+ A
A -

تحليل- العروسي العتروس
يواصل الدوري تقدمه بثبات كبير نحو مراحله النهائية، ويقدم لنا في كل جولة جرعة من أسراره الدفينة التي تمهد للمشهد النهائي الذي انطلقت مفرداته منذ منتصف شهر سبتمبر من العام الماضي.
واليوم نقف عند المحطة الثامنة عشرة من عمر الدوري أمام صراع شرس طويل مرير جميل بين قطبي الدوري الدحيل والسد اللذين يخوضان دوري خاصاً بهما بعد تخلف الريان عن الركب السريع.
القطبان واصلا الرباعيات والخماسيات وأسقط الدحيل الخور، والسد الأهلي ونسج الريان على منوالهما بإسقاط القطراوي وبذلك أغلقت فاتورة الفرق المنافسة لثلاثي المقدمة عند 13 هدفاً إلا أن فاتورة المواجهة المصيرية والحاسمة والفاصلة بين الدحيل والسد ستبقى مفتوحة حتى يحين الأوان في الجولة المقبلة ويلتقى الفريقان في ما يسمى بمباراة الموسم لتحديد البطل القادم ويتوجب على السد الفوز على الدحيل لانتزاع الصدارة منه ومن ثم مواصلة التسابق والتلاحق حتى اللحظة الأخيرة من عمر الدوري الذي قد يقدم لنا فاصلة تاريخية في حالة فوز السد في تلك المواجهة التاريخية، أما في حالة فوز الدحيل فإن على الدوري وبقية الفريق السلام مؤقتاً؛ لأن الدرع ستبقى في الدحيل بكل جدارة واستحقاق.
الدوري له من القرارات الأخرى البعيدة عن القمة والتتويج الكثير والكثير، وفي هذه الجولة وجه الأنظار إلى مواجهة جمعت بين العربي والخريطيات المتنافسين على نقاط الهروب من منطقة الخطر المؤدية للدرجة الثانية وفيها حقق العربي فوزاً طال انتظاره منذ 7 جولات خلت وتحديداً منذ الجولة الأخيرة من القسم الأول، وبالتوازي مع فوز العربي سجلت الجولة فوزاً ثميناً آخر يحسب في ميزان نقاط المرخية بفوزه على الغرافة بعد طول انتظار دام 13 جولة وتحديداً من الجولة الخامسة، وبذلك تكون فرق القاع قد أضرمت النار في المنافسة على البقاء في أضواء الدوري إلا أن فوز المرخية قد يذهب في مهب الرياح إذا ما أخذت لجنة الانضباط باحتجاج الغرافة على منافسه بسبب تجاوزه الحد القانوني في إشراك اللاعبين المقيمين ومن ثم فإن مصير المرخية سيكون مهدداً بالهبوط في صورة سحب النقاط منه واعتماد فوز الغرافة الذي سيجتاز عندها السيلية وسيدخل على الخط الساخن للمربع الذي اقتحمه أم صلال بفوز ثأري على السيلية.
الدوري لم يقل كلمته الأخيرة ولكنه يمنح الفرق لقول كلماتها الأخيرة قبل فوات الأوان وسيحرص على سماعها لاتخاذ ما يراه مناسباً بشأن التتويج بين الدحيل والسد وبشأن فض الاشتباك الخاص بالمقعد الرابع من مقاعد المربع المثيرة وبالمركز الأخير المؤدى لظلمات الدرجة الثانية والمركز قبل الأخير المؤدي للفاصلة مع القادم من الدرجة الثانية.
كل ذلك سيكشف عنه الدوري في الجولات الأربع الأخيرة التي ستزداد فيها النقاط غلاءً في بورصة المنافسة وستبلغ خلالها الإثارة أقصى درجاتها بعد أن حققت الجولة رقماً قياسياً في عدد البطاقات الصفراء الذي بلغ 34 محطماً الرقم القياسي السابق الذي تحقق في الجولة التي سبقتها ببلوغه 27 بطاقة صفراء و3 حمراء.. كل ذلك يعكس مدى حجم الضغوط المسلطة على اللاعبين والأجهزة الفنية.




ساجبو .. كلمة سر أم صلال
بعد طول تنافس نجح أم صلال أن يتجاوز كبوته المثيرة أمام الدحيل ويحيلها إلى ايجابية تمثلت بالفوز على الغريم التقليدي السيلية الذي نجح في إزاحته من المربع والدخول بدلا منه، ووضع حدا لاستمرار السيلاوي من ضمن الكبار الاربعة، وان من قاد ام صلال للمربع هو المحترف ساجبو الذي يعد كلمة السر في الفريق لما له من ثقل كبير في صفوفه وأثره واضح في كل مباراة يلعبها، وان هدفه الجميل الذي سجله من وضع ثابت في شباك السيلية غال جدا، حيث خطف فيه نقاط الفوز التي طالما ترقبها ومنذ فترة حيث كان التلازم بينهما، الا ان تعثر السيلية يعقبه تعثر ام صلال والعكس صحيح ايضا، حتى حان موعد اللقاء الفاصل لتكون الكلمة لام صلال بأقدام ساجبو!




