+ A
A -
كتب – محمد أبوحجر
نظم قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر أمس ندوة علمية حول موضوع استراتيجية الأمن الوطني في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وقد تناولت هذه الندوة قضايا في استراتيجية الأمن الوطني في سياق التحولات التي يعرفها النظام الإقليمي والدولي، حيث ناقشت الندوة قضايا جوهرية في استراتيجية الأمن الوطني تحتاج إلى قراءة تحليلية عميقة ومستقبلية. وهي قضايا:
- مراكمة مصادر القوة العسكرية وبناء أحلاف قوية في الدفاع المشترك.
- الحفاظ على تماسك النظام السياسي وتعزيز قيم المشاركة السياسية.
- تقوية دور الدبلوماسية العامة في بناء السمة الوطنية.
- تحقيق الأمن الغذائي والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.
- بناء مجتمع المواطنة والحريات وتعزيز الأمن الفكري.
وقد أشاد الدكتور راشد الكواري عميد كلية العلوم بجامعة قطر بتنظيم هذه الندوة الهامة وذلك في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه الدكتورة كلثم الغانم مدير مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية، وقالت: إن تنظيم هذه الندوة يأتي في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية مما يستدعي القيام بقراءات تحليلية في تحديات الأمن القومي، وذلك في ضوء ما فرضه الحصار من تحولات جديدة، ولا شك أن الأمن القومي يرتبط بالحفاظ على سيادة الوطن واستقراره، وحماية المصالح العليا، ومواجهة التهديدات الداخلية والخارجية سواء كانت تهديدات في صورة عدوان عسكري يمسّ سيادة الدولة واستقلالها الوطني، أو تهديدات تمسّ استقرارها السياسي واقتصادها وثرواتها وخططها في التنمية وسلامة مجتمعها. ولهذا، فإن الأمن القومي يتطلب عملية إدراك وفهم للتهديدات الأمنية الحالية والمستقبلية ووضع استراتيجيات وخطط لمواجهة هذه التهديدات بشكل استباقي ومبكر.
وقال الكواري إن قطر ظلت على مدار تاريخها ومازالت تتكيف مع مصادر التهديدات الأمنية للحفاظ على سيادتها واستقلالها الوطني ومواجهة التربصات الإقليمية، وذلك بالسعي لبناء وتنمية قوى الدولة في مجالات مختلفة سياسية ودبلوماسية وعسكرية واقتصادية ومجتمعية وإعلامية. هذه الاستراتيجية سمحت لدولة قطر بامتلاك إرادتها الوطنية وتوفير المقومات المطلوبة للحفاظ على مصالحها الوطنية العليا.
وفي كلمته بالمناسبة قال الدكتور بكيل الزنداني رئيس قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر إن هذه الندوة تهدف إلى إبراز دور الجامعة في القضايا التي تهم المجتمع وهي تدخل ضمن أنشطة القسم السنوية الهادفة لتعريف الطلبة والطالبات بالقضايا الأساسية في مجال الشؤون الدولية، حيث ينطلق من مبدأ أن الأمن الوطني كمفهوم يرتبط بقدرة الدولة، على الحفاظ على مصالحها والدفاع عنها وحمايتها. وهذا الأمر يتطلب قراءة آنية ومستقبلية للمصالح الاستراتيجية العليا والأسس الإرشادية للتعامل مع التهديدات العسكرية وغير العسكرية، الحالية والمتوقعة. ولهذا فإن استراتيجية الأمن الوطني تسعى إلى تدبير قدرات الدولة ككيان سياسي على امتلاك عناصر القوة الاستراتيجية أو بعضها، التي تتيح لها الحفاظ على استقلالية إرادتها الوطنية وتوفير المقومات المطلوبة لتحقيق المصالح الوطنية العليا، فضلاً عن تأمين هذه المصالح.
الأمن الوطني
وتناولت الندوة: مدخل في سياسة الأمن الوطني الذي تحدث فيه د. إبراهيم اسعيدي، قسم الشؤون الدولية، جامعة قطر، حيث أكد أن سياسة الأمن الوطني أسمى وأشمل من السياسات العمومية المعتادة في مجال الأمن والدفاع وتتميز بطابعها التوجيهي والإرشادي لمختلف الفاعلين في القطاع الأمني، كما تستخدم لبيان كيفية قيام دولة ما بتوفير الأمن في بعده العسكري والسياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي وفي وحداته المرجعية الثلاث المرتبطة بالدولة والمجتمع والأفراد. وفي عالمنا المعاصر، هناك دول لا تمتلك وثيقة موحدة حول استراتيجية الأمن الوطني، ودول تستند إلى ما يسمى بالبيانات البيضاء، ودول لا تقوم بالإعلان عن وثائق سياستها الخاصة في هذا المجال إلى جانب دول لا تضع سياسات شاملة ومكتوبة حول الأمن الوطني.
