+ A
A -
كتب – محمد مطر



أعرب مجموعة من المواهب السينمائية الشابة عن تفاؤلهم بمستقبل الصناعة في قطر، ومصدر هذا التفاؤل كما أكدوا الدعم الكبير الذي يجدونه من قبل الدولة والمتمثل في مؤسسة الدوحة للأفلام التي تقف خلفهم وتقدم لهم كل ما يحتاجونه من مساندة حقيقية تؤهلهم لأن يصنعوا مستقبلاً مشرقاً لهم وللأجيال المقبلة.
وأكد صناع السينما من الشباب القطريين أن ما تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام يعتبر بمثابة الفرصة الذهبية التي أدت إليهم في وقت كانوا في أشد الحاجة لمن يقف خلفهم ويدعمهم، فجاءت المؤسسة لتقدم لهم الفعاليات السينمائية والورش التي يكتسبون من خلالها العديد من الخبرات التي تؤهلهم للإبداع والتعبير عن مكنونهم الفني ويخرجون طاقاتهم السينمائية التي لم تتح الفرصة من قبل للتعبير عنها وتقديمها في صورة مشاريع للجمهور.
وكشف صناع الأفلام القطريون عن الاستفادة الكبيرة والخبرة التي اكتسبوها من خلال مشاركاتهم في النسخة الرابعة من ملتقى قمرة السينمائي 2018، حيث جمعتهم العديد من الجلسات الحوارية والورش السينمائية مع خبراء عالميين كانت تلك اللقاءات هي الثمرة التي حصدها هؤلاء الشباب من خلال تواجدهم ومشاركاتهم في هذه النسخة.
فقد شارك عدد من ممثلي مهرجانات سينمائية دولية رؤاهم وخلاصة تجاربهم مع صناع الأفلام الشباب المشاركين في ملتقى قمري السينمائي الرابع الذي تقيمه مؤسسة الدوحة للأفلام. وقدم هؤلاء المحترفون في عالم السينما نصيحتهم للمخرجين الشباب الراغبين بحضور قوي في مهرجانات سينمائية دولية: «تحلّوا بالشجاعة والجرأة وتقبلوا النقد واعتمدوا الأصالة في أعمالكم»
وجمعت جلسة تمهيدية خاصة كلاً من كاميرون بيلي، المدير الفني لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي، كريستوف ليبارك المدير الإداري لليلة المخرجين في مهرجان كان السينمائي، وبيرو باير مدير الفعاليات في مهرجان روتردام السينمائي الدولي، ضمن الاجتماعات التحضيرية في قمرة، حيث أجمع الخبراء الثلاثة على مدى تطور قمرة في السنوات الثلاث الماضية.
وقال بيرو بايير: «يتمتع ملتقى قمرة السينمائي بالجرأة والصراحة وهي ميزة إيجابية. إن التحول الذي نراه في جودة الأفلام في قمرة يعود للملتقى الذي يحث صناع الأفلام على أن يكون الفيلم جريئًا ومختلفًا. في البداية، كان صانعو الأفلام من هذه المنطقة يحاولون فقط إنتاج فيلم جيد يتعلق بالجمهور، مما ساعد في انتشار أفلام متوسطة كان الهدف منها إرضاء الجميع وتقديم شيء بسيط. إذا كنت صادقًا مع نفسك كصانع أفلام وإذا كانت قصتك نزيهة، فإنها ستتعدى جميع الحدود وستصل للجميع».
وقال باير إنه ليس من السهل أن تكون شجاعاً وصادقاً كصناع الأفلام. «أن تكون متجذراً في محيطك وأن تكون صادقاً حيال ذلك، فإنك تجعل نفسك مميزاً كمخرج أفلام، وبعد ذلك، يصبح فيلمك ممتعًا. في روتردام، نركز على الطليعة ولا نركز على تقديم شيء متوسط. إذا كنت تريد أن تكون مخرجًا، إذا كنت ترغب في المشاركة في المهرجانات، كن جريئاً، وكن صريحًا».
وصرّح كريستوف ليبارك، الذي يشارك للمرة الرابعة في قمرة: «الأفلام هنا تتناول مواضيع كنت دائماً أبحث عنها. إن صانعي الأفلام الشباب موهوبون جداً، وبفضل قمرة تمكنت من معرفة أعمالهم من مرحلة الخروج بالفكرة إلى التنفيذ ومشاهدتها كعمل فني على الشاشة».
