+ A
A -
«الصومال بحاجة إلى مساعدة وليس التدخل الأجنبي».. بهذه الكلمات حذرت صحيفة ديلي نيشن الكينية، في نسختها الإلكترونية الانجليزية، دول الحصار، الإمارات والسعودية والبحرين من اللعبة عالية المخاطر، التي يقحمون فيها الصومال، بهدف الانتقام من قطر، على أمل قطع علاقاتها بدول القرن الإفريقي، في مقابل زيادة توسعهم السياسي في تلك الدول.
وقالت الصحيفة، إن كينيا تبنت منذ قديم الأزل موقف الحياد، والتزمت بعدم التدخل في شؤون جيرانها، وهو ما يفسر لماذا يتم اختيارها في كثير من الأحيان لاستضافة المحادثات، التي تهدف إلى إحلال السلام في المنطقة، وذلك على عكس الدول الخليجية الثلاث، وبصفة خاصة الإمارات، التي تسعى باستمرار لنفث النيران على الأراضي الصومالية التي تعاني أصلا، وتحاول الانتقام منها بلا سبب، لمجرد أنها تتبنى موقفاً محايداً.
وقالت الصحيفة: «يبدو أن الصبر إزاء الأزمة السياسية والأمنية المستمرة في الصومال بدأ ينفد، وحتى الشعب الصومالي نفسه بدء يتحدث عن ضرورة التصدي للقوى الأجنبية المتآمرة مباشرة، ووقف حملتهم الرامية إلى تقويض حكومة الرئيس محمد عبدالله فارماجو، لأن هذه الجهود لها تأثير مباشر وسلبي على الأمن الإقليمي للمنطقة».
وأضافت: «نهج القوى الخليجية تجاه الصومال غير مسؤول إلى حد كبير، وقصير النظر وأناني. فمنذ ما يقرب من عام، تلعب السعودية والإمارات والبحرين لعبة عالية المخاطر، تهدف إلى تقويض قطر، التي تعاني من حصارهم الجائر الذي لا مبرر له منذ ما يقرب من عام».
وتوضح الصحيفة، أن المشكلة تكمن في أن التكتل السعودي الإماراتي قرر تصدير هذا التنافس الأخوي لأفريقيا، من خلال المطالبة بدعم دول القرن الأفريقي على نطاق واسع لهم، من منطلق: «إن لم تكن معنا فأنت ضدنا».
وكان تأثير مؤامرات الإمارات بالتحديد في أفريقيا مدمراً، حيث تستفيد الدولة الخليجية، من ضعف الصومال السياسي، في محاولة لتقويض حكومة الرئيس فارماجو بشدة، ونشر الفوضى في البلاد.
كما أبرمت أبوظبي صفقات خبيثة لإدارة الميناء والتدريب الأمني مع المناطق شبه المستقلة في أرض الصومال وبونتلاند، في الوقت الذي اشتكت فيه إدارة فرماجو من إنفاق ملايين الدولارات لشراء دعم اللاعبين السياسيين المتنافسين. وتم إغلاق معسكر تدريبي لمسؤولي الأمن فجأة في الأسابيع القليلة الماضية، دون ترتيب مسبق، ونهب الأسلحة التي كان المتدربون يمتلكونها بتخطيط إماراتي أيضاً.
واستطردت ديلي نيشن: «هذه حالة غير مقبولة والقادة في الصومال على حق في اتخاذ موقف ضد الإمارات، التي تلعب بالنار وقد تتسبب بأنانيتها في حرق بلادهم. فالصومال بحاجة إلى كل المساعدة، التي يمكنها الحصول عليها، وسيعزز الاستقرار في ذلك البلد حياة أفضل لشعبه والمنطقة ككل».
واختتمت: «الوقت حان لدول الخليج الثلاث لاتخاذ نهج أكثر استنارة في السياسة الخارجية، والعمل على تحسين المؤسسات وتعزيز الأمن في الصومال، بدلاً من إثارة الفتن والدفع بحالة عدم الاستقرار في البلاد».
copy short url   نسخ
13/06/2018
832