+ A
A -
كتب – محمد أبوحجر وقنا
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة قطر، «حفل لم الشمل التاسع»، والذي نظمته الجامعة مساء أمس، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، إلى جانب ما يزيد عن 1500 من خريجيها لاسيما الدفعات من 1980 وحتى 1990.
وجرى خلال الحفل، الذي نظم بالجامعة، تكريم سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بجائزة الخريج المتميز.
وهنأت صاحبة السمو في مداخلة لها خلال الحفل، سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية على اختياره «الخريج المتميز»، منوهة بدوره المتميز على رأس الدبلوماسية القطرية، وكفاءته في التصدي لادعاءات دول الحصار.
وقالت سموها «سعيدة بوجودي في هذا الحفل، وسط هذا الجيل الجديد من رجال الدولة من خريجي جامعة قطر».. مضيفة أن «سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المحتفى به اليوم، أحد رموز هذا الجيل».
وتابعت صاحبة السمو قائلة «في أوقات الأزمات تختبر الكفاءات والإرادات والقدرات وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني جسد هذه القيم بجميع أبعادها حينما تصدى لادعاءات دول الحصار».
وقالت سموها إن المواقف هي التي تحدد الأحجام أشخاصا كانوا أو دولا.. مهنئة دولة قطر برجالها وبما سيكتب لها التاريخ بحروف من مجد.
وخاطبت صاحبة السمو في مداخلتها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، قائلة «المرء لا يكرم على أدائه لواجبه وإنما لإجادته فيه.. ولقد أجدت فتفوقت فكرمت».
وفي كلمته، قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة ورئيس رابطة الخريجين بجامعة قطر: بداية اسمحوا لي أن أتوجه باسمكم جميعًا بالشكر والعرفان لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله، الرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة قطر، على رعايتها لهذا الحفل وتشريفها لنا بالحضور والمشاركة في حفلنا هذا، كما يسعدني أن أرحِّب بكم جميعًا وأن أتوجه بالشكر والتقدير لحرصكم على مشاركتنا في هذا الحفل، حفل لم الشمل 2017. كلما وطئت قدماي أرض جامعة قطر، يخالجني الشعور بالفخر والاعتزاز بهذا الصرح الذي قدّم لدولة قطر ولدول أخرى شقيقة وصديقة حوالي واحدًا وأربعين ألف خريج وخريجة، مسلحين بالعلم والأخلاق، يعملون بحب وإخلاص في خدمة بلدانهم، وهم خير ممثلين للجامعة وخير سفراء لدولة قطر.
وأضاف السادة: قد تكون سنوات قليلة مقارنة بعمر الإنسان، ولكنها كانت سنوات فارقة في حياة كل خريج، اكتسبنا خلالها على أيدي نخبة من الأساتذة الأجلاء، مهارات البحث والتأمل والحوار والتحليل، والفكر المستقل، وغيرها من الأدوات التي ساهمت في بناء وتشكيل هويتنا العلمية والعملية، علاوة على جرعة وافية من القيم الأخلاقية. إنَّ نظرة واحدة متأنية على قائمة خريجي جامعة قطر منذُ إنشائها، تجعل المرء منا يشعر بانه يطالع جزءًا أساسيًا من تاريخ تطور دولة قطر، فالقائمة تضمّ أسماء عددٍ لا يستهان به من المسؤولين الذين تقلدوا مناصب رفيعة في مؤسسات الدولة، وأسماء لامعة في المجالات المختلفة، ساهموا ويساهمون بعلمهم وعملهم وإخلاصهم في تطوير وطننا الحبيب، تاركين بصمات واضحة وفارقة على النهضة المباركة التي تشهدها قطر على جميع الأصعدة، ونظرة سريعة على جمعكم الكريم تغني عن قول المزيد عن الهامات الرفيعة التي نفخر بها جميعًا والذين انطلقوا إلى الحياة العملية وإلى خدمة الوطن عبر بوابة الجامعة.
وقال وزير الطاقة والصناعة ورئيس رابطة الخريجين: إنَّهُ لا يخفى على أحد أنَّ فضل جامعة قطر على خريجيها لا يقتصرُ على ما قدمته لنا من علم على أيدي أساتذة أجلاء وأكفاء، فالتجربة الجامعية تجربة متكاملة، هيأتنا للحياة وتحدياتها، وزادها ثراء ذلك المزيج الرائع من الطلاب من دول مختلفة، اقاموا بالسكن الجامعي، وحتى من أهل قطر من خارج مدينة الدوحة، وأنا كنت واحدًا منهم. كنا نقضي في الجامعة الساعات الطوال حتى أصبحت بيتنا الثاني، والبوتقة التي انصهرت بين اروقتها وقاعاتها ومكتباتها، الثقافات والعادات والتقاليد من دول مختلفة، فأثرت حياتنا فيها. ولا شك في اننا جميعًا نكن كل التقدير والعرفان لهذا الصرح الكبير، ونشعر بالفخر والاعتزاز لما وصلت إليه الجامعة اليوم، ففي خلال أربعة عقود، أصبحت الجامعة تضم تسع كليات، وتقدم أربعين برنامجًا لنيل درجة البكالوريوس وأربعة وثلاثين برنامجًا للدراسات وبها هيئة تدريسية تضم نخبة من الأساتذة والخبراء من قطر ومن كل أنحاء العالم، يقدمون العلم والمشورة والخبرة لحوالي عشرين ألف طالب وطالبة بالإضافة إلى أربعة عشر مركزًا بحثيًا. وحققت جامعة قطر في زمنٍ قياسي المركز السابع ضمن أفضل مائة جامعة، حسب تصنيف QS لجامعات المنطقة العربية 2018.
