+ A
A -
حوار - مفيد القاضي
أكد السيد راشد الدوسري المدير التنفيذي لمركز الاستشارات العائلية (وفاق) أن المركز يقوم بجهود كبيرة في مجالات رعاية الأسر وحمايتها، مشيرا إلى أن المركز قام خلال الحصار الجائر على قطر بتقديم العديد من الخدمات لحوالي 497 حالة.
ولفت الدوسري إلى أن المركز عمل على كثير من الأمور المهمة مثل تجويد الخدمات المقدمة للأسر القطرية وأسر المقيمين داخل المجتمع القطري وساعد ذلك على عمل الإصلاح الأسري وتسوية كثير من المنازعات الأسرية بالطرق الودية حيث قامت بحل كثير من المشاكل التي تحدث بين الزوجين والعمل على الربط العائلي وخاصة بعد الطلاق للحفاظ على تربية الأولاد وذلك برفع الوعي بين الوالدين بعد الطلاق للمحافظة على الاحترام المتبادل.
وأضاف الدوسري في حواره لـ الوطن أن المركز استطاع أن ينجز ويقدم مجموعة من الخدمات الإرشادية والعلاجية للجمهور حيث استقبل في عام 2017م (10.397) مستفيدا إما بالحضور المباشر أو عبر خدماته عن بعد (الهاتفية والإلكترونية)، حيث قدم المركز في عام 2017م.
أما على صعيد الخدمات الوقاية والتوعوية فقد نفذ المركز(36) نشاطاً توعوياً في عام 2017م عبارة عن برامج تدريبية وتأهيلية، ومحاضرات وندوات للجمهور في مختلف الأماكن في الدولة استفاد منها (836) مستفيدا كما تناول العديد من المحاور المهمة في هذا الحوار:
ما هــي أكثــر مشاكل بين الأسر؟
- الأسرة في كل مراحلها صورة مصغرة للمجتمع الكبير الذي تنتمي إليه، فهي تحوي ما يحتويه ويسود فيها ما يسود فيه من قوة وضعف، ومن كمالات ونقص، ومن مجتمعها من محاسن وعيوب مادية أو مزايا وعلل، ومن صحة ومرض، وهي تتأثر بما يتأثر به من مؤثرات داخلية أو خارجية معنوية، ولأنها مرآة تعكس عقيدة المجتمع الذي تنشأ فيه؛ وتعكس حضارته وأفكاره؛ وتمارس تفاعلاته؛ فتظهر عليها تحولاته، وتنعكس عليها بالضرورة صورته الواقعية، ولمركز الاستشارات العائلية (وفاق) دور في المحافظة على استقرار الأسرة بالمجتمع وفتح المجال لها نحو تحقيق وتعديل مفاهيم أفرادها، وضبط إيقاع الحياة الزوجية والأسرية، وذلك من خلال التوعية الأسرية التي تمثل الخط الوقائي للأسرة في مواجهة الخلافات وكذلك إرشاد الشباب المقبل على الزواج، للحفاظ على مستقبل الحياة الزوجية متماسكة ومستقرة والبناء الأسري قوي الدعائم. ويستقبل المركز كافة المشاكل الأسرية بحسب أنواعها النفسية والاجتماعية، التربوية الشرعية والقانونية إما بشكل ودي أو عن طريق التحويل من محكمة الأسرة. لذا لا يمكن الجزم بتحديد أكثر المشاكل بن الأسر الداخلية على اعتبار تنوع تلك المشاكل وتفاوتها من أسرة إلى أخرى وخضوعها لمؤثرات نفسية واجتماعية واقتصادية وعلى النحو الموضح أعلاه.
