+ A
A -
كتب- محمد الأندلسي
أكد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، أن رواد الأعمال يساهمون حالياً في جهود وخطط الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال مشروع جاهز 2 في مجال الأغذية والمشروبات فيما باشر مشروع جاهز 1 والذي يضم 32 مصنعاً في مجالات البلاستيك والألومنيوم والإلكترونيات الإنتاج مساهماً في تلبية احتياجات السوق المحلي.
ولفت آل خليفة خلال محاضرة بعنوان: «دور بنك قطر للتنمية في دعم ريادة الأعمال والإنتاج الوطني»، ضمن سلسلة محاضرات العميد بجامعة كارنيغي ميلون قطر، أمس، إلى أن النسخة السابقة من مؤتمر ومعرض مشتريات 2017، قد وفرت فرصاً تعاقدية بقيمة 2.5 مليار ريال، استحوذت الشركات الصغيرة والمتوسطة على حصة تبلغ 700 مليون ريال منها، مؤكداً أن بنك قطر للتنمية يعمل على مضاعفة جهوده في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والذي بات لا يقتصر فقط على دعم وتدريب رواد الأعمال لتحويل الأفكار إلى مشروعات، بل امتد ليشمل تمويل تأسيسها، ودعم نموها وتوسعها، والعمل على وصول هذه الشركات إلى الأسواق المحلية ومن ثم الانطلاق إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن تعزيز وتيرة مساهمة هذه الشركات في الناتج المحلي.
وأضاف آل خليفة: «إن بنك قطر للتنمية يعمل على تعزيز مساهمته في دعم الإنتاج المحلي من خلال توفير الوصول للمعلومات المناسبة والتدريب اللازم، بالإضافة إلى توفير الوصول للتمويل اللازم، لاسيما أن إجمالي التمويلات قد بلغ 8 مليارات ريال منذ تأسيس البنك، وجزء كبير من هذا التمويل يصب في القطاع الصناعي، لدوره المهم والمحوري في تحقيق جزء كبير من الاكتفاء الذاتي والبنك ملتزم بتكملة المشوار ومضاعفة الأداء للتأكد من تقديم وتعزي الخدمات للقطاع الصناعي والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذلك بما يحقق جزء من الأمن الغذائي المطلوب ويحقق اكتفاءّ ذاتيا وصولاً للاستقلال الاقتصادي».
وأشار آل خليفة أن أحد أهم أهداف بنك قطر للتنمية هي زيادة مساهمة القطاع الخاص ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتشارك بشكل قوي في وتيرة التنمية الاقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الاستقلال الاقتصادي.
وشدد آل خليفة على ضرورة منافسة الشركات القطرية الصغيرة والمتوسطة على مستوى دولي من خلال تشجيعها عبر برنامج تصدير عبر المشاركة في معارض عالمية، وحالياً تشارك أكثر 16 شركة قطرية في برلين بمعرض الأسبوع الأخضر، وأضاف، دائماً نحرص على مشاركة الشركات القطرية في الأسواق العالمية سواء من خلال المشاركة في المعارض أو البيع علي المستوي العالمي، لأن ذلك يرفع من كفاءة الشركات القطرية.
«800» مليون ريال
وقال آل خليفة إنه خلال السنوات الماضية ساهم برنامج «تصدير» في مساعدة أكثر من 500 شركة صغيرة ومتوسطة في تحقيق مبيعات بقيمة 800 مليون ريال والوصول لأكثر من 80 بلد، مضيفاً: «نحن نقيس أداء الشركة بالمساهمة وليس المشاركة فقط، وذلك من خلال متابعته والتأكد من استيفائها الشروط والمعايير وتحقيق الإنتاج الذي يمكن الشركة من التصدير للخارج».
وأوضح أن برنامج «تصدير» يعتبر من أقوى وسائل الدعم التي تعمل على تمكين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من وصول منتجاتهم إلى الأسواق العالمية والترويج للمنتجات المحلية في الخارج، وهو ما يؤدي إلى تعزيز حركة التجارة الخارجية، من خلال زيادة حجم الصادرات القطرية إلى الخارج، ويعزز من قدرة الشركات المحلية على الارتقاء بمنتجاتها لتستطيع المنافسة في الأسواق العالمية، كما أن برنامج تصدير يعزز العلاقات التجارية والتعاون بين دولة قطر دول العالم المختلفة. وحول الضمانات التي يمكن أن يقدمها البنك، قال الرئيس التنفيذي إن البنك يضمن الصادرات القطرية، من خلال صندوق ضمانات الصادرات القطرية والذي يتجاوز رأسماله 650 مليون ريال لدرء المخاطر السياسية والإفلاس، كما ندعم الشركات المحلية من خلال ضمان صادراتها.