وختم السادة حديثهُ قائلًا: إنَّ هذا الحفل ليس سوى واحدًا من نشاطات عديدة تنظمها الرابطة، وهو ثاني أكبر تجمع سنوي يشهده الحرم الجامعي بعد حفل التخرج، ويسعدني ان أبلغكم انَّ عدد الخريجين المتفاعلين مع الرابطة بلغ ما يقارب خمسة عشر ألف خريج وخريجة. أدعو إخواني واخواتي من الخريجين للانضمام للرابطة والتواصل والتفاعل معها ومع باقي الأعضاء، وكلي ثقة بأنَّ كل واحدٍ منكم سيجد ما يناسب ميوله واختصاصه في أحد فروعها البالغ عددها اثنان وعشرون فرعًا، كما أدعوكم الى الإفادة من الخدمات التي تقدمها الرابطة والتي يسعدها أن تقدم لكم العون في الالتحاق بأي من مرافق الجامعة ودوراتها التعليمية ونشاطاتها التثقيفية المختلفة. إنَّ التقدير والعرفان لا يكتملان إلا بالتفاعل مع الجامعة وشؤونها، ومع رابطة الخريجين ونشاطاتها، لتعميق أواصر الترابط فيما بين الخريجين من ناحية، وبينهم وبين المجتمع من ناحية أخرى، بالإضافة إلى تنمية روح التعاون بين الجميع من خلال التواصل مع الجامعة الأم. وقد أصبح التواصل الاجتماعي اليوم أسهل بكثير مما سبق، ونأمل في ان نرى المزيد من الخريجين النشطاء مع الرابطة في السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى.
«40» ألف خريج
وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر: إننا ننتقل معكم إلى مرحلة استراتيجية جديدة في تاريخ جامعتنا، عنوانها «البناء والعمل الدؤوب»، ونتأمل باحترام وإجلال جهود من سبقونا منذُ أكثر من 40 عامًا، حيثُ زرعوا في ظل ظروفٍ غاية بالصعوبة، لنحصد اليوم ثمارًا يانعة، تتمثل في أكثر من 40 ألف خريج وخريجة، 9 كليات، 79 برنامجًا أكاديميًا على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، اعتمادات أكاديمية للكليات والبرامج، وشهادات جودة دولية للإدارات، وبلوغنا المرتبة 349 دوليًا طبقًا لتصنيف QS، والمرتبة 37 على مستوى العالم ضمن الجامعات الناشئة حديثًا حسب تصنيف QS، كلُها مؤشرات تعبِّر عن حجم العمل الكبير الذي يتمّ في الجامعة منذ تأسيسها في 1977م.
وأضاف الدرهم: جامعة قطر كانت وما تزال الصرح العلمي الأول في قطر من حيثُ التأثير في حركة المجتمع وديناميكيته، والمؤسسة التعليمية الوطنية الرائدة، أسهمت بجهدها في ازدهار قطر، وتطورها عبر العقود الماضية، وقدمت للمجتمع عشرات الآلاف من الخريجين الذين أسهموا ويسهمون اليوم في بناء الوطن وتقدمه بفضل العلوم النافعة التي نهلوا منها خلال دراستهم. وتمثل الجامعة بالنسبة لكل منا مرحلة هامة ومحورية من تاريخ حياته جعلته ينتقل إلى فضاءٍ أرحب، وأثّرت في مساره الحياتي والمهني، وارتبطت الدراسة الجامعية الأولى بذكريات تظل خالدة في الذاكرة، أصدقاء وعلاقات وصِلات، تسعى رابطة الخريجين اليوم لتجذيرها وتقويتها وصولًا بها إلى خدمة الأجيال المقبلة.
وقال: إنَّهُ من خلال متابعتي لأعمال الرابطة وأنشطتها خلال الأعوام القليلة الماضية، شاهدتُ الكثير من معاني الوطنية، والانتماء، والحب، من خريجي الجامعة، لوطنهم في المقامِ الأول، ولجامعتهم ثانيًا، ولاحظت إصرارهم ورغبتهم في الاستمرار بالعطاء دون كللٍ أو ملل. جاءت الرابطة في وقتها المناسب، وتطورت بشكل سريع، ولا تزالُ تتقدم بشكلٍ رائع، واستطاعت أن تكون بحق جسرًا للتواصل بين المجتمع المحلي وجامعة قطر، وما زلنا نأملُ بالمزيد.
