّها لجمع أكبر قدر مُمكن من البيانات عن المُستخدمين للاستفادة منها في تحقيق عائدات مالية من الإعلانات. إلا أن هذا الأمر يُمكن أن يتحوّل إلى نعمة عندما توضع البيانات في مكانها الصحيح، أي عندما يُستفاد منها في تفسير الحالة الصحيّة للمُستخدم على سبيل المثال، أو عندما يتم اللجوء لها في المحاكم والدور القضائية لفهم مُلابسات بعض القضايا، ولعل قضيّة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الأبرز على الساحة حاليًا، والتي قد تكون ساعة آبل مُفتاحا هاما فيها لحل لُغز اختفائه.
أكّدت السُلطات التركية أن خاشقجي كان يرتدي ساعته الذكيّة، وهي من إنتاج شركة آبل، عند دخوله إلى القُنصليّة السعودية في إسطنبول، في وقت بقي فيه هاتفه مع خطيبته التي كانت تنتظره في الخارج، لتُضاف بذلك إلى قائمة الدلائل المُحتملة لفك طلاسم القضيّة، خصوصًا أنها كانت كذلك في قضايا سابقة حصلت خلال العامين الأخيرين.
توفّر شركة آبل تطبيقًا للصحّة داخل هواتف آيفون وساعات «آبل ووتش» الذكيّة. وفي واحدة من قضايا القتل التي جرت في أستراليا أبريل 2018، أكّدت زوجة ابن الضحيّة أن والدة زوجها توفّيت بعد اعتداء مُسلّح. لكن بيانات ساعة آبل الخاصّة بالضحيّة كشفت تغيّر في ضربات القلب لمدّة سبع دقائق فقط، وهذا يعني أنها تعرّضت لاعتداء من قبل شخص موجود داخل المنزل إلى أن توفّيت، لأن أي اعتداء مُسلّح سيحتاج مزيدًا من الوقت وتغيّرات مُختلفة في نبضات القلب، فالإنسان سيشعر بالخوف قليلًا عند سماع أصوات غريبة، وسيزداد مُعدّل نبضات القلب تدريجيًا مع رؤية المُسلّحين، إلا أن التغيّر الذي حدث خلال فترة قصيرة يعني وجود تفاصيل أُخرى، خصوصًا أن زوجة ابن الضحيّة، التي أُدينت بالجريمة، أكّدت أن الحادثة جرت خلال 20 دقيقة من الزمن.
وإلى جانب تسارع نبضات القلب، يُمكن الاستفادة من عدد الخطوات المقطوعة ومن الارتفاع أيضًا، فالمُحقّقون في ألمانيا نجحوا في إدانة أحد اللاجئين بقضيّة قتل بعدما قاموا بالاستفادة من عدد خطواته والطوابق التي صعدها وقت الحادثة.
تلك الحوادث السابقة تؤكّد فاعلية ساعة خاشقجي الذكية في العثور على تفسير جديد، إلا أن الأمر مرهون بمُزامنة تلك البيانات مع حساب خاشقجي نفسه، فإنه ومن المُرجّح أن تكون تحرّكاته داخل القُنصليّة مُسجلّة، ويُمكن هنا مُتابعة تسارع نبضات قلبه لفهم شيء جديد.
أمل آخر يلوح في القضيّة يتمثّل في طراز الساعة، فبدءًا من الجيل الثالث تتوفّر إصدارات مُزوّدة بشريحة اتصال إلكترونية، وهذا يعني أن الساعة حتى ومع عدم وجود الهاتف، تبقى مُتّصلة بالإنترنت. كما تُعتبر شركة آبل طرفًا هامًا في القضيّة، وقد تكون لها اليد العُليا في الدخول إلى الخوادم وسحب البيانات وتقديمها للجهات المُختصّة.
copy short url   نسخ
12/10/2018
3422