ولفت إلى أن جودة الأفلام في قمرة في تحسن مستمر، وأضاف «هذه المواهب الشابة أصبحت ناضجة ومن الرائع أن نرى الدعم الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام لهم لصناعة أفلام جيدة». وشدد ليبارك أيضاً على أنّ المواهب الشابة يجب ألا تركز على المواضيع الغريبة فحسب، بل يجب أن تستكشف الجذور العميقة لأي موضوع. إن الطبيعة العالمية التي تتمتع بها السينما تنبع دوماً من الجذور المحلية».
ومع التحولات التي تشهدها السينما القطرية والعربية قال: «يجب أن تتذكر بأن المنافسة شديدة في العالم ولهذا عليك أن تركز على سرد قصتك بكل صدق ونزاهة».
وقال المخرج القطري مهدي علي إن مشاركته لهذا العام في ملتقى قمرة تحمل العديد من النقاط الإيجابية، حيث التقينا كصناع أفلام محلية بمجموعة من الخبراء العالميين الذين قدموا لنا جميعاً بعض النصائح المهمة جداً، والتي أضافت إلينا وأفادتنا بشكل كبير.
واستطرد قائلاً: شاركت في جميع النسخ الخاصة بقمرة، وفي كل عام أعزز صداقتي بصناع الأفلام العربية والعالمية، وهذا من بين أهم النقاط الإيجابية بالنسبة لي، حيث اعتبر أن صناعة السينما علاقات وصداقات كما هي خبرة وموهبة، فالتشاور والتحاور الذي تتيحه تلك الصداقات يخلق أفكاراً جديدة ومن خلالها يستطيع المخرج أن يقدم المزيد من الأعمال والمشاريع المختلفة.
وتابع: أشارك بفيلم في مرحلة التنفيذ، تدور قصته حول التحدث للذات، فهو فيلم كوميدي يحمل رسائل اجتماعية تتعلق بما يدور داخل كل إنسان، وما يقوم به من عملية التحدث مع الذات في الكثير من الأمور الحياتية.
وأوضح مهدي أن الفنان عبدالله غيفان بطل الفيلم، قام بدوره على أكمل وجه بل وظهر بشكل مميز جداً وهو ما عزز قصة الفيلم ورسالته الكوميدية.
أما الجوهرة آل ثاني مخرجة الفيلم القصير «كشته» الذي حصد إشادة واسعة، فتعمل حالياً على مشروع فيلمها الطويل «خزامى» ويدور حول فتاة بدوية تحلم باستكشاف الصحراء.
وعبرت الجوهرة عن قلقها من خوض تجربة الفيلم الطويل، حيث قالت «إن فيلمي الطويل الأول هو بمثابة بطاقة تعريفية، ولذلك أود أن أستعد قدر المستطاع لهذا الفيلم.
وتابعت: «قمرة تؤدي دوراً مهماً في مرحلة الاستعدادات، وفي الغالب صانعة الفيلم تنتظر سماع إشادة بفيلمها، لكن عندها تسمع أموراً صادمة من المدربين والمشرفين وأن هذا الأمر يتطلب جهداً وعملاً أكثر، ولكني سعيدة بأن أسمع هذا الأمر الآن وليس لاحقاً».
وبدوره أشاد المخرج الشاب ماجد الرميحي بالدور الكبير والمسؤولية الأكبر لمؤسسة الدوحة للأفلام في تشجيع الشباب في قطر والعالم العربي على خوض تجاربهم السينمائية بكل احترافية، ودفعهم للأمام ومساندتهم بتقديم جلسات حوارية مهمة مع كبار المخرجين وصناع الأفلام العالميين، وهو ما لم نكن نحصل عليه أبداً لولا جهود المؤسسة وسعي المستمر لإتاحة الفرصة الحقيقية لنا كشباب.
وأضاف الرميحي: قمرة منصة مهمة لصناع الأفلام في قطر، حيث تتيح لنا كشباب التعرف على خبرات الآخرين، فضلاً عن الجلسات التي تجمعنا بهم وهو ما يضيف إلينا بكل تأكيد ويضعنا على طريق الإبداع الاحترافي، فمن خلال تلك الجلسات والنقاشات نستطيع أن نكتسب الخبرة ونقدم كل ما هو احترافي لنتمكن في ما بعد من المنافسة في المسابقات العالمية أو أن نقدم أعمالنا بالشكل الصحيح والمطلوب والذي يحمل كافة المواصفات العالمية.
copy short url   نسخ
17/03/2018
3837