اعادة التواصل بين الخريج والجامعة
وفي تصريحٍ لهُ قال الأستاذ محمد سعيد المهندي مدير عام التواصل والشراكات بجامعة قطر: يعتبر الحفل تجمعا سنويًا أصبح تقليدًا من تقاليد جامعة قطر، ويهدف الحفل لإعادة تواصل الخريج بجامعته الأم، وهو يمثل حلقة الوصل بين الماضي الجميل والحاضر المشرق، والرابط الفعال بين الخريجين وبين الجامعة، كما يحضر هذه المناسبات سنويًا نماذج يحتذى بها من الخريجين.
وأضاف المهندي: إنَّ حفل لم الشمل يمثل جسر العطاء الذي تعهدت جامعة قطر بمده بينها وبين أبنائها، وذلك عن طريق اجتماع زملاء الدراسة بعد سنوات الانقطاع في احتفالية جامعية تلم شملهم لاسترجاع روح الأخوة والولاء وإعادة تواصلهم بالحرم الجامعي.
خريجو دفعات «1980 /1990»
من جانبها قالت الأستاذة بثينة اللنقاوي مدير علاقات الخريجين بجامعة قطر: إنَّ حفل لم الشمل لهذا العام يتميز بتركيزه على خريجين الدفعات من 1980-1990، وقد وجهنا دعوة عامة لكافة خريجي الجامعة للحضور والمشاركة، كما تمّت دعوة بعض من خريجين جامعة قطر من بعض الدول الخليجية، وتحديدًا من سلطة عمان ودولة الكويت لتشريفنا حفل هذا العام، ويعتبر ذلك عرفًا سنويًا تقوم به الجامعة؛ بدعوة خريجيها من دول أخرى، والذين يشغلون مناصب قيادية في دولهم بهدف تعزيز روح الترابط والتعاون بينهم وبين المسؤولين في دولة قطر.
وأضافت اللنقاوي: إنَّ جامعة قطر تطمح دائمًا أن توطّد العلاقة بين خريجيها، وتعلق دائمًا آمالًا كبيرة على الدور الذي يلعبه الخريجون في دعمها، وتشجع الجامعة خريجيها على المشاركة في الفعاليات والأنشطة والمبادرات التي تنظمها، فهذا الحفل السنوي يعتبر فرصة للخريجين لمعرفة دور وأهداف رابطة الخريجين والمساهمة في تفعيل دور الرابطة من خلال الانخراط في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها أفرع الرابطة وطرح المزيد من المبادرات التي من شأنها أن تساهم في تنشيط دور الرابطة لخدمة الجامعة والمجتمع.
تضمن هذا الاحتفال السنوي كذلك 13 جناحا للكليات والمراكز بجامعة قطر، بالإضافة إلى حضور ومشاركة ممثلين من خريجي الجامعة من خارج قطر وقد تحدث في الحفل، كل من الخريج أوس النعيم من دولة الكويت، والخريجة لبنى الخروصي من سلطنة عمان.
أبرز الفعاليات
ويعتبر حفل لم الشمل؛ ثاني أكبر حفل سنوي تنظمه جامعة قطر بعد حفل التخرج، وبدأت الجامعة بتنظيم هذا الحفل منذُ عشر سنوات من خلال مكتب علاقات الخريجين منذ 2007، ومن ثم نظم الحفل بالتعاون مع رابطة الخريجين والتي تم إنشاؤها 2011 والتي تعمل تحت مظلة الجامعة.
وتضمّن الحفل، الذي حضره ما يفوق عن 1500 خريج وخريجة؛ فقرات ترفيهية وثقافية متنوعة، حيثُ اشتمل على عرض الفرقة الموسيقية للقوات المسلحة، معرض بعنوان: «مقتنيات خريج»، عرض أوبريت «قصة وطن» بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، معرض كاريكاتير لرسامين من قطر ودولة الكويت وسلطنة عمان. كما تم خلال الحفل تكريم عدد من الخريجين، حيث حصل على جائزة الخريج المتميز: سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كما حصل على جائزة الفرع المتميز: فرع اسكتش (للفنون الجميلة) برابطة خريجي جامعة قطر، كما حصل على جائزة الكلية الفائزة بأفضل جناح خلال حفل لم الشمل العام الماضي 2016: كلية الهندسة.
الجدير بالذكر أنَّ الحفل التاسع لفعالية لمّ شمل خريجي جامعة قطر ركز هذا العام على خريجي الدفعة 1980، والدفعات الموالية لها حتى العام 1990. وتهدف جامعة قطر من خلال تنظيمها لهذا الحفل إلى تعزيز قيمة الولاء والانتماء لدى الخريجين تجاه جامعتهم، ويعتبر حفل لم الشمل محفل سنوي للخريجين للالتقاء والتواصل وتقوية أواصل الترابط بين بعضهم البعض وبين المسؤولين بالجامعة لتنمية روح التعاون بين الجميع.
copy short url   نسخ
29/11/2017
1918