+ A
A -
عواصم-وكالات - قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس إن جهودها لتشكيل حكومة ائتلافية فشلت لتنزلق ألمانيا في أزمة سياسية ويقترب أكبر اقتصاد في أوروبا من انتخابات جديدة محتملة.
وانسحب الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لقطاع الأعمال بشكل غير متوقع من المفاوضات المستمرة منذ ما يزيد على أربعة أسابيع مع المحافظين بزعامة ميركل وحزب الخضر مشيرا إلى خلافات يصعب حلها.
وتراجع اليورو لأدنى مستوى في شهرين مقابل الين بعد وقت قصير من إعلان زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر انسحاب حزبه من المحادثات.
وقالت ميركل إنها ستبقى في منصبها قائمة بأعمال المستشارة وإنها ستتشاور مع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير بشأن الخطوة المقبلة.
وقالت ميركل للصحفيين:»هذا يوم للتفكير العميق في كيفية المضي قدما في ألمانيا، سأفعل كل ما بوسعي لضمان إدارة هذا البلد بشكل جيد في الأسابيع الصعبة المقبلة».
وأضعفت انتخابات سبتمبر ميركل نتيجة غضب الناخبين من قرارها في عام 2015 فتح حدود ألمانيا أمام ما يربو على مليون طالب لجوء مما دفعهم لمعاقبة المحافظين بالتصويت لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا الذي ينتمي لأقصى اليمين. وانهيار المحادثات ترك ألمانيا أمام خيارين لم يسبق لهما مثيل في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. فإما أن تشكل ميركل حكومة أقلية أو أن يدعو الرئيس إلى إجراء انتخابات جديدة ما لم يتم تشكيل حكومة.
وفي الاثناء، قال مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها ألغت مؤتمرا صحفيا مع رئيس وزراء هولندا مارك روته كان مقررا أمس، وذلك بعد انهيار محادثات تشكيل الحكومة الائتلافية.
وقال وزير خارجية هولندا الجديد هالبه زيلسترا أمس إن انهيار محادثات ميركل لتشكيل حكومة ائتلافية «أخبار سيئة لأوروبا» نظرا للدور القيادي الذي تقوم به ألمانيا أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
من ناحيته، اعتبر حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني المتطرف، إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «فشلت» ولا يمكن أن تقود الحكومة المقبلة.
جاء ذلك تعليقا على فشل مفاوضات الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، مع حزبي الخضر والديمقراطي الحر لتشكيل ائتلاف حاكم جديد للبلاد، أمس، بسبب خلافات جوهرية في قضايا الهجرة والسياسة المالية ومكافحة التغير المناخي.
وفي مؤتمر صحفي ببرلين، ظهر أمس، قال زعيم الكتلة البرلمانية لحزب البديل، ألكسندر غاولاند:»أعتقد أنه من الجيد فشل مفاوضات تشكيل هذا الائتلاف، لأنه كان سيكون ائتلاف الوضع القائم».
وتابع:»أصبح من الواضح أن ميركل لا يمكن أن تكون قائدة للحكومة المقبلة»، مضيفا «ميركل فشلت».
أما أليس فيدل، القيادية البارزة في «البديل»، وعضوة البرلمان، فقالت في المؤتمر نفسه إن حزب البديل ينظر بايجابية لإجراء انتخابات جديدة».
هذا، وقال مسؤول بمكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إن فرنسا تريد ألمانيا قوية ومستقرة لكي تدفع أوروبا قدما وإنها ستواصل العمل مع الحكومة الألمانية الحالية.
وتابع المسؤول قائلا:«من أجل ألمانيا ومن أجل أوروبا، نريد أن يكون شريكنا الرئيسي مستقرا وقويا للمضي قدما معا».
وأضاف:«هذا يؤكد بوضوح حاجة فرنسا لطرح مقترحات، وأخذ المبادرة، والعمل على مشروع أوروبي طموح سنطبقه مع شريكتنا ألمانيا».
وسعى ديدييه ريندرز وزير خارجية بلجيكا، التي أمضت 18 شهرا دون حكومة بعد انتخابات، لتهوين الأمر.
وقال ريندرز «لدينا تقليد في بلجيكا لفعل ذلك وأحيانا بشكل يستغرق وقتا طويلا جدا».
وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في جمهوري التشيك أليش تشيميلر عند وصوله للمشاركة في المحادثات:«نأمل أن يكون لدينا حكومة قوية في ألمانيا عاجلا وليس آجلا».
copy short url   نسخ
21/11/2017
4147