+ A
A -
كتب- طاهر أبوزيد
أكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة أن التحصين يعتبر واحداً من أكثر التداخلات الصحية نجاحًا وفعالية من حيث التكلفة، وهو أحد أهم الإنجازات في مجال الصحة العامة. حيث تمنع اللقاحات الملايين من حالات المرض والوفاة كل عام في جميع أنحاء العالم. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، التحصين يمنع بين ما يقدر بنحو مليونين إلى ثلاثة ملايين حالة وفاة كل عام في جميع الفئات العمرية من الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي والحصبة. كما أشارت منظمة الصحة العالمية أيضاً إلى أن أكثر من 1.5 مليون طفل دون سن الخامسة يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات الموجودة.
وأشار الدكتور محمد بن حمد إلى انه من ناحية أخرى لا تزال التهديدات من عدة أمراض يمكن الوقاية منها بالتطعيمات لا تزال قائمة وكل يوم ونحن نواجه تهديدات جديدة سواء من الأمراض المعدية الجديدة أو التهديدات التي تأتي من الأمراض القديمة التي عاودت الظهور مرة أخرى كمرض السل الذي عاد للظهور في عدد من الدول الغربية في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى قطر أدركت منذ البداية أهمية مثل هذه التدابير الوقائية وأهمية التطعيمات فتم تأسيس برنامج التحصين الموسع في العام 1979 وكانت خدمات التطعيم في ذلك الوقت بسيطة للغاية وتغطي حوالي ستة أمراض، ولكننا اليوم نطرح مجموعة واسعة من اللقاحات التي تغطي أكثر من 15 مرضاً، وقد حصل برنامج التحصين الموسع في قطر على شهادة تقدير من منظمة الصحة العالمية باعتباره واحداً من أفضل برامج التحصين في إقليم الشرق الأوسط، حيث يتم تصنيف برنامج التطعيم في قطر في نفس مستوى برامج التطعيم في البلدان الغربية.
وأضاف ان منظمة الصحة العالمية اختارت هذا العام شعار محميون جميعا- اللقاحات تحقق الغرض منها داعياً جميع الشركاء في كافة المؤسسات الصحية والمرافق الصحية العامة والخاصة إلى تعزيز جهودهم لتحسين جودة خدمات التحصين والمضي قدمًا للوصول إلى جميع الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة إلى اللقاحات خاصةً تلك المجموعات عالية الخطورة بما في ذلك نحن أنفسنا كعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ومن جانبه قال الدكتور حمد عيد الرميحي مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة إن جدول التطعيمات في قطر يضم 16 تطعيماً مختلفاً، حيث إن هناك بعض التطعيمات مركبة توفر الوقاية لأكثر من مرض واحد.
وقال خلال احتفال وزارة الصحة العامة بالأسبوع العالمي للتطعيمات الذي يأتي تحت شعار محميون جميعا اللقاحات تحقق الغرض منها، إن الدراسات تبين أن التطعيمات هي أفضل استثمار في المجتمع الصحي، حيث تبين أن إنفاق دولار واحد على التطعيمات يوفر أكثر من 44 دولاراً يمكن إنفاقها في حال عدم التطعيمات على مشاكل اجتماعية وصحية.
ولفت إلى أن هدف وزارة الصحة في قطر هو الحفاظ على المكاسب التي حققتها، حيث وصلت نسبة تغطية التطعيمات بها إلى 99 % ونالت إشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية كأحد أفضل برامج التطعيمات في العالم من حيث الكفاءة لافتا إلى أن وزارة الصحة تحرص دائماً على إدخال كافة التطعيمات الجديدة في العالم.
وأوضح أن التطعيمات في قطر لا تقتصر على الأطفال بل تشمل العديد من الفئات من الأطفال والبالغين وكبار السن والعاملين في المجال الصحي والحوامل وكذلك المسافرين من خلال 17 عيادة في المراكز الصحية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية وعيادة السفر بمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية.
وأضاف أنه سيتم قبل نهاية العام الجاري البدء في تطعيمات مضادة لسرطان الرحم، موضحاً أن الوزارة قد تعاقدت بالفعل على التطعيمات وتم تسجيلها وترخيصها في دولة قطر وسيتم تدشين حملة خاصة بهذا الأمر فور البدء في التطعيمات للإعلان عن الفئات المستهدفة والمعايير التي تنطبق على من يتم تطعيمه.
