+ A
A -
بقلم : د.عادل بدر - كاتب مصري
يرى غنيمي هلال الإيقاع وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت؛ أي توالي الحركات والسكنات على نحو منتظم في فقرتين أو أكثر من فقر الكلام،أما الإيقاع في الشعر فتمثله التفعيلة في البحر العربي.. فحركة كل تفعيلة تمثل وحدة الإيقاع في البيت،أما الوزن فهو مجموع التفعيلات التي يتألف منها البيت، قد كان البيت هو الوحدة الموسيقية للقصيدة العربية.
كما يرى الإيقاع على أنه وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت؛ أي توالي الحركات والسكنات على نحو منتظم في فقرتين أو أكثر من فقر الكلام،أما الإيقاع في الشعر فتمثله التفعيلة في البحر العربي.. فحركة كل تفعيلة تمثل وحدة الإيقاع في البيت،أما الوزن فهو مجموع التفعيلات التي يتألف منها البيت،قد كان البيت هو الوحدة الموسيقية للقصيدة العربية.
وطبقًا لهذه الرؤية فإنَّ الإيقاع وحده نغمية صغرى على هذا الأساس، والوزن هو وحدة نغمية كبرى هي البيت وإذا كان الإيقاع تمثله التفعيلة والوزن جماع للتفعيلات،فالوزن أعم من الإيقاع أليس من الأولى العكس؟ فهو يرى الشعر ضرب من الموسيقى إلا أنه تزدوج نغماته بالدلالة اللغوية وهناك مصطلح آخر هو التوزين وهو مرادف الوزن فالشعر العربي لا يقف عند حد التوزين، بل ينطلق إلى ما يسمى بالإيقاع ويقصد به تعادل أجزاء الكلام والأصوات وتساوي مقاديرها الزمنية فيما إذا قوبل بالبعض الآخر جملة .
أما مصطلح النموذج العروضي فهو التتابع الرياضي المنتظم للتفعيلات، فيما يسمى البحر الشعري .
أما الشكل الموسيقي المتحقق فهو يختلف حسب الممارسة الإبداعية لكل شاعر والفرق بين الشكل الموسيقي المتحقق والنموذج العروضي الثابت هو طريقة الإبداع الشعري،أي ليس هناك تطابق بين الشكل الموسيقي والنموذج العروضي.
إن وجود هذه الظاهرة تفرض علينا قراءة غير عروضية،فالشكل العروضي يخفي تحت أشطره وأبياته شكلاً آخر تفرزه طبيعة التركيب اللغوي وأغلب الباحثين يتفقون على أن الخليل لم يدع حصر جميع إيقاعات الشعر العربي،فلم تكن الأوزان التي استنبطها الخليل بن أحمد وما وضعه لها من قواعد هي القول الفصل في أمر موسيقى الشعر لا في عهد الخليل وعهد تلاميذه، ولا فيما سبقه من عهود أو ما لحقه منها – وقد قال الزمخشري في ذلك: والنظم على وزن مخترع خارج على أوزان الخليل لا يقدح في كونه شعراً ولا يخرجه عن كونه شعراً .
إن العروض العربي،ليس إلا نظرية في إيقاع الشعر العربي،وإن كانت هي النظرية التي قدر لها السيادة لأسباب يطرحها سيد البحراوي بعضها يتعلق بتكاملها المنهجي – على الأقل شكلياً – وبعضها يتعلق بالظروف التي عاش فيها هذا العروض والشعر العربي نفسه، أي في ظل مجتمع لم ينجح في أن يخرج خروجاً جذرياً عن إطار الظروف الاجتماعية والفكرية التي أنتجت العروض .
فليست القصيدة العربية القديمة مفككه كما قد تبدو،بل شغل العربي بموسيقاها واصبح ينفعل لكل بيت، ويستجيب لوزنه وإيقاعه،فالشاعر لشدة اعتزازه بموسيقاها قد أحل نفسه من وحدة المعنى فيها، مكتفياً بوحدة الوزن والقافية (وهذا يدل على اهتمامه الموسيقي ).
وإن تحديد الشعر بالوزن والقافية بدأ يتغير ويهتز، وأخذ يضطرب خصوصاً في الدفاع النقدي الذي قام به الصولي انتصاراً لشعرية أبي تمام وفي أراء الجرجاني وقد نشأ ميل إلى التشكيك في أن يكون مجرد الوزن والقافية مقياساً للتمييز بين الشعر والنثر.
غير أن هذا لا يعني رفض الوزن والقافية أو التخلي عنهما، إنما يعني أنهما لا يمثلان وحدهما حصراً للشعرية، وأن هناك عناصر شعرية غيرهما،و أصبحت المسالة شعراً أو لا شعراً.
وقد تنبه الفلاسفة المسلمون إلى دور الوزن الشعري،فهو عندهم ليس الذي يميز جوهرياً بين الشعر والنثر فهناك أقوال موزونة ولا تعد شعراً فليس للوزن نفس القيمة التي تتمتع بها المحاكاة التخييل
وفاعلية التخييل لا تنفصل عن البنية الإيقاعية فلا قاعدية للوزن ويرى الجرجاني أن شعرية النثر لا تجئ من الوزن والقافية بالضرورة، وإنما تجيء مما سماه طريقة النظم، ويعني النسق الذي تأخذه الكلمات. وهذا ما نسميه طريقة الأداء أو التغيير أو بنية الكلام.
وهناك ملاحظة أن القدامى،في وضعهم لهذا النظام الصوتي،قد خلطوا بين الوزن والموسيقى من ناحية،وأكدوا ثبات النظام الموسيقي في صورته التي استخلصها الخليل ابن أحمد من ناحية أخرى ؛وبالتالي ابتعدت كلمات الموسيقى – الإيقاع.
كما أن هناك ملاحظة وهي أن المحدثين قد اتخذوا من عيوب «علم العروض» وقصور مقاييسه عن الكشف عن أسرار الشعر الموسيقية،عيوباً للنظام الموسيقي للشعر القديم نفسه،في أقوال كثيرة ومتنوعة.
ووفق هذا المنظور تصبح مسألة الوزن والقافية مسألة تاريخية،ومسألة ترتبط بجانب محدود من الإبداع الشعري،لا بشموليته،أو به كرؤية كلية. إذن من البداهة والصحة القول إن بإمكان اللسان العربي أن يتجسد شعراً في بنية كلامية غير بنية الوزن والقافية،أو إلى جانبها ؛وهذا مما يوسع في الممارسة،حدود الشعر في اللسان العربي،وحدود الحساسية الشعرية،وحدود الشعرية، فالشعر ليس حكرًا على الوزن والقافية.
والواقع أن الوزن في الشعر لا يمس الناحية الشكلية فحسب،ولكنه يمس كذلك جوهره ويرتبط بمضمونه،كما يرتبط بشكله.
ويرى محمد النويهي إن القصائد الجيدة يجب أن يحكم عليها بمقاييس شكلية جديدة تستمد من القصائد نفسها،وتراعي ما يستهدفه منشئها.
وقد ورد مفهوم الإيقاع عند بعض النقاد القدامى مرادفاً للوزن،فنجد السجلماسي يتحدث بإيجاز أكثر عن الإيقاع من خلال تعريفه للشعر الذي يقول فيه: «الشعر هو الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة متساوية،وعند العرب مقفاة،فمعنى كونها موزونة أن يكون لها عدد إيقاعي» .
copy short url   نسخ
22/01/2018
11985