القوة العسكرية
وفي المحور الثاني تحدث اللواء د. حمد المري، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، بالقوات المسلحة القطرية، عن «مراكمة مصادر القوة العسكرية وبناء أحلاف قوية في الدفاع المشترك، موضحاً الجوانب المختلفة لهذه الاستراتيجية ومبيناً بالتفصيل والشرح خطط الدول في هذا المجال على كافة الصعد المحلية والخارجية.
وقال: إن الأمن الوطني يعتبر من الأولويات السياسية لكل الدول ويعتمد على جميع عناصر القوى الوطنية الموجودة بالدولة سواء كانت سياسية، أو اقتصادية أو اجتماعية أو إعلامية وغيرها، كما يمثل الركيزة الأساسية للحفاظ على أمن الدولة وتوفير السلام والطمأنينة لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، فضلاً عن حماية كيان الدولة من أي تهديد خارجي باستخدام قواتها المسلحة الرادعة وتعزيزها بالتحالفات والأحلاف الهامة.
كما تحدث د. المري عن التهديدات الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن الوطني للدول، موضحاً أن من أهم التهديدات الداخلية تهديد الاستقرار وأعمال التخريب للمنشآت واستخدامات الإعلام في التأثير على المجتمع، أما التهديدات الخارجية فتتمثل في شن الهروب والضربات الجوية والصاروخية وفرض الحصار الجوي والبحري والبري.
كما تطرق للتهديدات التي تعرضت لها دولة قطر والتي بدأت بفرض الحصار الجوي والبحري والبري من دول الجوار دون مراعاة للجيرة والترابط والتواصل الاجتماعي بين الشعوب، ولفت إلى أن دول الحصار استخدمت إعلامها المعادي بطريقة فظة للتأثير على مجتمعاتهم، وأكد د. المري أن دولة قطر استطاعت أن تتجاوز الحصار وأن تتصدى لجميع أنواع التهديدات التي تهدد أمنها الوطني بفضل القيادة والسياسة الحكيمة التي تتمثل في صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وبدوره تحدث الدكتور د.أحمد عبدالملك من قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر عن بناء مجتمع المواطنة وتعزيز الأمن الفكري، وقال: «المواطنة أهم من الجنسية، وليس كل متجنس يكون مواطنًا، إن لم يحتفظ بكامل حقوقه الأخرى، وأن يتشكل وجدانه وثقافته في البيئة التي يعيش فيها وينتمي لأهلها ولأرضها»، كما أوضح مجموعة الأسس التي يبنى عليها مفهوم المواطنة.
وأكد أن المواطنة لا يمكن أن تتحقق إلا ضمن ثقافة مجتمعية عامة، دون تدخل الدولة (الأبوية) البطريركية، ثقافة يُجمع أهلها على تطبيق القواعد الأربع السابقة، وتكون لديهم مرجعيات قانونية في حال الاختلاف، في ظل مؤسسات قوية للمجتمع المدني.
كما تطرق لتعزيز الأمن الفكري، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يكون هنالك أَمنٌ سياسي دون أَمنٍ فكري.
وتناول د. عبدالملك دور التعليم في تعزيز وتأكيد روح المواطنة، والذي يتمثل في تزويد الإنسان بالثقافة اللازمة والمعارف المختلفة لتكوينه الروحي والاجتماعي والثقافي. ويأتي ذلك عبر اللغة ومواد الدين الحنيف في المنطقة العربية!
وتناول الأستاذ الدكتور علي الهيل، الكاتب القطري وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، موضوع الحفاظ على تماسك النظام السياسي وتعزيز قيم المشاركة السياسية، لتختتم الندوة بموضوع «تقوية دور الدبلوماسية العامة في بناء السمة الوطنية» الذي تحدث فيه الدكتور بكيل الزنداني، قسم الشؤون الدولية، جامعة قطر.
الأمن الغذائي
أما موضوع تحقيق الأمن الغذائي والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني فقد تحدث فيه الأستاذ سالم العذبي، من شركة حصاد الغذائية بقطر، حيث أكد الجهود التي قامت بها الدولة لتنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي وخاصة منذ فرض الحصار على قطر، مشيراً إلى المبادرات التي أطلقتها الحكومة لدعم المزارع القطرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع المصادر التي نحصل منها على الموارد الغذائية.
copy short url   نسخ
26/03/2018
6087