+ A
A -
لندن - الوطن - نادية وردي

قال سياسيون ودبلوماسيون بريطانيون إن الدبلوماسية السعودية بدت في أسوأ حالاتها منذ تولى عادل الجبير، الحقيبة الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية، مؤكدين لـ الوطن ، أن الخارجية السعودية رفضت الرد على مخاطبات نظيرتها البريطانية بخصوص ملف الانتهاكات التي ارتكبتها قوات التحالف العربي في اليمن منذ عام 2015 حتى أواخر العام الماضي..
وهو ما أخّر مناقشة ملف تورط المملكة المتحدة في هذه الحرب أمام البرلمان. وبالتالي تزايد السخط الشعبي على حكومة ماي لا سيما مع تزايد الانتهاكات وتردي الأوضاع في اليمن، ما جعل الجبير في نظر دوائر السلطة في بريطانيا وزيرا بلا حضور، مرجعين طلب ماي لقاء ولي عهد السعودية لفشلها في التفاهم مع وزير الخارجية السعودي.
دبلوماسية شاذة
ومن جانبه قال جيرمين كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني «المعارض» لـ «الوطن»، إن استمرار المجازر التي ترتكبها قوات التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية أمر مهين للإنسانية وللمملكة المتحدة، وما يزيد الاهانة هو تجاهل المملكة العربية السعودية الرد على الخارجية البريطانية بشأن الحالة الانسانية في اليمن والعديد من المحاور التي تقدم بها الفريق النيابي لحزب العمال لمناقشتها أمام البرلمان، بعد تزايد الاتهامات لحكومة تريزا ماي بدعم عمليات الابادة الجماعية لليمنيين، وخاطب البرلمان البريطاني وزارة الخارجية لمطالبة نظيرتها السعودية بالافادة، لكنها لم ترد كتابة على هذه المخاطبات، واكتفى الجبير بزيارة الخارجية البريطانية قبل شهور، كما فعل مع البرلمان الأوروبي مؤخرا، ليستعرض مواهبه الخطابية أمام ممثل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني وممثل وزارة الخارجية البريطانية، وخلال أكثر من عامين من المخاطبات وطلب المناقشة لم يجب وزير الخارجية السعودي بخطاب واحد مكتوب، ما زاد من حالة الغضب والسخط على حكومة ماي، فلا يمكن للبرلمان البريطاني الممثل لشعب المملكة المتحدة أن يقبل هذا الاسلوب الدبلوماسي الشاذ، ومن ثم وجه البرلمان البريطاني منتصف فبراير الجاري، مذكرة استفهامية حول مستجدات الأوضاع في اليمن لرئيسة الوزراء تريزا ماي، طالبا منها العمل من أجل الاجابة على كافة العناصر الواردة فيها من بينها الحالة الانسانية في اليمن، ومدى تورط حكومة ماي في دعم السعودية والإمارات في هذه الحرب غير الانسانية، والكشف عن صفقات السلاح البريطاني المبرمة مع الجانبين الإماراتي والسعودي، وعن أوجه استخدامها في اليمن وفي قمع المدنيين في السعودية والإمارات، وغيرها من العناصر، التي تحتاج لإجابة وتوضيح للرأي العام البريطاني، بعيدا عن البيانات الفارغة من المضمون التي يرد بها وزير الخارجية السعودي.
التهرب من المواجهة
وأضاف كين سكوت، السفير البريطاني السابق لدى الأمم المتحدة، أن وزير الخارجية السعودي اعتاد على التهرب من المواجهة في الكثير من اللقاءات والاجتماعات الأممية، حيث يميل لاسلوب خلط الأوراق والتشعب بالموضوعات لجوانب هامشية دون أن يقدم معلومة شافية لا سيما فيما يخص أزمات المنطقة والحرب على اليمن، لكن في الأمور الاقتصادية وملفات التعاون يجيب بشكل دبلوماسي طبيعي ويتفاعل بشكل ايجابي دون مواربة أو مراوغة، وهو ما لاحظناه كثيرا على الجبير، وجعل التعامل معه «غير مريح» كونه يفتقر للأساليب الدبلوماسية المعتادة، ولا يجيد أساليب الاقناع المنطقية، وهذه الملاحظة سمعتها كثيرا خلال فترة عملي بالاتحاد الأوروبي، وربما لجأت رئيسة الوزراء البريطانية لدعوة ولي عهد السعودية للقاء من أجل الحصول على اجابات وتفاهمات حول العديد من الملفات المطروحة في المملكة المتحدة بخصوص التعاون البريطاني السعودي، بعد أن فشلت كل سبل التفاهم مع الجبير، مقابل الضغط المتزايد على حكومة ماي من جانب البرلمان البريطاني ووسائل الاعلام وأحزاب المعارضة.
copy short url   نسخ
27/02/2018
927