+ A
A -
عواصم -وكالات - تجددت قبل ظهر أمس الغارات على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا وجيوب محاذية لها تحت سيطرة فصائل من المعارضة السورية المسلحة، بعد توقفها لساعات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى أكثر من ستين برميلا متفجرا على بلدة الهبيط ومحيطها في ريف ادلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل طفلين على الأقل واصابة ستة اشخاص».
وشنت طائرات روسية وفق المرصد «أكثر من عشر غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي» المجاور لإدلب، استهدفت بشكل خاص مقرات تابعة للفصائل.
وأدت الغارات كذلك إلى خروج مستشفى في اللطامنة من الخدمة، غداة تضرر مستشفى آخر السبت في بلدة حاس في ريف ادلب الجنوبي.
وفي وقت لاحق، أفاد المرصد عن تراجع وتيرة القصف مساء امس.
وتعرضت ادلب السبت لغارات روسية هي الأعنف منذ بدء دمشق مع حليفتها موسكو التلويح بشن هجوم وشيك على ادلب وأجزاء من محافظات مجاورة لها، وفق المرصد.
وفشل رؤساء إيران وروسيا وتركيا في قمة عقدت الجمعة في طهران في تجاوز خلافاتهم لتجنيب ادلب الخيار العسكري.
ومع استمرار الغارات على ادلب، يشهد ريف ادلب الجنوبي الشرقي حركة نزوح مستمرة، وفق المرصد الذي أحصى نزوح مئات العائلات منذ السبت.
وحذر مسؤول عن القطاع الصحي في ادلب السبت من «الكارثة» الأكبر في سوريا في حال شن هجوم على ادلب.
وقال مدير صحة ادلب منذر الخليل لفرانس برس من جنيف «عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات. أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل».
وأشار إلى «مخاوف كبيرة من تقدم النظام حيث لم يعد هناك غير إدلب» مبدياً الخشية من أن يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين قوات النظام والحدود التركية المغلقة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية قد تجبر قرابة 800 ألف شخص من اجمالي نحو ثلاثة ملايين يقيمون في ادلب والجيوب المحاذية لها على الفرار من منازلهم، في ما قد يشكل أكبر عملية نزوح حتى الآن تشهدها الحرب السورية منذ اندلاعها قبل أكثر من سبع سنوات.
في تطور آخر اتّهمت روسيا أمس الولايات المتّحدة بأنّها قصفت السبت أهدافاً في شرق سوريا بالفوسفور الأبيض، الذخيرة الحارقة التي يحظّر القانون الدولي الإنساني استخدامها ضدّ أهداف عسكرية إذا كانت موجودة وسط أماكن مدنيّة.
وقال الجنرال في الجيش الروسي فلاديمير سافتشنكو في بيان إن «مقاتلتي أف-15 أميركيتين قصفتا في 8 سبتمبر منطقة هجين في دير الزور بواسطة ذخائر فوسفورية حارقة».
وأضاف إن «هذه الغارات تسبّبت بحرائق ضخمة. نحن نعمل على جلاء المعلومات المتعلّقة باحتمال سقوط قتلى وجرحى».
ولا يزال تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على جيب في محافظة دير الزور يقع بين نهر الفرات والحدود العراقية، كما أن التنظيم يحتفظ بمواقع في البادية السورية المترامية الأطراف.
ويشنّ تحالف دولي تقوده الولايات المتّحدة غارات ضدّ الإرهابيين في سوريا حيث يدعم أيضاً «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف فصائل كردية وعربية) التي تشنّ منذ أشهر هجوماً للقضاء على آخر وجود للتنظيم الجهادي في هذه المنطقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتّهم في مارس الجيش الروسي الذي يؤازر قوات نظام الأسد في معاركه ضد الفصائل المعارضة والجهادية بأنه استخدم قنابل حارقة خلال الهجوم الذي شنّه النظام على الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق والذي استعاد في أعقابه السيطرة على معقل المعارضة هذا.
ولكن موسكو نفت في حينه هذا الاتهام، واصفة إياه بـ»الكذبة الوقحة».
من ناحية اخرى غادرت دفعة ثانية من اللاجئين السوريين بشكل طوعي، امس، مدينة طرابلس اللبنانية متوجهين إلى بلدهم.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن هذه الدفعة التي بلغ عدد أفرادها 400 شخص غادرت على متن حافلات أمنتها السلطات المحلية بتعاون مع الجهات السورية المعنية، في عملية أشرفت على ترتيباتها قوات من الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع دمشق
وأوضحت ذات المصادر أن الأمن العام اللبناني قام مؤخرا بافتتاح 17 مركزا في معظم مناطق البلاد لتسجيل أسماء الراغبين في العودة الطوعية من النازحين السوريين إلى ديارهم في المناطق الآمنة.
وكانت السلطات اللبنانية دعت، في مناسبات عدة، المجتمع الدولي ومنظماته الأممية إلى مساعدتها على تأمين عودة النازحين السوريين تدريجيا إلى المناطق الآمنة في بلادهم، و»عدم انتظار الحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يطول».
وتستضيف لبنان حوالي مليون سوري مسجل على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية، في حين تقدر السلطات اللبنانية عددهم بحوالي مليون ونصف مليون نازح.
copy short url   نسخ
10/09/2018
2805