«القطراوي» لم يصمد طويلاً
لم يصمد فريق نادي قطر طويلا أمام السيل الهجومي الرهيب الذي استقرت حصيلته برباعية كشفت الفارق الكبير بين فريق يخوض الدوري من اجل اللقب وفريق يصارع من أجل البقاء وعلى الرغم من ان الريان لعب بتشكيلة منقوصة من عدد كبير يفوق نصف لاعبي التشكيلة، فإن فريق قطر لم يتمكن من تخفيف الأضرار للخروج بنقطة تعادل على الأقل على الرغم من العدد الكبير من الفرص الثمينة التي لاحت له. ومهما كان الأمر فإن على فريق قطر البحث عن نقاط البقاء في مبارياته بالجولات القادمة، ان يطوى صفحة هذه المباراة ويفكر في مباراته القادمة أمام فريق ام صلال ومن حسن حظه ان الفرق التي تتواجد في منطقة الخطر مثله تعثرت في هذه الجولة باستثناء العربي الذي حقق فوزا ثمينا.




داسيلفا.. يكلف الخور كثيراً!
ارتكب المحترف في الخور دسيلفا خطأ قاتلا عندما حصل على حمراء في الأنفاس الأخيرة في مباراة فريقه أمام الدحيل رغم ان فريقه يحتاج إليه في اللقاء القادم أمام السيلية وهي مواجهة قد تكون فيها حالة من التوازن أو التكافؤ إذا ما كان الفريق بكامل عافيته، وان تهوره بارتكاب خطأ في وقت قاتل يدل على عدم احترافية اللاعب المحترف الذي عليه ان يقدر حاجة الفريق إليه بدلا من العبث بتصرف غير مسؤول، وهنا لابد ان يكون هناك ما يردع أي لاعب يكون سببا في أوجاع فريقه بسلوك غير مدروس قد يكلف الكثير، وحتى إن كان اللاعب محترفا أجنبيا!.




وداع السيلية للمربع.. هل يكون نهائياً؟
كثيراً هي الفرص التي أهدرها فريق السيلية خلال وجوده في المربع، حيث كان يمكن أن يتعزز وجوده فيه بعد أن لاحت إليه وطرقت أبوابه، لاسيما عندما كان منافسه أم صلال يتعثر، لكنه هو يرفض تلك الهدايا ويصر على أن يبقى الصراع قائماً، حتى موعد المواجهة الصعبة التي دفع فيها السيلاوي الثمن وخسر ليغادر المربع وربما من الصعب أن يعود ليس لأنه غير مؤهل ولكن هناك من يتطلع إلى مربع الكبار في الخطوات الأخيرة ومنها أم صلال وحتى الغرافة الذي يملك مقومات التواجد فيه، إلا أن كل ذلك سيتضح خلال المرحلة أو الجولات المقبلة.




الدحيل.. فاز بأقل مجهود!
لم يجد الدحيل صعوبة تذكر في الفوز على الخور أو اصطدم بمطبات، يمكن ان تهدد صدارته بعد ان وجد فريقا يدافع فقط وافتقد إلى رغبة الهجوم ولم نلمس منه ما يمكن ان يهدد مرمى كلود لاسيما في الشوط الأول، الذي انتهى بثلاثية، مما وفر نوعا من الاريحية في صفوف الدحيل الذي لم يدفع بلماضي بكل قوته في اللقاء بل أبقى محمد موسى والمعز علي ولويز مارتن وتراوري على الدكة، وفتح المجال للاعبين الآخرين بعد ان اطمأن إلى النتيجة، خصوصا انه يريد ان يحتفظ ببعض قوته لموقعة الخميس أمام السد التي ستكون من اجل الصدارة كونها تجمعه هو المتصدر مع الوصيف الزعيم في ظل وجود فارق نقطتين فقط لصالح الدحيل.



ديبا وخلفان.. مواجهة رائعة
برز خلفان إبراهيم وأنور ديبا بشكل لافت وخاص جدا في المباراة التي جمعت بين الفريقين في هذه الجولة والتي تعتبر نقاطها على درجة عالية من الأهمية، وذهبت النقاط الكاملة لرصيد العربي الذي تنازل عن المركز قبل الأخير لمنافسه.
وقدم اللاعبان في المباراة أداء متميزا وسخيا جعل منهما نجمين للمباراة إلا أن الكلمة الأخيرة ذهبت لصانع ألعاب العربي خلفان الذي قاد فريقه للفوز وأحرز هدفا رائعا من ضربة حرة فتحت الباب لزملائه لخوض المباراة بكثير من الثقة التي كان يحتاجها.





