+ A
A -
اليمن-الوطن- محيي الدين الشوتري

تشهد مدينة الحديدة غرب اليمن موجة نزوح كبيرة بسبب المعارك العسكرية بين قوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي من جهة ومقاتلي جماعة الحوثي من جهة أخرى، حيث تحاول قوات الشرعية السيطرة على آخر المنافذ البحرية بيد جماعة الحوثي وإحدى أهم المناطق اليمنية تمويلا لخزينة جماعة الحوثي التي تحاول منع القوات الحكومية وقوات التحالف العربي من السيطرة عليها وسط دعوات أممية لوقف المعارك العسكرية لتجنيب المدنيين مخاطر هذه المواجهات التي اندلعت مطلع الشهر الجاري حيث قال بيان للمجلس النرويجي إن سكان مدينة الحديدة يواجهون خطر النزوح الجماعي مع تفشي داء الكوليرا والمجاعة في المحافظة.. وذكر المجلس في بيانه أن عدد من نزح من مدينة الحديدة غرب اليمن خلال الأسابيع الماضية تجاوز الأربعين ألف نازح ودعا المجلس في ختام بيانه إلى وقف إطلاق النار والالتزام التام بضمان بقاء جميع الموانئ اليمنية مفتوحة وتعمل بشكل كامل ووضع حد للقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحافظات من قبل جميع أطراف النزاع وتأتي هذه الدعوات في ظل محاولات يجريها المبعوث الأممي الجديد لليمن مارتن غريفيت لعودة الأطراف المتحاربة لطاولة المفاوضات حيث التقى في قصر معاشيق بعدن جنوب البلاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسط تأكيدات من الحكومة اليمنية أن الرئيس هادي أكد لمارتن ضرورة إخلاء الميليشيات لميناء الحديدة قبل الشروع في أي مفاوضات وهو ما يراه مراقبون فشل مارتن في إحداث اختراق في الجدار الصلب لهذه الأزمة مع تمسك الأطراف بموقفها ومع اشتداد المواجهات العسكرية لم يجد سكان مدينة الحديدة خيارا آخر سوى النزوح وشربه كأسه المريرة وسط ظروف قاسية تجرعها الآلاف من النازحين والذين فروا هربا من المعارك العسكرية للمناطق الأكثر أمنا والخالية من أي مواجهات في ظل قصور كبير للمنظمات الدولية لإغاثة الآلاف من السكان المدنيين الذين افترش البعض منهم الثرى بعد أن عجزت الأسر عن استئجار العقارات والتي تشهد موجة ارتفاع كبيرة لاسيما مع انهيار العملة المحلية مقابل الدولار، ولم تكن أحوال سكان مدينة الحديدة قبل هذه المواجهات حسنا بل كانت تعيش أوضاعا مزرية وهي المحافظة الأكثر انتشارا للمجاعة فيها حيث يعتمد كل ثلاثة من خمسة أشخاص فيها على المساعدات الإنسانية كما تفشى داء الكوليرا بشكل واسع وسجلت محافظة الحديدة نسبة كبيرة من بين عدد المصابين بهذا الداء في اليمن ومع ضعف توفير البيئة المناسبة لإيواء نازحي الحديدة في ظل الصيف الحار تزداد المخاوف من تردي الأوضاع الإنسانية والصحية لعشرات الآلاف من سكان المدينة حيث يوجد في الحديدة 6600 مصاب بالفشل الكلوي وتزداد المخاطر على حياتهم الصحية كما يوجد 150 ألف مصاب بداء الكوليرا وأمراض القلب والحالات النفسية بالإضافة لمليون ونصف المليون من السكان يعانون سوء التغذية الحادة ويعتمدون على المساعدات المقدمة لهم من المنظمات والمراكز الخيرية وشكا نازحون في محافظة صنعاء من صعوبة الحصول على مسكن حيث ارتفعت الإيجارات بشكل جنوني ليصل سعر أصغر بيت ما يعادل 60 دولارا فيما وصل سعر البيوت المتوسطة 120 دولارا وهو الأمر زاد من الأعباء على السكان النازحين حيث اضطر بعضهم للنزول في خيم تحصلوا عليها من بعض فاعلي الخير، ويتخوف مهتمون بالشأن الإنساني من احتمالية حدوث كارثة صحية في ظل غياب خطط الإيواء السليمة وتفشي الأمراض المعدية بين النازحين الأمر الذي قد ينتج عنه توسع تلك الأمراض وصعوبة السيطرة عليها في ظل الحرب المستعرة في البلاد.
copy short url   نسخ
28/07/2018
344