+ A
A -
الدوحة - الوطن
تتلقى أكثر من 60 من المريضات الحوامل المصابات بمرض الذئبة الحمراء سنوياً الرعاية الصحية في العيادة التخصصية التابعة لقسم المفاصل وأمراض الروماتيزم في مؤسسة حمد الطبية والتي تعتبر العيادة التخصصية الأولى من نوعها لعلاج هذا المرض لدى الحوامل في منطقة الشرق الأوسط، ويعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض المناعية المزمنة التي تصيب أعضاء متفرقة من الجسم من بينها الجلد والمفاصل.
وذكرت الدكتورة سمر العمادي، رئيس قسم المفاصل وأمراض الروماتيزم في مستشفى حمد العام في حديث لها حول التعريف بمرض الذئبة الحمراء وطرق تشخيصه وعلاجه قائلةً:«مرض الذئبة الحمراء يعدّ من الأمراض الصعبة التشخيص والعلاج خاصةً لدى السيدات الحوامل وقد يؤدّي إلى فقدان الحامل لجنينها، وظهور أعراض مقدمات الارتعاج (ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول)، والولادة المبكرة، وتعرّض الجنين لمشاكل نمائية، وقد سجّلت العيادة منذ تأسيسها نتائج علاجية إيجابية لدى الحوامل والأجنّة». وأشارت الدكتورة سمر العمادي إلى أن حوالي خمسة ملايين شخص يعانون من مرض الذئبة الحمراء في مختلف أنحاء العالم، ولا يعرف على وجه الدقة السبب في الإصابة بهذا المرض المناعي، إلا أن العلماء يُرجعون الإصابة به إلى ثلاثة عوامل: العامل الوراثي، والعامل الهرموني، والعامل البيئي، وتعدّ الأشعّة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس والعدوى بمختلف الأمراض والتوتر النفسي من الأسباب المحتملة لبدء ظهور أعراض هذا المرض.
وتضيف الدكتورة سمر العمادي بقولها: «يقوم الجهاز المناعي في الجسم عادة بإنتاج بروتينات تسمى الأجسام المضادة مهمّتها حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا والجراثيم، إلا أن الجهاز المناعي في جسم المريض المصاب بمرض الذئبة الحمراء يرى الأنسجة والخلايا السليمة في الجسم على أنها خلايا غريبة فيقوم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم هذه الخلايا وتتلفها، كما تتسبب هذه الأجسام المضادة في حدوث الالتهابات والآلام، فضلاً عن إلحاق الضرر بمختلف أعضاء الجسم وفي ذلك كلّه أعراض ودلالات على الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، وتختلف أعراض هذا المرض من شخص إلى آخر وتتراوح هذه الأعراض بين الطفح الجلدي الطفيف والمضاعفات الخطيرة التي تؤثّر على أعضاء رئيسية في جسم الإنسان مثل القلب والدماغ».
وحول التغيّرات التي تحدث في أعراض مرض الذئبة الحمراء تقول الدكتورة العمادي: «تظهر أعراض هذا المرض تارة وتختفي تارة أخرى كما أن الأعراض قد تتغير مع مرور الوقت، مما يجعل تشخيص المرض ومعالجته أمراً في غاية الصعوبة. غالباً ما يصيب هذا المرض النساء في الفترة العمرية الممتدة بين سن 15 و45 عاماً، إلا أن الأطفال والرجال وكبار السن هم أيضاً عرضة للإصابة بهذا المرض».
وأردفت الدكتورة العمادي قائلة: «لا يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض المعدية، والأعراض الدالّة على الإصابة بهذا المرض كثيرة، من بينها الشعور بالتعب الشديد، والصداع، وتورم وألم في المفاصل، والحمى، وفقر الدم، وتورم في اليدين والساقين والقدمين والمنطقة المحيطة بالعينين، وألم في الصدر، وظهور طفح جلدي على شكل فراشة في منطقة الصدغين والأنف، وتساقط الشعر، والحساسية للضوء وأشعة الشمس، وتحوّل لون الأصابع إلى اللون الأبيض أو الأزرق في درجات الحرارة المنخفضة، وظهور تقرّحات في الفم والأنف، ويتعيّن على المريض مراجعة الطبيب فور ظهور أي من هذه الأعراض خصوصاً إذا كان ذلك مصحوباً بطفح جلدي غير معروف السبب أو الحمى أو التعب الشديد أو الألم المتواصل».
وحول معالجة مرض الذئبة الحمراء.. تقول الدكتورة العمادي:«تشتمل الأدوية المستخدمة في علاج مرض الذئبة الحمراء على مجموعة الأدوية المحتوية على الكورتيزون (CORTICOSTEROIDS) بالإضافة إلى أدوية أخرى بهدف التقليل من آثار الالتهابات وحماية أعضاء الجسم من الأضرار المترتبة على الإصابة بهذا المرض، وعلى الرغم من أن هذا المرض لا يمكن شفاؤه إلا أن الكشف المبكّر عن الإصابة به وتوفير العلاج الملائم يساعدان في السيطرة على المرض والحدّ من أضراره، ونظراً لاختلاف الأعراض باختلاف المرضى، فإن أفضل الطرق العلاجية هي وضع خطة علاجية محدّدة لكل مريض بما يتناسب مع حالته المرضية، كما أن أفضل طريقة لوضع المرض تحت السيطرة، هي معرفة المريض وإدراكه لأسلوب التعايش مع المرض والحدّ من آثاره من خلال اتباع نمط حياتي صحي يتمثّل في تناول الطعام الصحي وتجنّب التوتّر النفسي، وحماية الجسم من أشعة الشمس، والامتناع عن التدخين».
copy short url   نسخ
03/07/2018
2961