العربي.. حديث الناس بلا حدود
انتفض العربي انتفاضة كبيرة انتشلته من المركز قبل الأخير إلى المركز العاشر بالتساوي في النقاط مع الخور التاسع ولكنه على الرغم من ذلك ما زال مهددا ويحتاج لعدة انتفاضات أخرى في الجولات القادمة من عمر الدوري. الا ان انتفاضته الأخيرة جاءت على حساب الخريطيات في مواجهة من 6 نقاط شكلت اهم مواجهة للفريقين منذ بداية الموسم لأن الخسارة فيها تبقى ضحيتها تحت جاذبية القاع. فوز العربي الذي طال انتظاره جاء بعد عناء طويل جدا منذ الجولة الأخيرة بالقسم الأول وكان على حساب الخور بثلاثية ولكن الفوز الأول قد تحقق في الجولة الثالثة على حساب قطر، ويتضح بذلك ان العربي لم يفز الا على فرق قطر والخور والخريطيات وهي فرق مهددة بالهبوط وتحتل مراكز في قاع الترتيب.
فوز العربي في هذه الجولة أعاد البسمة للجماهير العرباوية التي شدت الرحال لمتابعة الفريق في المباراة وساندته في المواجهة ولكن مهمتها لم تنته بعد.





فوز للمرخية يحتاج للاعتماد
قدم المرخية مباراة مثالية أمام الغرافة وحوّل تأخره إلى فوز ثمين بثلاثية كاملة لم يسبق له أن سجل مثلها بالدوري وجسد بذلك ما طال انتظاره من تحويل الأداء الجيد إلى فوز ملموس إلا أن فريق الغرافة قدم احتجاجا للجنة الانضباط بسبب مخالفة تمثلت في إشراك المرخية لستة لاعبين مقيمين مما قد يعرض الفريق لسحب النقاط الكاملة منه إذا ما رأت لجنة الانضباط سلامة احتجاج الغرافة وأخذت به.. وفي حالة خسارة المرخية لنتيجة المباراة فإن الفريق لن يكون بمقدوره تجنب الهبوط لدوري الدرجة الثانية إلا في حالة نادرة تتمثل في فوزه بجميع المباريات وخسارة الفرق التي تسبقه على لائحة الترتيب.




بونجاح .. قيمة كبيرة
عندما يتواجد المحترف الجزائري بغداد بونجاح يثق من يعرف ويحب الزعيم أنه فريقه لن يخسر وإن تأخر يسجل، ويعود ويتقدم، أو أنه يدك شباك الآخرين مهما كانوا، وهذا يؤكد القيمة الفنية والتهديفية للاعب الهداف بونجاح الذي يؤكد عبر كل مشاركة مع السد أنه هداف من طراز مميز لا يمكن أن توقفه الدفاعات ولا تعطله الرقابة، ولا تحد من خطورته «خشونة» أو رصد لصيق، وكان حاضراً مع الزعيم رغم عودته المتأخرة من الإصابة ومع كل ظهور له يسجل للسد، سواء على مستوى آسيا أو في دوري نجوم قطر، وآخرها بسوبر هاتريك في شباك العميد الأهلاوي الذي عجز دفاعه عن إيقافه أو الحد من هوايته التهديفية، وان لو كان قد استمر مع فريقه ولم يغب بداعي الإصابة لفترة ليست بالقصيرة لأصبح هدافاً بلا منازع للدوري، وهو ذات السيناريو الذي سبق أن تعرض له بالموسم الماضي عندما كان ينافس ثم غاب بالجولات الأخيرة وهو ما أفقده اللقب، ولكن المهم أنه يمثل حضوراً كبيراً مع الزعيم، كونه يشم رائحة المرمى من أي زاوية أو مكان!




العميد .. بلا هوية !
من يعشق العميد الأهلاوي يحمد الله أن لديه من الفارق الذي أسعفه وأبعده عن الخطر وجعله يتواجد في المنطقة الآمنة في القائمة، وإلا ومن خلال ما ظهر به أمام الزعيم وخسارته بخماسية لما قامت له قائمة إذا كان هذا مستواه، وربما لقاده إلى الخطر، فهو افتقد إلى الهوية الفنية، ولا يعرف ما يعمل ولا يعلم اللاعبون ماذا يفعلون، وسط سيطرة مطلقة للزعيم وتراجع غريب ومثير للشفقة للعميد، وهو ما قاده إلى الاهتزاز إلى خمس مرات بأقدام لاعبي السد ومنها أربعة للهداف بونجاح. الأهلي بحاجة إلى جرعة أوكسجين من أجل أن تعيد رئته لتعمل ويتنفس هواء النتائج الإيجابية، وإلا فإن الأمر سيكون صعباً!
copy short url   نسخ
27/02/2018
2290