+ A
A -
عواصم -«عربي 21» - وكالات -- شكك محللون سياسيون في صدقية الإعلان الأميركي عن وقف الدعم العسكري للمنظمات الكردية في شمال سوريا، وقالوا إن هذا الإعلان جاء نتيجة متوقعة لانتهاء العمليات الكبرى ضد تنظيم داعش في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ«قسد» المتحالفة مع واشنطن.
وربط المحللون بين وجود كميات كبيرة من العتاد والسلاح لدى تلك المليشيات، وبين انتفاء الحاجة لمزيد من الدعم في الوقت الراهن، في ضوء الحديث عن قرب التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال الجمعة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي دونالد ترامب، أخبره فيه بأنه أصدر تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لتنظيم «ب ي د» الذي يعمل في إطار قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا.
ولفت إلى أن ملفا دعم الولايات المتحدة لـ«ب ي د» بالسلاح، وكذلك دعمها لتنظيم «فتح الله غولن»، تعتبر من أبرز المواضيع التي تؤثر سلبيًا على العلاقات التركية مع الولايات المتحدة.
الخبير العسكري أحمد الحمادي قال إن الولايات المتحدة زودت تلك المليشيات سابقا بكميات كبيرة وهائلة من الأسلحة المختلفة، والتي تكفي لتحقيق الأجندات الأميركية في المنطقة دون الحاجة لمزيد من الدعم. وأشار إلى أن «واشنطن زودتهم بكل أنواع الأسلحة إلا الطائرات فقط».
وأضاف أن واشنطن موجودة في المنطقة التي تسيطر عليها حليفتها قوات سوريا الديمقراطية، ولديها هناك حوالي 2000 مقاتل ينتشرون في 10 قواعد عسكرية، وهذه القوات كافية إلى جانب المليشيات الكردية لفرض النفوذ الأميركي في كامل المنطقة شمال سوريا.
وحول التعهد الأميركي لتركيا بوقف دعم تلك المليشيات قال: «أتوقع أنه عندما انتهت مهمة قوات سوريا الديمقراطية في هذه المناطق، ولم يعد هناك أعمال هجومية ممكن أن تقوم بها، وانحسر دورها الآن في الحفاظ على المناطق التي سيطرت عليها شمال وشرق الفرات، سعت أميركا إلى تحسين العلاقات مع تركيا التي ترفض وجود هذه المليشيات على حدودها، ولا أتوقع أن تجازف أميركا بعلاقاتها مع حليفها القوي تركيا لصالح انفصاليين استخدمتهم في تحقيق مصالحها في سوريا».
وتحدث الحمادي عن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، وأشار إلى أنها تسيطر فعليا على حوالي 320 كيلومترا من الحدود مع تركيا، «من منطقة عين ديوار في أقصى الشمال الشرقي في سوريا مرورا بالقامشلي، والحسكة، وعامودا، ودرباسية، وتل أبيض وصولا إلى منطقة منبج».
بموازاة ذلك نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أميركيين أن البنتاغون سيعلن في الأيام المقبلة عن وجود أكثر من ألفي جندي من القوات الأميركية في سوريا.
ونقلت الوكالة عن المسؤولين أن الإعلان عن زيادة الوجود الأميركي في سوريا سيتم الاثنين المقبل.
وكان البنتاغون أعلن في وقت سابق عن وجود خمسمائة جندي أميركي بمناطق سيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- شمال سوريا.
وقال المسؤولون إنه يوجد احتمال دوما بحدوث تغييرات في جداول العسكريين باللحظات الأخيرة قد تؤخر أي إعلان، مشيرين إلى أنه ليس هذا تغييرا في عدد الجنود ولكن مجرد حصر دقيق مع تغير الأعداد بشكل دائم.
وبدأ تطبيق نظام الحصر المعروف باسم «فورس مانجمنت ليفل» في العراق وسوريا خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كوسيلة لممارسة رقابة على الجيش.
وتشير أرقام نظام الحصر الرسمية إلى وجود 5262 عسكريا في العراق و503 عسكريين في سوريا، لكن مسؤولين قالوا في أحاديث خاصة في الماضي إن العدد الفعلي في كل بلد أكبر من المعلن.
وقال البنتاغون في ديسمبر الماضي إنه سيزيد عدد القوات في سوريا إلى خمسمائة جندي لكن لم يتضح منذ متى والعدد الفعلي لها تجاوز الألفين.
وزاد أوباما بشكل دوري من حدود برنامج مستوى إدارة القوات للسماح بإرسال مزيد من الجنود إلى العراق وسوريا، في حين تقدمت المعارك فيهما ضد تنظيم داعش.
ومع دخول الحملة مراحلها الأخيرة ليس من الواضح إن كانت أي قوات أميركية ستبقى في سوريا وعددها.
يشار إلى أن أغلب التواجد العسكري الأميركي في سوريا والعراق من العمليات الخاصة التي تعمل على تدريب قوات محلية وتقديم الاستشارات لها بما يشمل تقديم الدعم بالمدفعية ضد تنظيم داعش.
وقال أحد المسؤولين إنه ليس من المتوقع أن يعلن العدد الفعلي للقوات في العراق بسبب حساسيات سياسية.
وفي أغسطس الماضي أعلن البنتاغون أن هناك 11 ألف جندي يخدمون في أفغانستان وهو عدد أعلى بآلاف عما أعلن من قبل.
وعبر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في السابق عن إحباطه من طريقة الاحتساب التي يعتمد عليها برنامج مستوى إدارة القوات في تحديد عدد القوات الأميركية بمناطق الصراع.
copy short url   نسخ
26/11/2017
4809