+ A
A -
الدوحة- الوطن
نجحت مؤسسة صلتك في الحصول على منحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 5 ملايين يورو، لتوفير عدد من الوظائف للشباب اليمني، حيث تهدف المنحة إلى تحقيق الاستقرار في اليمن من خلال تمكين الشباب والمرأة وتحقيق الشمول المالي ليشمل الفئات المستضعفة والمهمشة من المجتمع اليمني.
وقد قامت صلتك، وهي مؤسسة اجتماعية تنموية دولية غير حكومية دولية تعمل على ربط الشباب بالوظائف وتوسيع الفرص الاقتصادية من خلال التوظيف والمشاريع، بتقديم مقترح مبتكر في بداية عام 2017 للحصول على المنحة والتي تقدم للحصول عليها العديد من المنظمات المحلية والدولية.
وقد نجحت مؤسسة صلتك، التي تشغل الرئيس التنفيذي فيها صباح الهيدوس، في الحصول على المنحة نظراً لجهودها المستمرة في المناطق المتأثرة بالنزاعات في الوقت الذي امتنعت فيه المنظمات الأخرى عن العمل فيها، وسعيها الدؤوب لمواصلة وتعزيز الجهود في اليمن، إلى جانب عملها المبتكر في التمكين الاقتصادي لحماية شريحة الشباب المستهدفة في هذه المناطق من تأثير الأيديولوجيات المتطرفة، وتفعيلها لدور الشباب في تنمية واستقرار مجتمعهم.
يهدف المشروع إلى تحسين الوضع الاقتصادي الحالي في اليمن من خلال التخفيف من حدة الفقر وتحسين ظروف معيشة الشباب المحتاجين ومن هم دون خط الفقر من أجل حمايتهم من الأيديولوجيات المتطرفة، حيث ستقوم مؤسسة صلتك في إطار الاتفاقية بتأسيس صندوق منح مالية من تنفيذ شريكها الميداني بنك الأمل للتمويل الأصغر، والذي سيقدم منحا مالية لما لا يقل عن 10.000 شاب تتراوح أعمارهم بين سن 18 وسن 35 سنة. كما ستقوم صلتك عبر شريكها الميداني بتوفير التدريب لـ5000 شاب لتمكينهم من الاستفادة من صندوق المنح.
كما تتميز المبادرة بدعمها للمرأة اليمنية، حيث تمثل 60 % من الشباب المستهدف في المشروع، سعياً من مؤسسة صلتك إلى تحقيق عالم ينخرط فيه الشباب والشابات في التنمية الاقتصادية لمجتمعاتهم، والمساهمة في هدف تحقيق المساواة ما بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات من خلال تصميم بعض البرامج الموجهة للنساء بشكل خاص باعتبارهم ركيزة أساسية للاقتصادات المستدامة.
كما تسعى المبادرة إلى المساهمة في سد احتياجات شباب الريف، ودعم المشاريع الإنتاجية الصغيرة التي قد تساعد في تحسين المناخ لدى الشباب وتساعدهم في حل مشاكلهم الاقتصادية، والحد من معدلات الفقر والبطالة إضافة إلى مشاكل نزوح الشباب من الأرياف إلى المدن بحثاً عن فرص عمل.
يأتي هذا في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها اليمن والآثار التي تخلفها الحرب المستمرة على شعبها، يبرز واقع الشباب اليمني، دوره الغائب، ومستقبله المجهول كأكبر التحديات التي تقف في مسيرة الأمن والسلام والتنمية للبلاد.
الشباب هم وقود الحاضر وصناع المستقبل، وركيزة التنمية والازدهار في المجتمعات، هم الطاقات التي إذا لم يتم صقلها واستغلالها بما يخدم التنمية، تحولت إلى فريسة سهلة لمدمري العقول والأوطان. فاليوم، يجد الشاب اليمني نفسه تائهاً وعالقاً في دوامة الحرب، المليئة بالتشتت والانقسام ومخاطر التطرف والإرهاب، محبطاً ومهمشاً، يبحث عن ذاته، وعن الانتماء والمشاركة، يحلم بتحقيق إمكاناته، ويبحث عن فرصة عمل أو سبيلاً للرزق، ما يكفي من دوافع تخدم أهداف الجماعات الإرهابية والمتطرفة لإشراكهم وتجنيدهم.
وعُقب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية لدى المواطن اليمني، وارتفاع معدلات الفقر وانتشار البطالة، أصبح إنعاش الاقتصاد هو بصيص أمل للشباب لإيجاد فرص عمل، وبناء حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، والتمكن من المشاركة في إعادة بناء مستقبل جديد لوطنهم.
فقد بدأت صلتك منذ تأسيسها في عام 2008 بالعمل لتمكين الشباب واستحداث فرص العمل لهم في اليمن، ورغم الأزمات القاسية والحروب، وتوقف العمل المدني وغياب التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لدعم فئة الشباب، لم تتوقف صلتك عن العمل بل وضاعفت جهودها لاستمرار العمل إيماناً منها بالدور الفعّال للشباب في التنمية، ونهجها في الاستجابة للتحديات والأزمات قبل تفاقمها.
الجدير بالذكر أن مؤسسة صلتك تمكنت مع نهاية عام 2017، من وصل 650.522 شاب وشابة بوظيفة في 17 دولة تعمل بها المؤسسة، كما تهدف إلى تحقيق 2.000.000 وظيفة مع نهاية عام 2020 من خلال التزاماتها التعاقدية. تعمل المؤسسة مع شبكة تتكون من أكثر من 300 شريك محلي وإقليمي ودولي لربط الشباب بالفرص الاقتصادية والوظائف من خلال مبادرات مبتكرة في مجال ريادة المشاريع والتوظيف، حيث تسعى المؤسسة للمساهمة في ترجمة عدد من أهداف التنمية المستدامة إلى واقع ملموس في المجتمعات العربية من خلال رسالتها الهادفة إلى تحقيق عالم عربي يتيح للشباب العمل والمشاركة في التنمية الاقتصادية لمجتمعاتهم.
copy short url   نسخ
30/04/2018
9145