+ A
A -
أكد السيد محمد بن أحمد العبيدلي، عضو مجلس إدارة غرفة قطر، أن دولة قطر استطاعت أن تواجه الحصار الجائر الذي تعرضت له منذ 5 يونيو 2017 بكل جسارة وقوة وثبات، منوهاً بالتعامل المتزن والحكمة التي اتسمت بها مواقف قطر وردود أفعالها بعد قطع ثلاث دول خليجية علاقاتها الدبلوماسية معها، وإغلاق كافة الحدود البرية والبحرية والمجال الجوي.
منوها بأن دولة قطر اكتسبت ثقة واحترام كافة دول العالم، وأن الحصار لم يزد الشعب القطري إلا قوة وصلابة وعزز من الاعتماد على الذات والاهتمام بتطوير قدراتنا لما فيه الأفضل.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي استضافته غرفة قطر أمس الاثنين مع وفد كندي معني بحقوق الانسان ترأسه السيد فيري دي كركهوف من المعهد الكندي للشؤون الدولية.
وقال العبيدلي إنه خلال الأيام الأولى للحصار تكاتفت كل الجهات المعنية والحكومة والقطاع الخاص، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وقامت بمواجهة الحصار الجائر بكل ثبات وقوة.
وأشار إلى أن مواجهة وتحدي الحصار أفرزت بعض الفوائد على الاقتصاد القطري، والتي تمثلت في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتركيز على المنتج الوطني، وفتح قنوات تواصل مع بلدان جديدة من خلال خطوط ملاحية مباشرة، بالإضافة إلى الدور البارز الذي قام به القطاع الخاص خلال الأزمة.
ونوه العبيدلي إلى أن القطاع الخاص القطري أثبت جدارته خلال الحصار من خلال قدرته على توفير بدائل استيراد بعيداً عن دول الحصار في فترة وجيزة، الأمر الذي حال دون حدوث خلل أو نقص في أي من المواد الغذائية أو الدوائية، مشيرا إلى أن الاقتصاد القطري لم يتأثر بالأزمة بقدر ما تأثرت به اقتصادات دول الحصار، التي كانت ترتبط بشراكات وعقود كثيرة مع الجانب القطري.
وأضاف بأن الشركات المحلية استطاعت إيجاد بدائل سريعة فور انقطاع كافة البضائع والسلع من دول الحصار، مشيراً إلى أنه في الأسبوع الأول للحصار تم حجز كافة الحاويات القطرية في موانئ دول الحصار.
وأشاد بالدور الكبير الذي قام به أصحاب الأعمال القطريون من خلال الالتفاف حول القيادة الرشيدة والاسترشاد بتوجيهاتها السامية الرامية إلى تعزيز المنتج الوطني، ولفت إلى أن كثيرا من المصانع والشركات القطرية زادت من إنتاجها، كما شهدت الدولة إنشاء كثير من الشركات والمصانع الجديدة التي دخلت في عمليات الإنتاج والتشغيل.
كما أشاد بالدبلوماسية القطرية خلال تعاطيها مع هذه الأزمة، منوهاً بأن دولة قطر لم تنجرف لتصرفات سلبية مع دول الحصار، بل كانت دائما تنادي بالحوار والتفاوض دون الانتقاص من سيادة وكرامة دولة قطر وشعبها الأبي.
وعن دور الحكومة خلال الحصار، شدد العبيدلي بأن كافة الوزارات مدت يد العون، وتكاتفت من أجل الحيلولة دون تأثر المجتمع بتداعيات هذه الأزمة، وتم تشكيل كثير من اللجان التي ساعدت في تيسير الأمور وحل كافة المعوقات.
أما عن دور الغرفة، فأكد العبيدلي أن الغرفة قامت بدور فعال خلال الأزمة، حيث قامت ومنذ الأيام الأولى للحصار بالاجتماع مع موردي المواد الغذائية والدوائية والمواد الأولية، وذلك لبحث كافة المعوقات التي تواجههم والعمل على حلها مع الجهات المعنية، لافتا إلى أن الغرفة شاركت كذلك في كثير من اللجان والمبادرات المعنية بتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية وحل كل ما يعرقل دوره المأمول.
وقال إن الحصار لم يؤثر على المشاريع التي يتم تنفيذها في الدولة، سواء الخاصة بتطوير البنية التحتية من جسور وطرق ومباني أو المشاريع المتعلقة، باستضافة مونديال 2022 لكرة القدم.
وخلال الاجتماع، أطلعت الغرفة الوفد الحقوقي الكندي على ما تعرضت له بعض الشركات القطرية التي لها فروع في دول الحصار أو اصحاب الأعمال القطريين الذين لديهم أعمال وشركات بتلك الدول، من خسائر فادحة بسبب الحصار.
وقام عدد من الشركات القطرية خلال اللقاء، بعرض الخسائر التي تعرضوا لها بسبب الحصار، حيث قدم أحد أصحاب الأعمال القطريين نبذة عن الخسائر التي منيت بها شركته والتي تتكون من 10 شركات تجارية ومصنعين للألومنيوم بالمملكة العربية السعودية. ونوه بأن شركاته يعمل بها أكثر من 120 عاملاً ولديه 52 سيارة وتم تجميد كافة حساباته البنكية في السعودية، والتي يصل عددها إلى 32 حسابا بنكيا.
من جانبهم، أعرب أعضاء وفد حقوق الانسان الكندي عن إعجابهم بتعامل دولة قطر وكافة مكوناتها مع تداعيات الحصار، وتقدموا بالشكر لغرفة قطر على اطلاعهم على كافة الجهود والخطوات التي بذلت لمواجهته.
ونوهوا بأنهم سيعملون على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين قطر وكندا، خاصة وأن هناك اهتماما مشتركا من جانب أصحاب الأعمال القطريين والكنديين بالدخول في شراكات وتحالفات في القطاعات الواعدة التي يتميز بها كل جانب.
copy short url   نسخ
27/02/2018
3484