ونوّه آل خليفة إلى أن قطر تعد الأولى عربياً كأفضل بيئة لريادة الأعمال وفي المركز 22 عالمياً وفقاً للمرصد العالمي لريادة الأعمال وذلك من خلال دعم الدولة والقيادة الرشيدة، خاصة مع ارتفاع الدعم المقدم لرواد الأعمال بعد الحصار والسماح للمصانع المنتجة بفترة سماح للسداد تمتد حتى 6 أشهر، وهذا كله يصب في مصلحة رواد الأعمال.
وأشار إلى أن حاضنة قطر للأعمال تقوم باحتضان نحو 150 رائد أعمال قطرياً، وتقدم لهم البرامج التدريبية وتحتضن شركاتهم وهناك نحو 35 شركة من رواد الأعمال القطرية أصبحت منتجات شركاتهم في السوق، وعدد الشركات المتحضنة الآن في الحاضنة يتجاوز الـ80 شركة، لافتاً إلى أن حجم إنتاج رواد الأعمال يتجاوز 25 مليون ريال.
وقال آل خليفة، إن حاضنة قطر للأعمال تأسست بدعم من مؤسسات حكومية قيادية تعمل على تعزيز ريادة الأعمال في قطر: بنك قطر للتنمية- المالك الرسمي- ونماء وتهدف الحاضنة إلى تطوير الشركات القطرية التي تصل قيمتها لمائة مليون ريال قطري في دولة قطر بما يتماشى مع نهج دولة قطر لتوحيد الجهود في سبيل تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز القطاع الخاص في دولة قطر. وأوضح أن حاضنة قطر للأعمال هي واحدة من أكبر حاضنات الأعمال متعددة الاستخدامات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. تُمكن الحاضنة رواد الأعمال من بدء وتنمية شركاتهم من خلال الاحتضان، والتطوير والتواصل والاستثمار وتلتزم بنجاح رواد الأعمال على المدى البعيد، لافتاً إلى أن الحاضنة تقدم منهجية رائدة لإدارة الأعمال الانسيابية تعمل على تحويل الأفكار المبتكرة إلى شركات ناشئة.
وأشار إلى أن من مبادرات بنك قطر للتنمية الهامة هي مسابقة الفكرة بالتعاون مع جامعة كارنيغي ميلون ويحصل من خلال رواد الأعمال علي الدعم والتمويل اللازم دون أي مخاطرة من رواد الأعمال وتعتبر المسابقة الوطنية لريادة الأعمال (الفكرة) مسابقة تعليمية وتوجيهية تم تصميمها وتوجيهها لتستهدف أصحاب المشاريع الناشئة والريادية العاملة في دولة قطر بُغية تطوير الأفكار التجارية وتحويلها إلى مشاريع ناجحة ذات قيمة.
وأوضح أن مسابقة «الفكرة» تهدف إلى إتاحة الفرص لأصحاب الأفكار الابداعية وذلك بتوفير منصة لتحويل طموحاتهم إلى مشاريع حقيقية من خلال باقات وحزم داعمة لتأسيس عملهم التجاري، ونشر الوعي حول مفهوم الاستثمار في مجال المشروعات وتعزيز اهتمام المجتمع في البدء بمشاريع جديدة، فضلاً عن تثقيف المتقدمين حول عملية إنشاء وتقييم المشاريع التجارية الجديدة، وتدريب المتقدمين على اقتناص فرص الاستثمار في مجال المشروعات حال توفر ظروف معينة، بالإضافة إلى تزويد الجهات الحكومية وشبه الحكومية بمشروعات ناشئة جديدة تساهم في حل بعض التحديات، وبالتالي إثراء المنظومة الاقتصادية لمشاريع جديده، وتعمل على تمكين أصحاب المشاريع من تحديد أهدافهم وتقييم أدائهم، وإتاحة الفرص للتواصل مع أصحاب الكيانات التجارية، وعرض خطط تنفيذ المشروعات عليهم.
ويقوم بنك قطر للتنمية بدور فعال للغاية في العمل على الدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر، والجميع يلمس دوره الحيوي في النهوض بهذا القطاع الحيوي، خاصة أن البنك لديه إمكانات كبيرة ومميزة، ولكن قطاع ريادة الأعمال بحاجة إلى دعم اكبر لاسيما وان دولة قطر قبل الحصار شيء وبعد الحصار الجائر أصبحت شيئاً آخر.
copy short url   نسخ
24/01/2018
4000