+ A
A -
كتب- عبدالعزيز أحمد
عقدت الجمعية العامة لشركة السلام العالمية للاستثمار المحدودة اجتماعها العادي مساء أمس الإثنين.. وقد نظرت الجمعية في البنود المدرجة على جدول أعمالها، حيث صادقت الجمعية العامة على تقرير مجلس الإدارة عن نشاط الشركة ومركزها المالي عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2017 والخطط المستقبلية للشركة.
وبعد أن استمعت الجمعية العامة إلى تقرير مدققي الحسابات، السادة كي بي إم جي، بشأن ميزانية الشركة وحساب الأرباح والخسائر عن السنة المالية المنتهية بتاريخ 31 ديسمبر 2017 صادقت الجمعية العامة على البيانات المالية المذكورة، تلك البيانات التي أظهرت خسارة صافية مقدارها حوالي «100.7» مليون ريال قطري.. ولم تقرر الجمعية توزيع أي أرباح عن العام 2017.
وقدم عيسى عبدالسلام أبوعيسى رئيس مجلس الإدارة تقرير مجلس الإدارة إلى الجمعية العامة عن أداء الشركة خلال العام 2017 وخططها المستقبلية.
وقال:«مع مطلع العام 2017، بدأت تلوح في الأفق أزمة اقتصادية عالمية جديدة، ضربت هذه المرة تجارة السلع الاستهلاكية، وقد كان من أسباب تلك الأزمة، توسع التجارة الإلكترونية وإعادة هيكلة أنماط الإنفاق وتراجع الإنفاق الاستهلاكي على السلع المعمرة والسلع الاستهلاكية الفاخرة بشكل عام».
أما من حيث الوضع إقليمياً ومحلياً، فقد تلقت تجارة السلع الاستهلاكية الفاخرة في دولة قطر صدمة جديدة، حيث لوحظ تراجع أعداد المتسوقين من جهة، وتراجع الإنفاق المتوسط للمستهلكين بالمقارنة مع مستواه في السنوات السابقة من جهة أخرى. وذلك بالتزامن مع زيادة عدد مراكز التسوق، وعرض مساحات أكبر مما يبرره الطلب الكلي. هذا مما انعكس في مجمله بتراجع مبيعات الشركة من السلع الفاخرة بنسب عالية جداً، وإلى تكبد قطاع السلع الاستهلاكية الفاخرة لأول مرة خسائر بعشرات الملايين. كما تراجعت إيرادات العقارات المملوكة للشركة، على ضوء تراجع معدلات الإيجار بشكل عام.
واستمر الأداء الضعيف للشركات المتعثرة، وخاصة تلك العاملة خارج دولة قطر، وبالتالي استمر نزيف الخسائر. وعلى الرغم من تحقق الربح في بعض الشركات التابعة العاملة في دولة قطر، إلا أن حجم الخسائر المتحققة كان أكبر مما جنته الشركات الرابحة. هذا مما أدى إلى ارتفاع خسائر الشركة المجمعة بنسب غير مسبوقة.
وتابع:«في ظل هذا المناخ، سعت الشركة خلال العام 2017، إلى تخفيف الآثار السلبية، وبالتالي تراجع الخسائر إلى أدنى حد ممكن».
كما استمرت الشركة في تطبيق سياستها المالية المحافظة وسياسة إدارة المخاطر. وذلك بتخفيض تكلفة التمويل، والاستفادة من تدني أسعار الفائدة. هذا بالإضافة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات، تهدف إلى رفع مستوى وفاعلية الأداء، وترشيد التكاليف.
وعلى الرغم من جهود الإدارة التنفيذية، لتجنب الخسائر، وسعيها ونجاحها بعض الأحيان، لم تسلم الشركة من العواصف الاقتصادية آنفة الذكر، وتكبدت الشركة خسائر كبيرة خاصة في قطاع السلع المعمرة والسلع الاستهلاكية الفاخرة، وقطاع المقاولات، كما ذكرنا آنفاً.
وأكد أبوعيسى أنه على الرغم من استمرار الشركة في تنفيذ خططها المستقبلية المعلنة سابقاً، إلا أنها ستراقب عن كثب التطورات الاقتصادية، بحيث تسعى إلى تجنب الآثار السلبية لتلك التطورات، واغتنام الفرص الناشئة عنها مع الأخذ بالحسبان التقديرات المتواترة التي تفيد باحتمال دخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود، وبأن السنوات القادمة سوف تكون أكثر صعوبة وعسيرة. إلا إن الشركة ستسعى لاتخاذ الإجراءات التخفيفية قدر الإمكان.