هل هناك حملات توعية تقومون بها للعائلات وكيف يتم ذلك؟
- نعم بالتأكيد، يقوم المركز بتنفيذ مجموعة من الحملات التوعوية والتثقيفية مستخدماً كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وكذلك الرقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كونها وسيلة هامة ومؤثرة من الوسائل المستخدمة في الحملات الإعلامية والتوعوية، حيث نصل خلالها لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور سواء داخل وخارج دولة قطر، وقد نظمنا عدة حملات توعوية وكذلك حملات بمشاركة جهات من الدولة وكان آخرها حملة إعلامية توعوية عبر كافة منصات مواقع التواصل الاجتماعي في أبريل من هذا العام بمناسبة الاحتفال بيوم الأسرة في قطر وكان شعار الحملة # نبقى_على_وفاق_لو_اختلفنا. تضمنت نشر رسائل ومواد توعوية للجمهور بهدف التأكيد على أهمية الحفاظ على الروابط والعلاقات الأسرية قوية ومتينة مهما واجهت من ظروف وتحديات وقد حصدت الحملة تفاعلاً كبيراً من الجمهور وتصدر وسم الحملة قائمة (ترند) في قطر عبر موقع تويتر لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة. والمركز يركز في تواصله مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ملامسة مشاعرهم وأحاسيسهم واحتياجاتهم العاطفية عبر رسائل يومية موجهة للفئات المستهدفة في مجالات العلاقات الزوجية والأسرية وذلك حرصاً على تقوية أواصر الزواج والأسرة بشكل مباشر.
هل تقومون بتقديم رسائل التوعية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وما نسبة نجاح ذلك؟
- في ضوء الاهتمام المتزايد الذي يحظى به الإعلام الاجتماعي بما يضمه من مواقع وشبكات اجتماعية تفاعلية متنوعة ساهمت في فتح آفاق جديدة للتواصل مع الجمهور من مختلف شرائحه وفئاته حرص مركز وفاق على التواجد وبقوة عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وذلك منذ عام 2011، حيث أتاح المركز لجمهوره نوافذ تفاعلية غير تقليدية بهدف التواصل معه ومشاركته الآراء والأفكار وكذلك إطلاع الجمهور على أحدث أخبار وفعاليات المركز بصفة يومية هذا بالإضافة إلى الدور التوعوي عبر نشر مواد ورسائل توعوية وتثقيفية متنوعة وهادفة في جميع المجالات التي تهم كافة أفراد الأسرة.
وقد أصبحت هذه الوسائل بالنسبة لجمهور المركز طريقة تفاعلية سريعة للتعبير عن همومهم وتحدياتهم وكذلك المشاركة بخبراتهم وتجاربهم. ومع دخول المركز عالم مواقع التواصل الاجتماعي استطاع أن تكون له بصمته المميزة وتأثيره اللافت من حيث التفاعل مع الجمهور عبر هذه المنصات، فعلى سبيل المثال يتابع حساب المركز على موقع تويتر أكثر من 100 ألف متابع من داخل دولة قطر وخارجها ويحظى الحساب بتفاعل مميز من الجمهور عن طريق إعادة التغريد والإعجاب والتعليقات والردود حول ما ينشر عبر الحساب من مواد توعوية وتثقيفية منوعة تلامس احتياجاتهم وواقع حياتهم مع أفراد أسرهم وذلك في مختلف المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية وغيرها.
ما هي الإنجازات التي قام بها المركز داخلياً وخارجيا خلال الفترة الماضية؟
- استطاع مركز الاستشارات العائلية (وفاق) أن ينجز ويقدم مجموعة من الخدمات الإرشادية والعلاجية للجمهور حيث استقبل في عام 2017م (10.397) مستفيدا إما بالحضور المباشر أو عبر خدماته عن بعد (الهاتفية والإلكترونية)، حيث قدم المركز في عام 2017م.
أما على صعيد الخدمات الوقاية والتوعوية فقد نفذ المركز(36) نشاطاً توعوياً في عام 2017م عبارة عن برامج تدريبية وتأهيلية، ومحاضرات وندوات للجمهور في مختلف الأماكن في الدولة استفاد منها (836) مستفيدا.
