+ A
A -
أعاد الجدل الدائر بشأن ما جرى في قمة هلسنكي بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، تسليط الضوء على مفهومي «فقط في أميركا» ONLY IN AMERICA و«الاستثناء الأميركي» AMERICAN EXCEPTIONALISM على نطاق واسع.
وتاريخياً ارتبطت «فقط في أميركا» تقليدياً بظاهرتين، طبيعة النظام السياسي المختلفة عن كل الديمقراطيات في العالم، وإمكانية تحقيق الأحلام.
في أميركا فقط، يستطيع أن يصل مرشح رئاسي إلى الحكم حتى حال عدم حصوله على أغلبية أصوات الناخبين، وقد حدث ذلك مع مرشحَين جمهوريَين وصلا إلى البيت الأبيض، فجورج بوش الابن حصل على أصوات تقل عما حصل عليه الديمقراطي آل غور بنصف مليون صوت في انتخابات 2000، وتكرر السيناريو مع ترامب الذي حصلت منافسته الخاسرة، هيلاري كلينتون، على 2.5 مليون صوت أكثر منه. يسمح نظام المجمع الانتخابي المتبع في أميركا بذلك، ولا يحدث مثله في أي نظام سياسي آخر.
وارتبط ثاني هذه المظاهر بالقدرة على تحقيق الحلم لكل من تطأ أقدامه الأراضي الأميركية. وبرزت هذه الظاهرة في العقود الأخيرة، مع احتضان الولايات المتحدة ملايين من طلاب الدراسات العليا الأجانب (في التكنولوجيا والهندسة والكيمياء والفيزياء والبيولوجيا
والرياضيات) وعدم رغبتهم في العودة إلى أوطانهم بعد انتهاء الدراسة، لتحقيق حلمهم في أميركا. وسيمثل انتهاء هذا السيناريو، حال حدوثه، انتهاء فكرة «الحلم الأميركي» لملايين من أنبغ البشر، وأكثرهم قدرة على الخلق والإبداع. وما زالت عبارة «فقط في أميركا» ترن في أذن صاحبها، مذكّرة إياه أو إياها بأنه يمكن تحقيق الحلم في أميركا فقط.
ويعتقد كثيرون أن سياسات ترامب المتشدّدة تجاه الهجرة تهدد جذب العقول للبقاء في الولايات المتحدة.
أما عبارة «الاستثناء الأميركي»، والتي ابتكرها المفكر الفرنسي، ألكيس دي توكفيل، الذي رأى أن الولايات المتحدة مختلفة عن بقية الدول، ولديها مهمة عالمية محدّدة لنشر الحرية والديمقراطية. واستخدم الكاتب هذا التعبير أول مرة في كتابه «الديمقراطية في أميركا» الصادر عام 1839، وتحول هذا التعبير، مع الوقت، ليصبح جزءاً من الأساطير الجمعية التي تشكل جزءاً مهماً من الوعي واللاوعي عند الأميركيين.
يتبع
copy short url   نسخ
28/07/2018
712