تنفيذاً لخطط الشركة المستقبلية، ستستند أعمال وأنشطة الشركة خلال العام 2018 والسنوات التالية، على الأسس المبينة أدناه:
• تقليص نشاط خدمات المستهلكين وتجارة التجزئة، وحصره في الأسواق الواعدة.
• اغتنام فرص استثمارية تفتح آفاقاً جديدة للشركة، وخاصة في المشاريع والأنشطة ذات التطبيقات التكنولوجية الحديثة.
• الاستمرار في ترشيد وتكامل أنشطة الشركات التابعة. وتقليص بعض الأنشطة غير المجدية. والتخارج من بعض الاستثمارات غير المنتجة، أو الدخول في استثمارات جديدة.
• متابعة دمج وتوحيد أنشطة بعض الشركات التابعة ذات الأنشطة المتكاملة والمتجانسة وتخفيض التكاليف الثابتة والتشغيلية وبالتالي نمو الأرباح المتحققة عن تلك الأنشطة.
• الدخول في تحالفات مع شركات رائدة لتعظيم حصة الشركة من السوق وفتح مناطق جغرافية جديدة.
• استكمال تطبيق برنامج تخطيط الموارد، الذي من شأنه أن يمكن الإدارة العليا، من الحصول على المعلومات والبيانات والتحكم فيها، والتحقق من سلامة وحدات العمل وأدائها. حيث سيتيح هذا النظام رؤية شاملة لوحدات العمل، من جوانبها المالية، والموردين والزبائن، والعمليات الداخلية، والموارد البشرية، والكفاءة في الأداء.
وانسجاماً مع تراث السلام العالمية في الأداء المؤسسي، ستستمر السلام العالمية في تعزيز حوكمة الإدارة والانضباط المؤسسي.
أظهرت الحسابات الختامية المجمعة للسنة المالية المنتهية بتاريخ 31 ديسمبر 2017، خسائر صافية بلغت حوالي 89.9 مليون ريال، وبعد تنزيل حقوق ملكية الأقلية الإيجابية، يصبح نصيب حقوق مساهمي السلام العالمية من الخسائر حوالي 100.7 مليون ريال. مع العلم بأن تلك الخسائر هي خسائر صافية، بعد احتساب جميع المخصصات اللازمة. بذلك بلغ نصيب السهم الواحد من الخسائر حوالي «0.88» ريال قطري.
بناءً على النتائج المتحققة والمذكورة آنفاً، ولتحقق خسائر في العام 2017، فإنه يؤسف مجلس الإدارة، بأن يعلن لجمعيتكم الموقرة، عدم توزيع أرباحٍ عن العام 2017. كما تنازل مجلس الإدارة عن مكافأته السنوية لهذا العام.
واختتم بالقول:«إنني أغتنم هذه المناسبة لأرفع باسمكم جميعاً، وباسم مجلس إدارة الشركة، وباسمي شخصياً أسمى آيات الشكر والعرفان إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، لما أبداه من حكمة وقيادة رصينة، في مواجهة التحديات التي تواجه دولة قطر. وإلى صاحب السمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب سمو الأمير، وإلى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، لجهودهم في تشجيع وحماية المنتج الوطني، ولدعمهم المتواصل في دفع مسيرة البناء والعطاء والتقدم في دولتنا الحبيبة قطر، في ظل القيادة الرشيدة لسمو أمير البلاد المفدى».
كما وافقت الجمعية العامة على تجديد موافقتها بتفويض مجلس الإدارة في التصرف في العقارات المملوكة للشركة وشركاتها التابعة واستثماراتها العقارية، بجميع أوجه التصرف، من شراء وبيع وتأجير ورهن تلك العقارات. كما وافقت على تجديد موافقتها أيضاً، على عقد القروض وإصدار خطابات الضمان والكفالات اللازمة، للحصول على التسهيلات البنكية لتشغيل الشركة وشركاتها التابعة، ولتمويل مشاريعها الحالية والمستقبلية داخل وخارج دولة قطر، ولتجميع وإعادة جدولة القروض. وتفويض السيد رئيس مجلس الإدارة، بتوقيع وتوثيق وكالة خاصة، لأحد أعضاء المجلس أو أحد المدراء التنفيذيين في الشركة، سواء كانوا مجتمعين أو منفردين، لتنفيذ ما ورد أعلاه بشأن العقارات والقروض. وافقت الجمعية العامة على تجديد الموافقة على تفويض مجلس الإدارة للدخول في مشاريع مشتركة مع الشركة الشقيقة السلام بنيان، وعقد القروض معها وإصدار خطابات الضمان والكفالات اللازمة.
copy short url   نسخ
27/02/2018
3647