أما على الصعيد الاتصال التوعوي فقد انجز المركز (6227) نشاطاً اتصالياً توعوياً استطاع الوصول فيه لما عدد (15.071.422) متلقيا عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن مركز وفاق قد عمل على استنفار جهوده واستنهاض همم منتسبيه بغرض تخفيف تداعيات الحصار الجائر على دولة قطر، حيث قدم المركز خدماته لعدد (497) مستفيدا من مواطني دول الحصار دون تمييز، وفق المعايير الاحترافية والمهنية، وذلك تأكيداً على الواجب الإنساني وعلى حقهم في الحصول على تلك الخدمات كونهم يعيشون على أرض دولة قطر، علما أن الخدمات لازالت مستمرة، وقد تلقى المستفيدون عددا من الخدمات في المجال الاجتماعي أهمها الخدمات الأسرية والتأهيلية والاستشارية القانونية والنفسية.
ما هي خططكم لتحقيق رؤية 2030؟
- ورد في رؤية قطر الوطنية وتطويرها من خلال بناء الإنسان القطري القادر على التعامل بجدارة ومرونة مع متطلبات عصره، والمحافظة على أسرة قوية متماسكة تحظى بالدعم والرعاية والحماية الاجتماعية. لذا فإن مركز الاستشارات العائلية (وفاق) ينطلق في حركته داخل المجتمع القطري من منطلقات وركائز اتفق عليها المجتمع، واصطلح على أنها تصلح لتقويم حركته وتصحيح مساره، وذلك حتى يكون منافسا قويا لمجتمعات اليوم، بل ينبغي أن يكون في مقدمتها جميعا، فإن الاستقرار الأسري الذي يسعى إليه المجتمع القطري بكل قوته، هو المنطلق الأساسي والفاعل في استقرار المجتمع ككل. ويعتمد مركز (وفاق) على الركائز التالية في تحقيق رؤية 2030، تتضمن دستور دولة قطر، وقانون الأسرة رقم 3 والذي نص على إنشاء محكمة، بعد صدور الدستور القطري ونفاذا بما يخدم الأسرة في المجتمع القطري بكافة فئاته، وبين اختصاصاتها والأحكام المنظمة لعملها وقد كان المركز عضوا في لجنة إنشاء مبنى محكمة الأسرة، و منظومة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي حيث يعمل مركز الاستشارات العائلية تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التي أسستها صاحبة السمو الشيخة/ موزا بنت ناصر– يحفظها الله– بصفتها المؤسس– في غضون شهر يوليو 2013 كمؤسسة خاصة ذات نفع عام وفقاً لأحكام المرسوم بقانون رقم (21) لسنة 2006 بشأن المؤسسات الخاصة ذات النفع العام وتعديلاته، وذلك بهدف تنمية منظمات المجتمع المدني التي تعمل تحت مظلتها وتعزيز قدراتها والنهوض بها وتطوير وتفعيل دورها في المجتمع، ووضع الاستراتيجيات والسياسات والبرامج التي تساهم في الارتقاء بتلك المنظمات بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
الرعاية الوالدية ما مفهومها وكيف يتم ذلك؟
- لا شك أن الطلاق قد يفرز العديد من المشكلات في الأسرة وقد يصل الأمر إلى النزاع الأسري والذي يظهر في الجوانب المادية أو المعنوية ولعل من أصعب النزاع هو ما يكون حول الأبناء وبالتحديد الخلافات حول رؤية الأبناء وفي مركز الاستشارات العائلية (وفاق) والمنطوي تحت مظلة مؤسسة العمل الاجتماعي يبرز دور (قسم الرعاية الوالدية) في الحد من هذه الخلافات حول رؤية الأبناء والمساهمة في تقريب وجهات النظر وتحقيق الرؤية في جو آمن يحفظ حق الطفل في الاستمتاع بعلاقة متوازنة مع الوالدين المنفصلين أو المطلقين.
