+ A
A -
طهران ــ «العربي الجديد» -اعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أنّ ما حصل في سورية والعراق ولبنان مثال على فشل المؤامرات الأميركية في المنطقة، قائلاً إنّ «وقوف بعض دول الإقليم مع الولايات المتحدة الأميركية وسلوكها التخريبي أمر مؤسف». وفي كلمة له خلال مشاركته في مراسم خاصة بالكليات العسكرية في جامعة الإمام الخميني للقوات البحرية، والتي أقيمت في منطقة نوشهر شمالي البلاد، امس، أضاف خامنئي أن «إيران ستظل صامدة وستقف بوجه السياسات الأميركية التي رأى أنها تزيد من النزاعات الإقليمية والإرهاب». وحمّل المرشد الإيراني الولايات المتحدة مسؤولية النزاعات وإشعال فتيل الحروب، ورأى أن «وقوف إيران ضدها وضد الكيان الصهيوني ودفاعها عن حقوق المظلومين هو ما يتسبب بتحريك كل المساعي التي تستهدفها»، حسب وصفه. واعتبر كذلك أن بلاده هزمت الولايات المتحدة وأحبطت مؤامراتها واعتمدت على قدراتها الذاتية وهو ما يعترف به الجميع، داعياً القوات المسلحة الإيرانية لرفع مستوى قدراتها وتأمين الجهوزية بشكل دائم، والتصدي لأعداء إيران. وفي شأن آخر، أعرب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، عن افتتاح وتجهيز مقر متطور لصناعة وإعادة تركيب أجهزة الطرد المركزي بناء على طلب وتكليف من المرشد الأعلى. ونقلت صحيفة إيران الحكومية عن صالحي قوله إن إيران «وقعت عقداً ضخماً مع واحدة من الدول الأوروبية يخص تطوير وتقوية مفاعل طهران النووي، والذي يستخدم لأغراض طبية»، مضيفاً أن «هذا المفاعل تم ترميمه بالكامل». وفي ما يتعلق بالبروتوكول الإضافي الخاص بتفتيش المنشآت النووية، أوضح صالحي أن انتهاء «عمر الاتفاق النووي يعني أن بلاده قد تتوقف عن الالتزام بهذا البروتوكول، وهو ما تقرره اللجنة المشرفة على الاتفاق ومسؤولون رفيعون في دائرة صناعة القرار الإيراني». وذكر صالحي أن «طهران تتخذ قراراتها بما يتناسب والظروف، وقرار تجهيز مقر أجهزة الطرد المركزي يأتي وفقاً لذلك»، إلى جانب تأكيده على تطوير مشروع يخص الدفع النووي، وكلا الأمرين لا يتناقضان ونص الاتفاق، بحسب تعبيره. لكنه أشار إلى إمكانية اتخاذ خطوات أخرى مستقبلاً من قبيل تعليق الالتزام ببعض المحددات والقيود التي يفرضها الاتفاق، كتحديد حجم ومستوى التخصيب، مضيفاً أن «السيناريو الأخير أمام طهران سيكون بخروجها الكامل من الاتفاق ونأمل أن يؤدي التعاون مع الأطراف الباقية فيه للحفاظ عليه بما لا يضر أي طرف». وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران في مايو الماضي، وأعادت فرض عقوباتها عليها، وقررت طهران بعدها أن تدخل في حوار مع الغرب لتحصل على ضمانات تتعلق بآليات حصد المكتسبات الاقتصادية من الاتفاق، وهو ما من شأنه إقناعها باستمرار الالتزام بالتعهدات التي تقيد نشاطها النووي بالنتيجة. وكلّف المرشد الإيراني علي خامنئي مؤسسة الطاقة الذرية عقب الإعلان عن الخطوة الأميركية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة وتجهيز أرضيات استئناف النشاط النووي، لذلك عملت تلك المؤسسة على تجهيز مقرات تركيب وتصنيع أجهزة الطرد المتوقفة عن العمل، وأعلنت سابقاً عن زيادة كميات غاز اليورانيوم، وهو ما لا ينتهك الاتفاق حرفياً، لكنه يرسل إشارات تتعلق بقدرة إيران على العودة للمربع الأول إن قررت ذلك.
copy short url   نسخ
10/09/2018
2782