+ A
A -
مدريد - الوطن - زينب بومديان




حالة من الاستياء والاستنكار سادت وسط أعضاء البرلمان الأوروبي، بسبب ما أسموه «تجاهل» وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لطلبات الأعضاء بالإجابة عن أسئلتهم بخصوص الكوارث الإنسانية في اليمن، وحالة حقوق الانسان في السعودية، كما لم يقدم الجبير أي ملفات أو مذكرات توضيحية للجنة المختصة في البرلمان الأوروبي، رغم علمه بجدول الجلسة والمحاور النقاشية، وهو ما اعتبروه استخفافا بالبرلمان كمؤسسة تشريعية كبرى في أوروبا والعالم، وبأعضاء البرلمان البالغ عددهم 751 نائبا يمثلون 28 دولة أوروبية.
وقال البرلماني الإسباني، خوسيه بلانكو لوبيز، عضو مجموعة التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، لـ الوطن، إن حضور وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لجلسة البرلمان الأوروبي المنعقدة في بروكسيل، الخميس الماضي، كانت باهتة وخالية من أي تفاعل منطقي، حيث كان من المقرر بحسب جدول الجلسة أن تناقش قضية حرب التحالف العربي على اليمن وما نتج عنها من كوارث إنسانية وتعثر عمليات الاغاثة الانسانية للمنكوبين في العديد من المدن اليمنية، بالاضافة إلى ملف حقوق الانسان في اليمن وما أثير حوله من انتهاكات ارتكبتها القوات «السعودية الإماراتية والمرتزقة»، وملف حقوق الانسان في السعودية، وخلال الجلسة طرح الأعضاء الحضور وعددهم 210 برلمانيين معنيين بمناقشة هذه الملفات، لكن الجبير تهرب من الاجابة الموضوعية عن الأسئلة، فتحدث عن حرب التحالف العربي في اليمن بشكل عام دون الخوض في التفاصيل، أو مناقشة المحاور التي أثارها الأعضاء، بل انطلق لتوزيع الاتهامات على إيران وحزب الله في لبنان ومتهما أياهما بالتسبب في كل الكوارث التي لحقت باليمن، وأجاب عن سؤال النواب حول تردي حالة حقوق الانسان في السعودية باتهام قطر بدعم الإرهاب، وأنها دولة متخلفة على عكس ما يظهر للأوروبيين، فقاطعه البرلماني، بافل بوك، من الجمهورية التشيكية، قائلا: أنت تتحدث عن السعودية أم قطر؟، ليصمت الجبير لثوان، ثم يخرج من الموضوع ككل، وتحدث عن حركة حماس وعن تهريبها للسلاح وارتكابها أعمالا إرهابية في مصر وفي إسرائيل، واستمر على هذا المنوال طوال الجلسة التي استمرت لمدة ساعتين وربع الساعة تقريبا، دون أن نخرج بأي نتيجة، وقد تقدم أعضاء لجنة الحريات بالبرلمان الاوروبي بمذكرة احتجاج إلى رئيس البرلمان، وننتظر البت فيها خلال أيام بقرار المجلس.
وأضاف البرلماني الاسباني، انريك لفيت تشامبون، عضو مجموعة تحالف الليبراليين والديمقراطيين لأوروبا، أن الحضور في جلسة البرلمان التي حضرها عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد أعلنوا اعتراضهم على اسلوب الجبير خلال الجلسة، لا سيما عندما انتهت الجلسة دون أن يقدم أي ورقة تخص استفسارات أعضاء البرلمان، بالرغم من علمه بمضمون الجلسة وجدول المناقشات قبل حضوره، كما رفض البرلمانيون أن يكون البرلمان الاوروبي بما له من قدر ورمزية منصة للخطابة وغسل السمعة، كما فعل الجبير، فقد بدا واضحا أنه جاء ليوصل رسالة للرأي العام الأوروبي من خلال البرلمان فقط، ولم يأت ليناقش معنا قضايا حيوية وأزمات تمر بها المنطقة بالكامل، وهذا تصرف يتنافى مع الأعراف والتقاليد البرلمانية والدبلوماسية، لا سيما أن حديثه بالكامل كان عن أمور فرعية وعن أنشطة كروية، لا علاقة للجلسة بها، وهو ما أثار غضب النواب ودفعهم لتقديم مذكرة لرئيس البرلمان.
وأضاف: طالبناه بمخاطبة الخارجية السعودية للرد على أسئلة النواب بمذكرة واضحة مدعومة بالأدلة، وفي حالة الامتناع يصدر البرلمان الاوروبي بيانا يوضح فيه الأمر، مع منع الجبير من الحضور أمام البرلمان لحين تقديم الاجابات المطلوبة عن اسئلة النواب.
copy short url   نسخ
27/02/2018
1324