وأشار د. الرميحي إلى أنه سيتم توفير 150 ألف تطعيم للأنفلونزا العام المقبل وسوف تكون قابلة للزيادة في حال كان هناك إقبال كبير على التطعيم، موضحا أن اللجنة الوطنية للتطعيم أوصت بالتركيز خلال العام المقبل علي الأطفال أقل من خمس سنوات، بالإضافة إلى الفئات الأخرى بحيث تتم توعية الآباء والأمهات بالحرص على تطعيم أبنائهم قبل موسم الشتاء وتحديداً في شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين.
وأوضح أنه يتم شهرياً تطعيم حوالي 30 ألف شخص من العاملين، كما يتم تطعيم العاملين في مجال الحلاقة ضد التهاب الكبدي الوبائي، بالإضافة إلى العالمين في المجال الصحي كنوع من الوقاية.
قال الدكتور محمد الجناحي رئيس إدارة طب الأطفال بمؤسسة حمد الطبية إن معدل التطعيمات ونسبة التمنيع في قطر وصلت إلى 99 % وهي نسبة عالية جدا والحمد لله، ونسعى دائما إلى الحفاظ على هذه النسبة، موضحا أن الفجوة المتبقية تأتي نتيجة عدة عوامل منها السفر أو النسيان أو القدوم من الخارج.
ولفت إلى أن التطعيمات في قطر محكومة من خلال لجنة تقنية مشرفة من مختلف التخصصات هي اللجنة الوطنية للتطعيم تعمل على مراقبة برنامج التطعيمات في قطر من حيث إدخال تطعيمات جديدة وتوفيرها وكفاءتها والتعامل مع أي مرض معد في أي وقت.
قالت الدكتور سها البيات رئيسة قسم التحصين بوزارة الصحة العامة إن عدد التطعيمات التي وفرتها وزارة الصحة العامة العام الماضي لجميع العمرية تجاوز نصف مليون تطعيم ما بين أطفال وكبار سن ومسافرين وغيرها، لافتة إلى أن برنامج التطعيمات في قطر يعد من أفضل البرامج على مستوى العالم وبشهادة منظمة الصحة العالمية وهو ما تحرص قطر على الحفاظ عليه دائما من خلال مواكبه كافة التحديثات والتطويرات في هذا المجال.
ولفتت إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين جميع مؤسسات القطاع الصحي بالدولة سواء الحكومي أو الخاص، بالإضافة إلى الجهات الأخرى مثل وزارة التعليم والتعليم العالي والوزارات الأخرى، بحيث تتم تغطية جميع الفئات المستهدفة في المجتمع وعدم التركيز على الأطفال فقط كما يتصور البعض أن التطعيم يقتصر على الصغار فقط.
ونصحت د. البيات الجميع بأهمية استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة التي تختص بالتطعيمات وعدم الاعتماد على مواقع إلكترونية غير موثقة أو مجهولة قد تؤدي إلى حالة من الجدل والتخبط الخاص بتطعيمات الأطفال والكبار.
قالت الدكتورة منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية إن التطعيمات في قطر لا تقتصر على فئة معينة بل تضم العديد من الفئات المختلفة من الصغار حتى كبار السن.
ولفتت إلى أنه بالنسبة لعيادة السفر على سبيل المثال بمركز الأمراض الانتقالية فهي توفر العديد من التطعيمات لكافة الأمراض التي يمكن أن تكون موجودة في البلد التي يقصدها المسافرون.
وأشارت إلى أن عدد الزيارات في عيادة السفر المتواجدة في مركز الأمراض الانتقالية منذ بداية العام وصل إلى 117 مسافراً، مشيرة إلى أنه خلال العام الماضي استقبلت العيادة 420 مسافراً من مختلف الجنسيات والأعمار وكانت أعمارهم ما بين خمسة شهور و71 سنة ومتوسط الأعمار 32 سنة.
ولفتت إلى أن العيادة توفر العديد من التطعيمات كتطعيم المكورات الرئوية وشلل الأطفال والحصبة والكوليرا والحمى الصفراوية والتهاب الكبد الوبائي أ وب وغيرها، والتي يحصل المسافر على العديد منها في آن واحد.
وأوضحت أن كل مسافر حصل على عدة تطعيمات وهي 217 مسافراً على تطعيم التيفوئيد و242 مسافراً على تطعيم التيتانوس والسعال الديكي و229 مسافراً على تطعيم التهاب الكبدي الوبائي أ و157 مسافراً على تطعيم الحمى الصفراء و229 مسافراً على تطعيم الانفلونزا الموسمية. وأشارت إلى أن معظم المرضى يتلقون تطعيم الانفلونزا الموسمية في عيادات الأطباء وذلك ابتداء من شهر أكتوبر إلى شهر مارس، كما أنه من الممكن أن يمتد إلى شهر مايو من كل عام.
copy short url   نسخ
30/04/2018
11718