+ A
A -
في الثامن عشر من نوفمبر كل عام، تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطني، وفي هذا العيد تكون هناك وقفة سنوية لكل العمانيين، أمام مسيرة بناء وتطوير بلدهم، والتي بدأها جلالة السلطان «قابوس بن سعيد»، منذ أن تسلم مفاتيح الحكم في السلطنة، التي اصبحت من البلدان المؤثرة في دعم الخليج واستقراره على الرغم من الهدوء السياسي الخارجي والداخلي الذي تتسم بها دبلوماسيتها العقلانية، وحنكة قيادتها.
ومنذ عدة عقود من الزمن، أعلان جلالة السلطان قابوس بن سعيد، بدء انطلاق مسيرة نهضة السلطنة العمانية، وعلى إثرها بدأت مرحلة بناء الدولة الحديثة، والتي رسمت طريقها وحددت هدفها نحو تطوير البلد وإقامة التوازن السليم بين الموروث العربي الذي يتمسّك به العمانيون وبين مقتضيات العصر الحديث والحاضر المستجد، وهذا الهدف كان يعني بذل الجهود من اجل التحديث، والجدة في كل العلوم والتقنيات على مستوى كافة مجالات الحياة والتنمية.
ومن يتوقف أمام المحطات التاريخية المختلفة لمسيرة التنمية، منذ تاريخ إعلان العيد الوطني لسلطنة عمان، وحتى اليوم، سوف يكتشف مدى التغيير والتطوير، الذي شهدته السلطنة، وما حققته من نجاحات ملموسة في بناء دولة عصرية قوية، والحفاظ على علاقات ودية مع من حولها من الدول، كما أنها تؤمن أن الهدف الأساسي من التنمية هي تنمية البلاد وتطويرها بما يناسب العصر ومستجداته، والذي تجلى بشكل واضح في العديد من المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والتربوية، والصحية، وغيرها.
وللدبلوماسية العمانية سمات، متفردة، حيث تقوم سياستها الخارجية على مبادئ الحياد، وعدم الانحياز، كما أنها تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون غيرها، وقد أدى هذا النهج السياسي، عدم دخول السلطنة في أية صراعات أو انقسامات سياسية.
إن الثامن عشر من نوفمبر، هو يوم تاريخي فارق في حياة عمان دولة وشعبا ومجتمعا حيث انطلقت عمان من خلاله مفعمة بحكمة القيادة وبعد نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولها، كما يحمل هذا اليوم لكل أبناء السلطنة معاني ودلالات ومشاعر فياضة نحو السلطان قابوس عرفانا وحبا وولاء.
وتكتسب احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ47 مفاهيم ودلالات مختلفة وعميقة لكونها تتم برعاية السلطان قابوس بعد عودته مكللا بالصحة والعافية إلى أرض الوطن، حيث أبدى ارتياحه لمسيرة التنمية الشاملة في السلطنة وما قامت به الحكومة وباقي مؤسسات الدولة من جهود، مؤكدا أهمية الاستمرار في الحفاظ على الجوانب الحياتية للمواطنين وما يقدم لهم من خدمات وضرورة الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق التنويع الاقتصادي واستكمال المشاريع الكبرى ذات النفع العام وجذب المزيد من الاستثمارات وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص ومواصلة العمل لتشجيع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل ما يتوفر لها من مقومات مؤسسية ومالية، وتضع حكومة السلطنة وكل المؤسسات هذه التوجيهات دليل عمل وخطة طريق تعمل على تحقيقها مع بذل كل الجهود الممكنة من أجل إحلال الأمن والاستقرار والوئام في المنطقة ودعم كل جهد مخلص لتحقيق السلام عبر الحوار وبالوسائل السلمية.
وتبذل السلطنة مساعيها بتجرد وبرغبة صادقة في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة بعيدا عن أية استفادة ذاتية أو أجندة خاصة وهو ما أكسبها مزيدا من ثقة واحترام كل الأطراف في المنطقة وخارجها. وقالت الوكالة «إن ما يبعث على الاعتزاز أن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني تأتي كذلك مصحوبة بإنجازات ذات ملامح خاصة ومميزة وتتضافر كلها لتنطلق بمسيرة النهضة العمانية الحديثة إلى آفاق أرحب يتحقق خلالها مزيد من مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار ومزيد من تحقيق التطلعات نحو غد أفضل ومزيد من الإسهام العماني النشط والمسؤول في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة».
وفي حين تسعى حكومة السلطان قابوس إلى تطوير النظم الإدارية في السلطنة بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة بما في ذلك وضع نظام لقياس مستوى جودة الخدمات الحكومية والإسراع في التحول إلى الحكومة الإلكترونية. فقد كلف مجلس الوزراء المجلس الأعلى للتخطيط بمراجعة آليات وبرامج الاستراتيجية الوطنية للقطاع اللوجيستي في إطار الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني، إضافة إلى حث الجهات المعنية على الإسراع باستكمال الحزم المتبقية من المشاريع الرئيسية في مدينة الدقم ودفع عجلة التنمية العمرانية أو التنمية المستدامة تحقيقا لصالح الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل أيضا.
copy short url   نسخ
21/11/2017
936