بدأ المركز في تقديم خدماته لأبناء المطلقين والمنفصلين منذ إنشائه في عام 2003 م وذلك ضمن الخدمات التي تقدمها إدارة الاستشارات ثم أصبحت هذه النوعية من الخدمات تقدم من خلال قسم مستقل يحمل مسمى الرعاية الوالدية في عام 2007م هذا ويعمل القسم وفق أهداف مؤسسة العمل الاجتماعي إضافة إلى الأهداف الاستراتيجية الخاصة بمركز الاستشارات العائلية (وفاق ) ولعل من أبرز الأهداف التي يسعى القسم لتحقيقها هي تقليل الآثار السلبية على المطلقين وعلى أبنائهم وتعزيز الثقافة الوالدية المسؤولة نحو الأبناء المحضونين في حالات الانفصال أو الطلاق وأثناء النزاع الأسري وتمكين الوالدين من رعاية أبنائهم والمحافظة عليهم والقيام بواجباتهما في بيئة آمنة بعيدة عن الصراعات.
الإصلاح الأسري إلى ماذا ينقسم وكيف يتم تنفيذه؟
- يعتبر الإصلاح الأسري إحدى المهام التي يقوم بها المركز حيث يقوم الهدف منه النظر في العلاقات الزوجية سواء بالتوجيه والإرشاد قبل الدخول وفي إجراءات التقاضي أو بالنظر في كل ما يحال إليه من محكمة الأسرة لبذل المساعي الإصلاحية قبل البت في القضايا الأسرية، فيسعى المصلحون فيه لتسوية النزاع وحل الخلاف بين أطراف الدعوى، وإبلاغ محكمة الأسرة بالنتيجة التي تم التوصل إليها حيث يعمل بالقسم نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإصلاح الأسري يتمتعون بخلفيات علمية متنوعة فمنهم الاجتماعي والنفسي والقانوني والشرعي ويعملون بالقسم كفريق من أجل تقديم خدمة متميزة لعملاء المركز.
هل هناك تعاون مشترك بينكم وبين المراكز الأخرى ذات الأدوار التكاملية؟
- يبنى مركز الاستشارات العائلية (وفاق) علاقات تعاون متعددة مع المراكز الأخرى من خلال إبرامه لمذكرات تفاهم أو بروتوكولات تعاون مشترك ضمن إطار تحقيق علاقات تكاملية تفرضها ضرورة التعامل مع مشكلات الأسرة داخل المجتمع القطري، ليتمكن المركز من تجويد الخدمات المقدمة لجمهور الأسرة داخل المجتمع القطري.
ما هي أنواع التوعية التي تقدمونها؟
- نعتبر أن التوعية المجتمعية أحد أهم أدوار المركز الرئيسية لذلك عملنا على إنشاء إدارة معنية متخصصة تقوم بإعداد وتطوير وتنفيذ الأنشطة التوعوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز في إطار المشاريع التشغيلية وموازناتها وخططها الزمنية المعتمدة. وتهدف الإدارة إلى التوعية والتثقيف بالقضايا الأسرية والتخفيف من آثار التحولات السريعة التي تتعرض لها الأسرة في دولة قطر، ورفع كفاءة أفراد الأسرة لإدارة حياة أسرية مستقرة ومتماسكة. وتعنى الإدارة بإعداد وتنفيذ وتنسيق كافة الأنشطة التوعوية، التثقيفية، التدريبية والتأهيلية المحققة لأهداف المركز ووجهته الاستراتيجية واختصاصاته في كافة القضايا المعنية بتماسك الأسرة واستقرارها من (دورات تدريبية وورش العمــل والمحاضرات المسموعة والمرئية وغيرها) موجهة لشرائح المجتمع وفئاته العمرية المختلفة.
copy short url   نسخ
24/01/2018
4277