+ A
A -
بالنسبة لمصر، تكشف الوثائق المنشورة عن القلق الأميركي فيما بعد السادات، وكأن تقديراتهم كانت تتوقع نهايته بعد توقيعه معاهدة السلام. وتتحدث البرقيات المتبادلة من أغسطس
«تكشف الوثائق المنشورة عن القلق الأميركي فيما بعد السادات، وكأن تقديراتهم كانت تتوقع نهايته بعد توقيعه معاهدة السلام»
1978 وحتى ديسمبر 1980عن موقف نائبه، حسني مبارك، باعتباره الخليفة الأكثر احتمالا. وحسب البرقيات، فإن مبارك ليس مهموماً بالمسألة الفلسطينية، فهو سبق أن أخبر السفير الأميركي في القاهرة مرات بأنه لو تم منح سكان غزة حكماً ذاتياً حقيقياً فإن سكان الضفة الغربية يمكن أن يُتركوا «للتخليل» لو رفضوا الانخراط في عملية السلام، أي أن تسوية مسألة غزة ستنهي القضية برمتها.
وتبلورت الأهداف الاستراتيجية الأميركية في ذلك الوقت حول نقاط خمس محددة: الحفاظ على «عملية السلام»، أي عملية التسوية أو التصفية التي عُرفت بالسلام للتضليل، وتقديم غطاء سياسي للتحركات الأميركية في العالم العربي (نموذج العراق)، والتعاون العسكري بتقديم التسهيلات لاستخدام القواعد والمجالات الجوية والبحرية والمرور في الممرات.. إلخ، وتعاون أمنى واستخباراتي فىما يتعلق بالحرب على الإرهاب من المنظور الأميركي، وأخيرا إجراء تغييرات جوهرية بتحرير الاقتصاد وربطه بالاقتصادات الغربية.
وهكذا يصبح من المستحيل الخروج من الحلف الأميركي، وهو بالضرورة سيؤدي إلى القبول بالطرف الغائب الحاضر، وهو العدو الإسرائيلي، ولكن في الوقت المناسب، وبعد تهيئة كل الظروف المناسبة، على أن تقوم مصر بدورها في قيادة مبادرة السلام الواسعة، والتزام السعودية بالتفاهمات التي تتم بين مصر وإسرائيل، وهو ما تم على مدى الأربعين عاماً الماضية، والحركة الصهيونية عادة ليست في عجلة من أمرها.
copy short url   نسخ
13/06/2018
969