+ A
A -
يمكن أن تكون الورقة الرابحة للاستراتيجية السعودية في التحالف ومعها الإمارات، هي عدم السيطرة أو إدعاء السيطرة على العالم السني، وطرح قضية الفلسطينيين جانباً، وبناء تحالف من الدول السنية والقوى المتوازنة لمعادلة إيران.
ويظهر إن أبوظبي تمر بأوقات صعبة، حيث تحاول إنشاء إمبراطورية للدول «الإسلامية المعتدلة»، لكنها ليبرالية في الاسم فقط، وبوليسية في الواقع العملي.
ويقول موقع «ميدل إيست آي» إنه تم طرد المدربين العسكريين الإماراتيين من الصومال، بعد ضبط مبلغ 8.02 مليون يورو على طائرة إماراتية، وهو الأمر الذي عطل خطط الإمارات في إنشاء سلسلة من الموانئ على طول المحيط الهندي، بما في ذلك بربرة في أرض الصومال الانفصالية.
وأضاف ميدل إيست آي، بأن الحرب في اليمن تطحن القوى السعودية، حيث وعد الحوثيون والجماعات الشيعية الموالية لإيران بالانتقام بقتل أفراد من العائلة المالكة السعودية، وعلى نطاق أوسع، فإن التدخل السعودي الإماراتي أهدر منذ فترة طويلة دعم اليمنيين، الذين كان يجب أن يظلوا حلفاءهم الطبيعيين.
على الجانب الآخر، أصبح الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، نفسه سجيناً بحكم الواقع في قصور الرياض، كما أجبر على التوقيع على ورقة يوافق فيها على «تشكيل لجنة ثلاثية» مع السعودية والإمارات «للمشاركة في إدارة الوضع في بلده». ويبدو أن مثل هذه التقارير تؤكد وجهة النظر اليمنية بأن حرب التحرير قد تحولت إلى حرب احتلال.
ومن الغريب أن خيبة الأمل الأكبر لدى الإمارات والسعودية، تتمثل في إمكانية خسارة الرهان الأكبر الذي وضع على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم كل المزايا، التي أغدقت بها ترامب، فقد كانت كلينتون متمرسة في السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالإماراتيين، لكن السلطات السعودية والإماراتية اليوم أمام مبتدئ عدواني، لا يعمل وفق مقتضيات الظروف بل من منطلقات أخرى، ويزيد هذا الوضع تعقيداً بالنسبة للرياض وأبو ظبي هو ابتعاد الدعم الخليجي لهم من دولة قطر، بعدما فرضوا عليها حصاراً شاملاً بغية فرض شروطهم ورؤيتهم عليها في عملٍ غير أخلاقي، وهو الأمر الذي زاد من الفجوة الخليجية العربية.
ويقول الموقع البريطاني: «إن ترامب يطلق بين الحين والآخر، تصريحات تشي كل مرة أنه لا يمكن للرياض وأبوظبي أن تعتمد عليه».
ويمكن أن يكون مخرجا النظامين الاستمرار في التنازل عن الفلسطينيين، حيث إن تصريحات السعوديين حول إنه حان الوقت لأن يأخذ الفلسطينيون المقترحات المعروضة عليهم بعين الاعتبار، ويوافقوا على القدوم إلى طاولة المفاوضات أو الإمساك والتوقف عن الشكوى، إشارة لا يمكن إغفالها، في ظل مطالبة ترامب وإسرائيل بأن يقبل الفلسطينيون عدداً من الشروط، كأساس لاستئناف المحادثات، كخسارة القدس الشرقية، والتخلي عن حق العودة وقبول قضية اللاجئين.
copy short url   نسخ
13/06/2018
660